ماذا يعني التسامح بالنسبة للعرب والمسلمين ؟

أنا اريد في الحقيقة أن اعرف ماذا يفهم العرب والمسلمون من _ التسامح وتقبل الآخر والتعايش _ ؟؟ بالرغم من أنّي ارى الامور واضحة أمامي إلاّ أنني اعجز عن فهم هذه الفئة من البشر الذين لايستطيعون ادراك معنى كلمة تفسر نفسها .. في الثقافة العربية والاسلامية التسامح والتعايش وتقبل الآخر يخص ابناء الدين الواحد والطائفة والواحدة والقبيلة الواحدة والعرق الواحد واذا اصبح الأمر مقروناً بالأمجاد فإنهم يتحدثون عن تسامحٍ قديم عفى عليه الزمن مليء بالمغالطات والقصص الخرافية والخدع الكلامية .. التسامح الذي كان يضطر فيه المسيحي الى اضيق الطرق ويمنع من تربية شعره ومن ارتداء الأحصنة ومن شراء بيت .. التسامح الذين كان يجعل اصحاب الدين المختلف مواطنون درجة ثانيه يدفعون ضريبة الحماية .. التسامح الذي دائما يريد ان يلعب فيه المسلمون والعرب دور القوي والمنتصر الذي يسير الامور كما يشاء .. وبالرغم من أن الكلمة بسيطة وتعبر عن نفسها بكرمٍ باذخ الاّ ان الامر استعصى على مجتمعاتنا في فهمها .. عن أيّ تعايشٍ او تقبلٍ للآخر او تسامح نتحدث اذا لم يكن الآخر مختلفاً عنا .. ليس قليلاً بل كثيراً .. بل تماااااااااااماً .. كيف اتسامح مع شخص مثلي ويشبهني .. او يفعل اشياء سهل عليّا قبولها .. كي اتعايش مع من يقف في نفس ارضيتي الفكرية والعقدية والمجتمعية .. كيف اتقبل من يشبهني في لونه وفكره ودينه وطائفته .. الم نستطع بعد ادراك مامعنى التعايش والتقبل والتسامح . .. ان تتقبل الآخر يعني ان تصادق وتحب وتعاشر وتتزوج من يختلف عنك .. وتختلط بمن لايشبهك وتتعامل وتضحك مع من لايوافقك في الدين والفكر وتشتري من من لايشكل نسخة منك وتبيع لمن لا ييشكل نسخة منك .. ان تتسامح وتتقبل وتعايش يعني ان تكون مستعداً للدفاع عن حق الآخر المختلف عنك .. ان تكون مستعداً للوقوف معه بغض النظر عن اختلاف ارائه الفكرية والدينية .. ان تكون متسامحاً ومتقبلاً ومتعايشاً يعني ان لاتعامل اصحاب البشرة السوداء كمواطنين درجة ثانية .. ان لاتعامل ابناء الجزارين والحلاقين كمواطنين درجة عاشرة وترفض الزواج منهم ..ان تتحدث عن هذه المبادئ والقيم وتتفاخر فيها في كل مكان يعني انك ترفض رفضاً قطعياً ان تقدم نفسك للناس على أنك ارقى وانقى نسباً ودماً وعرقاً .. ان تتوثق عن رؤية الاقوام الاخرى والمختلفين عنك من ابراجك العاجية لمجرد انهم مختلفون .. يتحدث العرب والمسلمين دائما عن دين التسامح والسلام والحب والرحمة والتعايش وتقبل الآخر لكنهم يدافعون وبشراسة عن حد المرتد .. لكنهم مستعدون وببساطة لتقبل رمي المثليين من اعالي الجبال ..لكنهم وببساطة لن يحركوا ساكنا عندما يقتل امثال عمر وامجد وانور الوزير وفرج فوده وغيرهم .. لكنهم مستعدون ليغضبوا في كل العالم لو انتقد احدٌ ما دينهم او ربهم او نبيهم .. كيف نتحدث عن التسامح والتعايش ونحن لا نستطيع ان نعيش بجانب بعضنا البعض اذا كنا مختلفين بالعقيده والفكر واللون والعرق .. يرى السيد والهاشمي نفسه اعلى من الناس ويرى الابيض او اسمر البشرة عندنا نفسه افضل من اصحاب البشرة السوداء الملقبون بالاخدام ويرى ابناء العلاقة القادمة من الزواج انفسهم افضل واشرف وانقى من اولئك المسمون في مجتمعاتنا بأبناء الحرام .. يرى المسلمون أنفسهم افضل من غيرهم ويرى المتدينون انفسهم افضل من غيرهم ..ويرى القبائل انفسهم اطهر واشرف من بياعي اللحوم والحلاقين .. نحن نعيش في عالم يتحدث عن كل القيم ولا يعرف عنها شيئاً ..بل إنه لايدركها ولا يعرف معانيها .. كالببغاوات يكررون ماقيل لهم دون كلل او ملل او تعب ويصرون على ذلك ومستعدون للقتال على كل تلك الاشياء التي حفظوها عن ظهر قلب ولكنهم ليسوا مستعدين على الاطلاق لفهم تلك الاشياء او تطبيقها ..ليسوا مستعدين لسماع الرأي الآخر المخالف ..لذلك لن تجدد تعددا عرقياً او طائفياً او دينيا ً في اي بلدٍ عربي يسوده السلام والحب .. في المانيا يوجد السود والبيض والشقر والغجر والعرب والبرابره والاكراد والدروز واليهود والمسيحيين والمسلمين واللادينيين .. يوجدون من مختلف بلدان العالم بجميع اختلافاتهم ويعيشون بسلام .. فقط لأن هناك مجتمعا يحترم هذه القيم ويعرف معناها ..فقط لان هناك دستوراً حقيقياً وإنسانياً لايتشدق بهذه القيم فقط وانما يحميها بشكلٍ حقيقي .

لايوجد مايفسر كل ماشرحته الا ذلك العنوان الذي عنون به عبدالله القصيمي كتابه

_ العرب ظاهرة صوتيه _ .

نحن لسنا ظاهرة صوتية فقط .. نحن كاذبون ومدعون وعنصريون واغبياء ولانفهم حتى معاني ابسط الكلمات ويجب ان نواجه مجتمعاتنا بهذه الحقيقة كي يعيدوا النظر فيما يحملونه من افكار عن هذه القيم العظيمة والكبيرة والتي غيرت مسار الانسانية اجمع .