ما يحدث في الاردن وبالتحديد محافظة الكرك أمر طبيعي لا يتوجب علينا تهويل وتأويل الامور واخذها عن منحانها السليم

ما حدث ويحدث في الاردن هو نتيجة لجهود مكافحة الارهاب ضمن أقليم ملتهب والتي تعتبر الاردن شريك استراتيجي مع دول العالم بمكافحة الارهاب .

 

 

الفقر والبطالة وعدم تكافئ الفرص من الاسباب الرئيسية التي تودي الى حمل الفكر المتطرف لدى الشبان في المحافظات النائية ضمن غياب حكومي استمر أكثر من عشرين عام .

 

 

الدولة الاردنية وطريقة علاجها للازمات على مر السنوات الماضية باءت بالفشل بفضل السياسية العشائرية المتبعة لأنهاء الازمات وعدم ايجاد حلول راسخة جذرية لحل مشاكل البطالة والفقر بالعديد من المحافظات الاردنية التي تحتاج التنمية وايجاد مشاريع للشبان قبل تحويلهم الى بيئة خصبة للتنظيمات الارهابية المتطرفة .

 

 

ان أتباع استراتيجية الدولة الاردنية الحل العشائري بعيدأ عن القانون وكأن القانون أجراء روتيني أوجد حالة من الثقة لدى الخارجين عن القانون للتمادي ونشر أفكارهم الشيطانية للعديد من الشباب لاسيما بعد غياب طويل من تنفيذ عقوبة الاعدام باكثر من مئة سجين أردني محكومين بالاعدام على جرائم مختلفة.

 

 

 

أفة مكافحة المخدرات التي لم تتعاطى معها الدولة الاردنية بحذر تام تعتبر لاعب رئيسي للخروج عن القانون وتحويل العاطلين عن العمل الى عبيد لمثل هذه الافات مما يحولهم أيضا الى مجرمين خطيرين بسبب عدم توفر المال الكافي لشراء المواد المخدرة بهدف التجارة أو التعاطي .

 

 

جميع ما تم ذكره لا يمكن ان نحمله الى حكومة د. هاني الملقي رئيس الوزراء الاردني لأنه بالكاد جاء لتسلم الحكومة وهو يعلم بأن الحمل ثقيل وان مخلفات البطالة وقلة الموارد وعدم تكافئ الفرص والواسطة والمحسوبية وأهمال المحافظات الاردنية والتركيز على نشأة العاصمة عمان وضربها بعرض الحائط المكتسبات الاخرى بالارياف والبوادي سينعكس سلبيا على اداء حكومته وسط تغول بعض الشخصيات العشائرية على القوانين والانظمة .

 

 

ليس باستطاعت النظام السياسي بالاردن الاهتداء الى الطريق القويم والصحيح في الاوقات الراهنة بفضل مركزية القرار الدولية وبفضل مكان الاردن الاستراتيجي الذي يعتبر في ” قلب العاصفة ” ضمن أقليم ملتهب وخلايا سرطانية تأكل الاخضر واليابس .

 

 

التحالف الاردني الامريكي على ما يبدو أن للأمريكان نظرة أخرى ولبعض دول الجوار التي تريد فرض أجندة خاصة وتوريط الاردنيين بالدم السوري فحادثة الكرك ليست فريدة من نوعها على عكس شقيقتها حادثة البقعة الارهابية التي بأت تنظيم داعش الارهابي يتنبى العملية تلو العملية لزعزعة أمن وأستقرار المملكة وربما أيضا جرها ” للنزيف السوري “.

 

 

النظام السياسي الاردني يدرك تماما أن هناك محاولات متكررة لتوريطه في سوريا لا سيما بعد اصطدامه بالمناطق الحدودية مع العراق وسوريا بتظيمات أرهابية تدير تلك المناطق ونشر الذئاب المنفردة الذين يحملون الفكر الجرمي لخلق بلبلة في الشارع الاردني وأستهداف المناطق التي تعاني من تهميش بالخدمات وعدم تكافئ الفرص .

 

 

السياسة الاردنية التي فضلت عدم اللعب مع الجار أكتفت فقط بحماية حدودها من التنظيمات الارهابية المحيطه بها وكأنها تقول للعالم ولدول التحالف لا أريد المشاركة بالدم السوري ولكن على مايبدو ان قواعد اللعبة أصبحت أكبر بكبير من قرار مركزي عربي للمشاركة أو لا .

 

 

الازمة السورية التي باتت حجر عثرة أمام الاصلاح الاقتصادي في الاردن بعد تخلي العديد من الدول المانحة عن التزامها نحو الاجئين السوريين مما اثكل كاهل الدولة الاردنية على الصعيدين الامني والخدماتي وضغط المجتمع الدولي على الاردن لتأمين أكثر من 200 الف وظيفة للاجئين .

 

 

الاجراءات الرسمية التي اتخذتها الاردن للحد من البطالة عن طريق تخفيض بعض رواتب مسؤولين الدولة الاردنية وأعلان التقشف ليس كافيا بنظري فالابد من أيجاد خطة أقتصادية سريعة لا تتعدى الـ 12 شهرأ لمعالجة قضايا البطالة والفقر وتعزيز الخطاب الاعلامي الاردني وايجاد شراكة حقيقة وفاعلة مع القطاع الخاص ورجال الاعمال لتشغيل الاردنيين .. بغير ذلك لن نستطيع محاربة الافكار المسمومة لطالما الشبان عاطلون عن العمل ويشعرون بعدم تكافئ الفرص.

- رأي اليوم