عن الإصلاح

الإصلاح حزب/جماعة منظمة ومنضبطه مقارنة ببقية الأحزاب والجماعات اليمنية، ويعملوا وفق خطط محددة تعود بالفائدة عليهم أولا.

هذا الحزب - أيا كانت إرتباطاته الأيديولوجية - يتقن التغلغل في مفاصل الدولة، ويعمل تحت رأيتها، ويصل الأمر إلى عدم تفريق خصومهم بين الحزب والدولة.

شاركوا في الثورة السلمية وطغى نفوذهم على بقية مكوناتها، واندفعوا لمقاومة الإنقلاب، وسيطروا على قرارها، واندمجوا في الجيش وهيمنوا عليه، وظهروا وكأنهم مؤسسة حزبية.

تعرضوا للتنكيل الحوثي بعد اجتياح صنعاء في سبتمبر 2014، وكانت عواصف (الحزم وإعادة الأمل) فرصة لهم لإعادة ترتيب صفوفهم وتعميق نفوذهم وفرض وجودهم في (المناطق المحررة)!

قدم الإصلاح وبقية مكونات الشعب تضحيات كبيرة في مواجهة مليشيات الحوثي في السنوات الماضية، وأثبتوا انهم الطرف المقتدر على تحويل التضحيات إلى مكاسب تعزز نفوذهم وحدهم دون الآخرين.

حين اندلعت الصراعات السياسية داخل الشرعية تمكنوا عبر جهات رسمية وأدواتهم الحزبية من إزاحة شركائهم المبعثرين والعاجزين، واخضاعهم للأمر الواقع، وهذا ما ارتد عليهم لاحقا.

خلافا للتوقعات غير التحالف نظرته لهم منتصف الحرب، وتمكنت قيادات حراكية من إنهاء نفوذهم جنوبا بإسناد الإمارات، وهذه الانتكاسة دفعت بهم لتعميق نفوذهم في تعز ومأرب والجوف.

ومثلت الأزمة الخليجية منعطفا خطيرا عليهم في عديد من الاتجاهات، ووجدت الإمارات المتربصة بهم مبرراتها لتقليم اظافرهم بضوء سعودي أخضر، وهذا جعلهم في حيرة من أمرهم.

حينها ظهر ما يمكن وصفه انقساما في توجهات القيادات العليا للحزب المرتبطة بالسعودية وتيارا متمردا مواليا لدولة قطر ومرتبط عقائديا بالإخوان رغم نفي صلتهم بالتنظيم المغضوب عليه خليجيا.

مواقف الحزب مؤيدة للتحالف العربي، ومستفيدة كثيرا من الشرعية، في حين يتحرك التيار المتمرد بعيدا عن توجهات قياداتهم، ولهم تأثيرات واسعة على قواعدهم الجماهيرية، وتعز أنموذجا.

تلتزم قيادات الحزب بالصمت، والمتمردون يصعدون معركتهم إعلاميا وحقوقيا، ويستغلوا الانتهاكات بحق الحزب والمجتمع في مواجهة التحالف، وتتهم قطر بتمويل أنشطتهم وادواتهم داخليا وخارجيا.

هناك من يستبعد الانقسامات في التوجهات، ويعتبروها لعب أدوار لتجنب الصدام مع دو الخليج المحركة لحرب اليمن، ومواقف الحزب المعلنة ضد المتمردين عنهم، تقول العكس، وترجح الرأي الأول.

بعد إنهاء نفوذهم مؤقتا جنوبا، كان الإصلاح أمام اختبار حرج بعد مقتل الرئيس السابق علي صالح مطلع ديسمبر الماضي، وإلتحاق طارق صالح في معسكر دولة الإمارات المعادية لهم قولا وفعلا.

يرحب الحزب بمشاركة طارق في مواجهة الإنقلاب تحت رأية الشرعية فقط، فيما يعد التيار المتمرد تمكينه في الساحل الغربي مخططا إماراتيا خطيرا هدفه تدوير لـ(النظام السابق)، وانقلابا على ثورة فبراير.

نجحوا في السيطرة على مؤسسة الشرعية، وأخفقوا في تحجيم نفوذ المجلس الانتقالي جنوبا، ولا يمكن التنبؤ بنهايات معركتهم ضد عودة (قوات طارق، ومؤتمر صالح) إلى مشهد اليمن عبر الساحل الغربي بدعم إماراتي غير محدود.