منظّر الإصلاح

وجدتُ قبل قليل كتابة جديدة لعلي البخيتي يصفني فيها ب"منظّر الإصلاح"..

حسناً، أدناه هي المبادئ العشرة التي أدافع عنها، وإذا كانت هي نفسها مرتكزات الإصلاح فسيكون ذلك من مسببات سعادتي:

١. علمانية الدولة، على أن تكون الديموقراطية هي جوهر تلك العلمانية لا مهيمنة عليها. كي: لا تفضي الديموقراطية إلى دينوقراطية، كما حدث في مصر، ولا تنزلق العلمانية إلى دكتاتورية كما حدث في بولندا

٢. أي ارتباط "تنظيمي" لحزب أو جماعة يمنية مع جهة خارجية ( تنظيم أو دولة ) هو مسألة تمس الأمن القومي. ذلك أنه يمثل، في نهاية المطاف، نشاطاً سرياً عابراً للحدود والسيادات والدساتير المحلية. ولا ينبغي أن تكون هناك دولة ذات سيادة لا تعرف شيئاً عمّا يجري "عبر حدودها".
٣. حرية الضمير، حرية التعبير، حرية التجمع، حرية التجمهر، حرية العبادة، والتنوّع الخلاق.
٤. لا رقابة على الإبداع، لا رقابة على المرأة، لا سيطرة حكومية على السوق.
٥. تجريد الفضاء العام من هيمنة العقائد، وعليه: إلغاء منصب مفتي الجمهورية وإبداله بمؤسسة فقهية شبيهة بمجمع اللغة العربية وظيفتها تقديم خدمات "دينية" استشارية، صياغة قانون ينظم "خطاب الجمعة"، على أن يكون ذلك القانون مستنداً إلى القيم العلمانية العليا وفي مقدمتها: حرية الضمير والتنوع الخلاق.
٦. لا بد من إعادة هندسة جهاز العدالة ليصبح قادراً على رعاية: القيم العلمانية للدولة، وحرية وكرامة الأفراد. وأن يكون جهاز العدالة قادراً على البطش بالموظف الحكومي عندما تأذن القوانين"شاملاً رئيس الجمهورية".
٧. لا تجري أي عملية مالية في البلد دون رقابة أجهزة الدولة، يشمل ذلك الرقابة على مالية الأحزاب والجماعات، على أن يخضع كل ريال يجري في البلد للتعريف الضريبي. وبما سيفضي إليه من اعتبار أي تحصيل مالي أو حركة مالية بمعزل عن رقابة السلطات هي سوق سوداء تهدد أمن مواطني الدولة.
٨. كل اعتداء على الحرية، من حرية المرأة إلى حرية التعبير، هو مساس مباشر بهيبة الدولة العلمانية وقيمها.
٩. دولة قانون "ينيك الناس كرّة"، كما هو التعبير الأثير للمثقف اليساري المعروف عبد الهادي العزعزي.
١٠. الجمهورية.

هذه هي المبادئ العشرة التي تحكم تفكيري وكتاباتي، ولم أجد حتى الآن، للأسف، خصماً يحيل إلى كتابات لي تناقض هذه المبادئ كي نجري نقاشاً خالياً من الردح. بدلاً عن ذلك يلجأ كثيرون إلى طريقة المجاذيب ويبدو أنها تعفيهم من الالتزام المعرفي ثقيل الوطأة.

أكتب حول هذه المبادئ، وسأدافع عنها، وكل من يعتقد أنها تجسد خياله ورؤيته فهو في حزبي.