رصاصة في أخر السطر

يذكرني الفيسبوك بالليلة التي خرجنا فيها لاخراج الحوثيين من بيت عبد الله حميد الاحمر

كنا شجعانا حقا

هشام دماج ويحيى الثلايا وعامر السعيدي وبسام البرق

مجموعة من الزمن الذي كان بوسعنا فيه الخروج والتصرف بشجاعة

الآن هل لا نزال نملك تلك الجرأة ؟ اظن اننا لم نتغير لكن الحوثيون هم من غير قوانين ومستوي الرفض

الآن لم يتركوا لأحد حق الخصومة الا بوصفه مقاتلا

الكلمة والاعتصام وانماط الاحتجاج والشجاعة الأدبية لم تعد غير شكل من المجازفة

كانت تلك ليلة انتصار اعقبت هزيمة الحقت بنا بلا معركة

الآن أي معركة هذه التي يمكنك خوضها وانت متيقن من كونك ذلك الرجل الشجاع الذي يمكنه الدفاع عن كرامته الشخصية دون ان يطلق الرصاص ؟

كانت ليلتنا التي سنظل نرويها لأحفادنا علي فراش الشيخوخة

ليلة وقفنا حائلا بين الظلم وبوابة بيت غادره رجاله

بعدها لم يعد احدنا يملك المساحة للدفاع عن البيت الكبير

بيتنا وقد فتحت بواباته علي كل الجهات

يحيى يصرخ بالثأر من مأرب وعامر ترك قصيدته الاخيرة بلا عنوان بينما قام هشام بنسخ اسمه الي هشريمر ألماني نازي لم يتمكن من خصومه فراح يطعن الأصدقاء

بسام مصاب بالتهاب في القصبة الهوائية منذ تلك الليلة ومحمد اليمني ترك كاميرته مضرجة ورحل مخلفا اطفالا لديهم قبر يزورونه ولكنهم بلا بيت يعودون اليه

كان علي البخيتي هناك وقاسمنا تلك الحكاية الأسطورية وهو لا يزال حوثيا والان يستميت في الافلات من عقاب المنافي ومغافلة الهزيمة وتسميتها نصرا

نصر ملاحق من الجميع لا غطاء له غير حذاقة شخصية اربكت الجميع

لا اعرف كم سنة مضت

اعرف فقط انني اتقدم في العمر بينما يشب عبد الله حميد الاحمر ويتقدم في الحياة دون وعي بملامح البطولات ولحظات الرجال وهو يتلفت :لديه الكثير من النقود ولا يعول معها علي أحد غير أب يمده من المنفي بالمزيد ولا يذكر ملامح ابطال تلك الليلة المدنيين العزل فهو لا يعول علي هذا النوع من الحماية ولا ينظر لهكذا بطولات ببعض الثقة

الزمن هذا يبدو وقد راهن فقط علي بطولات البنادق ويبدو أنه يمضي قدما في تحويل كل المدنيين الشجعان لجيش من العاطلين حيث كانت بطولاتهم صدفة وحكايتهم تصلح للمساءات البعيدة

في كل مروية عنف تعتقد الرصاصة أنها ستضع النقطة آخر السطر بينما تبقيها مفتوحة علي كل النهايات