بين براءة الطلبة ووحشية العصابة

يناشدني الطلبة في الخارج متوهمين ببراءة ان العصابة قد تصغي 

لن يرسلوا لأحدكم ايجار غرفته ولا ثمن حليب لطفلته 

لن تتمكن الكتابات الذكية والانسانية من لفت انتباه وحش يجثم على صنعاء ملتهما البشر وليس فقط حقوقهم 

لا اكثر اذلالا من رجاء رحمة في كبد وحش متضور 

يخبرني الطالب في كوالالامبور ان شعبيتي جيدة في اوساط الطلبة اليمنيين هناك ، ويعتقد ان الهمج هنا يتأثرون بكلماتي وكأنني سأناشد طلبة جامعيين في صنعاء اطلاق حقوق طلبة في ماليزيا وبقية عواصم العالم
هذا سيتأثر بعبوة ناسفة او صاروخ او كذبة على مقاس جهالته
لكن اذ تخبره عن متاعب الطلبة اليمنيين في الخارج فهو سيتأثر بتلك المزاجية التي تنتاب جاهلا تذكره تبعات العلم بالدونية فينتقم اكثر
في مدينة كعمان مثلا ، يمكنك التفكير بما تبقى من شهامة البدوي في شخصية المؤجر الاردني ، وفي كوالا لامبور بوسعك مناشدة الاسلاموية الاسيوية وحس التضامن مع الوافد من شمال قبر النبي ببضعة كيلو مترات
فكر في الصبر وفي الزهور ، وقد يمنحك حس القومية العربية في بغداد او القاهرة ما هو افضل من مناشدة متخلف في صنعاء يعتقد ان تعليمك خطر عليه ،
لذلك لن يرسل نفقات الخطر ولن يستجيب لا للانسانية ولا للعلم ، انه يحتاجك جاهلا وحقيرا وبلا كبرياء ، لذلك لن يرسل نفقات تعليمك
انا اعتذر اذ اظهرت كل هذا المزاج الذي قد يبدو متشائما الان ، لكن ثمة حقائق يجدر بالمنفيين ملامسة صقيعها الصادم بدلا من توقع خير ومسئولية في واحدة من ابشع نذالات التاريخ .
قال انه بحاجة للعودة لغرفته في الضواحي بنواكشوط ، وناشدني مناشدة من جعلوا وجودنا في غرفنا شكل من المبيت في عراء يحدق فيه الله من الاعالي ، ولا تلمحه اكباد البشر .
يمكنك التفكير في شهامة بواب صعيدي على باب عمارة تقطنها في المعادي لكن لا ترجو من قلب تغول في صنعاء اظهار بعض الشهامة ، قد يخطر لماليزي انك مسلم وان عليه اظهار التضامن الديني وهو يصلح وضع قبعته المثلثة ، ويسمح لك بشهرين اضافيين والمرور الى غرفتك ، لكن لا ترجو حسا بالرحمة من جماعات اسلاموية انتهبت وطنك ولقمتك وتنتظرك بعبوة مفخخة ، بوسعك ادعاء انك من بلاد النبي لكن لا تنتظر رحمة وادمية ورثة كل الانبياء وقد انتزعت السماء من صدورهم شيئ اسمه القلب ، البربري في الدار البيضاء قد يفكر في منح اسبوع اضافي للطالب اليمني تقديرا للجذور ، لكن همجية أهل بلادك تفكر كيف تقتلع ما تبقى منك وتقذفه في بلاد الله .
حكومة المنفى وجدت في هذا التوحش والجشع الداخلي ذريعة لسرقة والتهام طعام المنفيين الصغار ، انها تحيل كل الجشع والخسة الانسانية على سلطة صنعاء ، انها العصابة الموازية في المنفى لعصابة الامر الواقع
شكلان من جشع واحد يعتقد احدهما ان بوسعه التهام طعام الطلبة واعطائهم بعدها درسا في وطنية المنافي ، بينما يرتجف الطالب في مقاعد انتظار الباصات ، وعلى وجوم ليالي المحطات ، قلبه مستوحش وجيبه فارغ ، تقاسموا ضياعه وبلاده وتركوه هناك ، دماغ متخم بالعلم وجيوب فارغة ومعدة خاوية في طرقات الذهان ويأس الوحيد.

- من صفحة الكاتب