خارج النص

1.قصة نجاح

تعبنا كثيرا من ضجيج السياسة اليمنية والتي لم تستطع أن تفعل للوطن شيءا بل على العكس أوصلتنا الي جحيم هذه الحرب التي نخوضها جميعا وفي شتى المجالات الحياتية مجبرين لا أبطالا ومن رحم المعاناة يولد النجاح وفي هذه الظروف الحالكة التي يمر بها اليمن تأتينا غيمة نجاح عابرة لرجل يمني راءع

فراوية الإنسان اليمني الذي تحول في كثير من الأحيان الي ملطشة سياسية واقتصادية وإعلامية يتخللها لحظات من النجاح تدق ناقوس الفخر وتلهمنا بتاريخ عظيم نستطيع أن نعود به سريعا نحو المجد فلا تنقصنا لا الإرادة ولا العزيمة ولا الأدوات فقد قرأت بالامس عن قصة نجاح لمهندس يمني شاب أعرفه جيدا (المهندس فارس عبد المعز اليحيوي ) يحمل بين جنبية اليمن باسرها فهو من الشمال وايضا من الجنوب وكانه يقول لكل المتآمرين والحاقدين .. اليمن سيبقى عظيما موحدا بقلوب ابناءه جميعا قام هذا الشاب الراءع بتأسيس شركة تي بي ايه تيك في الصين لتحصل شركته الناشئة على جائزة افضل شركة ناشئة لعام 2018 من بين أكثر من 100 شركة من مختلف الدول المشاركة في ملتقى العرب للابتكار الذي أقيم في دبي في مركز التجارة العالمي حيث حصل مشروع جهاز vmqعلى المشروع الأكثر ابتكارا من الناحية التكنولوجية ( الجهاز عبارة عن سماعات رأس يمكن استخدامها لغرض كتم صوت المتحدث والتحكم فيه وتوجيه حسب الرغبة عبر تطبيق vmqوهو حاصل على براءة اختراع ) .

بعيدا عن كل هذا النجاح لن تصدقوا أن هذا الشاب الرائع لم يستطع الدخول الي دولة الإمارات العربية المتحدة وهو مؤسس هذه الشركة والمدير التنفيذي لها وتم تمثيل الشركة من قبل الآنسة كيلي مديرة العمليات في الشركة ( لانها صينية وليست يمنية ) لا لشيء سوى أن هذا المبدع يماني الهوى والهوية ولا أدري هل نلوم الزمن ام نلوم عجز شرعيتنا ام انها الظروف التي أوصلت سياسينا الي هذه الدرجة من العجز والذل والهوان ...فعلا لم نعد ندرك من المسؤل عن هذا الواقع المؤلم .

2. لا تكونوا سطحيين

كم أكره أن يقال عن شباب اليمن انهم سطحيين فنحن اليمانيون ولا فخر شهد لنا المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه بالإيمان والحكمة كما شهد بذلك الصديق والعدو ورغم كل هذه الظروف العصيبة التي نمر بها ما زال الأمل يحدونا وما زالت الاحلام الكبرى تسكننا رغم كل هذه الجروح النازفة وعلينا أن لا ننسى

ان الحضارات الكبرى في التاريخ الإنساني لم تهزم من عدو خارجي بل هزمت من الداخل بفعل حدث ما أو سلوك ما أكل ظهرها حتى إذا تعرضت لتهديد حقيقي من الخارج وان كان ضعيفا تداعت وسقطت الي كتب التاريخ أو الي مزبلة التاريخ .

وهذا ما دفعني للكتابة اليوم حول التفكير السطحي الذي نراه اليوم يغزو الذهنية المجتمعية للشباب اليمني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي فادمان

السطحية يشبه إدمان المخدرات تماما والخلاص من ذلك يحتاج إلي فترة نقاهه يتخلص فيها السطحي من ترسبات السطحية من عقله وذلك من حيث مراجعة النفس والكف عن النضر الي الأنف فقط والرؤية الفاحصة التي تجعل خيارتنا موفقة وفي المسار الصحيح حيث لفت نظري ما

يتداول على منصة الفيس بوك حول مجموعات عديدة باسم المواهب اليمنية تحولت الي مجموعات للضحك والتعليقات الطريفة والتي تصل أحيانا الي الشتم والذم ورغم كل هذا يستمر النشر واستقطاب الأعضاء من خلال الوعود بالدعم وتوزيع الجوائز ويترافق ذلك مع الدعوة للانضمام الي مواقع التواصل الاجتماعي الاخري كالانستقرام مثلا و التي تحتاج إلي متابعين ومشتركين أكثر لتحقيق أرباح مادية بالإضافة إلى البربجندا الاعلامية التي تدعم الحسابات وأصحاب هذه الحسابات ونحن إذ نتحدث حول هذه الحالة السطحية لا نقصد الاساءة أو التشكيك وإنما يهمنا توعية شبابنا اليمني المعطاء والمتطلع للنجاح والنهوض بوطنه من هذا الجحيم الذي يتلظي به الوطن والمواطن و مع احترامي لكل الموهوبين فالمواهب لا تنمو بهذه الطريقة العشوائية ولا يمكن لها أن تنمو في جو يسوده المرض ويتخللة الجوع والحروب وليس هذا هو المسلك الصحيح الذي سيتم به خلق الموهبة أو مساعدتها في الظهور وكأن الهدف هو المتاجرة بجراحات وآلام هذا الوطن في الوقت الذي يأكل فيه بعض الأسر في الداخل من أوراق الشجر تعففا وحياءا..

فيا ليت أن جهود الشباب بشكل خاص تتظافر في سبيل هؤلاء الشرفاء من أبناء الوطن ويتم مساعدتهم والتعريف بماساة الوطن وتفاصيلها للعالم و الحذر كل الحذر من أن يسقط شبابنا في بؤر السطحية فنفقد هويتنا الثقافية في هذا الظرف الحالك الذي يمر به الوطن ويضاف الي ماساتنا فصلا فكريا آخر لا يقل وجعا عن ما يحصل من اقتتال وسفكا للدماء البريئة فارجوكم رفقا بنا فالوطن اثخن بالجروح فلا تقتلوه مرتين .