ثورة الجياع قادمة فمن سيقودها ؟

الوضع الاقتصادي الذي تمر به اليمن سيدفع إلى نتائج لا يتوقعها أحد وستكون خارج حسابات المتحاربين. يتصاعد الدولار متجها نحو الألف. وقبضة السعوديين تزداد اشتدادا في الحصار غير مبالين بالوضع الإنساني الذي وصلت إليه اليمن.

أمام كل الجرائم التي ارتكبت عبر التاريخ لم ير العالم أوقح من النظام السعودي والإماراتي على الإطلاق. تجاوزت جرائم صبيانهم جرائم هتلر الفاشي والكيان الصهيونى. تجاوز صبيان المملكة والإمارات حتى الجنون ذاته. والمؤلم أن المجتمع الدولي مازال ملتزما بالصمت تجاه عدوان أحرق الأخضر واليابس.

يبدو أن هناك إجماع على قتل الشعب اليمني بدم بارد وإلا كيف يكون عبده ربه أغلى من كل الدماء التي أريقت .ومن البنية التحتية التي دمرت؟ بل إن حديث عبد الله صعتر لم يكن زلة لسان حين قال: يموت 24 مليون يمني ليعيشوا هم المتواجدون في المملكة وفي اسطنبول.

نحن أمام إبادة جماعية تمارس في حق اليمنيين تحت أهداف كاذبة. السعوديون زعموا أنهم شنوا حرب في اليمن لمواجهة المد الإيراني، بينما إيران تقع على حدود الإمارات وقطر والكويت والبحرين وليست على حدود اليمن. بل إنهم لم يقتلون قياديا حوثيا ممن يعملون مع إيران. وفي الضفة المقابلة يقف الحوثيون في مواجهة أمريكا وإسرائيل، ولم يقتلوا سوى يمنيين. أما الأمريكان والإسرائيليين فينعمون بطول السلامة.

لا أعتقد أن العالم رأى جنونا للعظمة كجنون سلمان وابنه. ولا مهوس بالسلطة توجهه نزواته كما هو الحال لدى محمد بن سلمان. سيستمر هوس بن سلمان طالما وهو يرى الحوثيين يمارسون التحقير للشعب اليمني ويتحكمون بمصيره ويقررون بالنيابة عنه. طبيعي جدا أن يجعل الشعب اليمني حقلا لتجاربه للوصول إلى العرش مستفيدا من الخلل العقلي الذي أصاب هذه الجماعة وجعلها تتوهم أنها تتميز عن سائر الناس بالقوة والعظمة والسيادة بوصفها فوق كل البشر.

وبين هذين الطرفين يجلس هادي ومن حوله عصابة تاجرت بدماء اليمنيين وشرفهم مثلهم مثل الحوثيين تماما. الكل يتجاهل الوضع الاقتصادي وما سيؤل إليه الوضع. سيكون الجميع أمام ثورة الجوع التي ستجرف كل البطون المتخمة والتي أتخمت خلال الحرب.

وفي ظل الصمت الدولي وجلوس هذا المجتمع في مقاعد المتفرجين لن يصبر اليمنيون كثيرا. ولن يظلوا يدفعون فاتورة الموت لوحدهم

شهدت الأيام الأخيرة هستيريا متصاعدة من قبل آل سعود وآل زايد وقصف عشوائي لمواقع يعلم العالم بأسره بأنها مدنية أو مساكن للمدنيين، لكن التواطؤ الدولي المخجل الذي يغض الطرف عن جرائم آل سعود وآل زايد في مواجهة غير متكافئة مع الشعب اليمني.

وفي ظل هذه المؤامرة التي تشترك فيها السعودية والإمارات والشرعية والحوثيين نتوقع أن كرامة اليمنيين واعتزازهم بأنفسهم ستتحرك من خلال ضباط في المؤسسة العسكرية سواء في صنعاء أو من الذين انضموا إلى الشرعية إعتقادا منهم بشرعيتها ليشكلوا قيادة موحدة باسم اليمن يقودون الشعب اليمني في شماله وجنوبه ضد من يعمل مع السعودية والإمارات وإيران وإعادة القرار لليمنيين أنفسهم.

لا أعتقد أن اليمن قد فقدت قدرتها على القيادة أو أن أبناءها قد فقدوا إستقلالهم إلى حد التبعية الجمعية

الإنهيار الاقتصادي على الأبواب. وكل الأطراف لم يعد يهمها أمر الشعب اليمني. فلابد أن يولد الطرف الثالث لاستعادة اليمن واستعادة الحياة.