حديث السفير السعودي من زاوية اخرى!

حديث السفير السعودي جعلني انظر باحترام اكثر للمملكة و قوتها كيف تختار ابنائها في عملهم من اجل حماية ذاتها, و يمكن قرأة كلامه من زاوية اخر, بدل من تعليقات البعض في اقتطاع كلمة او عبارة بقوله انه قال "زوجتي و اطفالي", و سخافة التعليقات تثبت اننا لم ننضج بعد. لن اتحدث هنا عن هروب علي محسن كونه بمقياس عسكري اتخذ قرار صح, فليس من الحكمة دخول معركة خاسرة لوحدك و محسومة. فمن منظور الربح و الخسارة بمقياس عسكري علي محسن هو اليوم رقم ٢ في الدولة و معترف به العالم, بينما من رافقهم تحت التراب, لذا ليس هناك قيمة كيف هرب, اذا وصل لهدفه و لازلنا اصلا في منتصف الفيلم. نترك محسن و نعود للسفير اقلها لكي نتعلم، كيف يعمل غيرنا من اجل بلدهم.

اولا انظروا لسفراء اليمن في ٥١ دولة و عمال السفارات و المستشارين سوف تجدون ان ٩٠ او حتى ٨٠ في المائة منهم ليس لديهم تأهيل يمسك بقالة داخل سوق يمني فما بلكم بسفارات تمثل مصالح اليمن في اوطان و ثقافات و لغات مختلفة. الكثير منهم انتمائهم لليمن بثوابتها فيه وجهة نظر, اي انفصالي او سلالي او مناطقي بجانب من هو منهم ذو ثقافه محدودة لا يستطيع تكوين جملة خبرية بالعربي ذات معنى, و فوق ذلك شغلوا انفسهم بما ليس مهم عن الاهم, و السفير السعودي هو عكس الصورة للسفير او الملحق اليمني تماما. ثانيا اعضاء السفارات اليمنية شغلوا حالهم بالفيس بوك و الحفلات حق الجاليات و الجمعيات, و طبعا في كل بلد خارج اليمن عندنا جمعيات بعدد محافظات -ان لم يكن عزل- اليمن ليمنيين, و لذا اليمن كسفارات تطبخ فقط في نفس الشوربة كونهم يجابرون بعض فقط, اي لا تغيير لا في العمل و لا المنهج و لا التأثير, و السفير و الملحق السعودي عكس الصورة .

السفير السعودي عكس ثقافة بلده في تجنيد اوطان و قيادات و شيوخ لخدمة مصالح بلده و هذا حقهم, لكن الصورة لي في الطرف الاخر قاتمة لاسيما اذا فكرت كيمني, ان قيادات و شيوخ و احزاب اليمن مجرد دكاكين لمن يدفع و بالتلفون, لذا صار حال اليمن ما نعيشه الان. السفير السعودي اعطى رسالة بشكل غير مقصود كيف يعمل السلك الدبلوماسي منذ قبل ان يكون ملحق في اليمن الى ان صار الشخصية الاولى في المشهد اليمني قبل رئاسة الجمهورية يحرك بارجة حربية يمنية او طائرة باتصال, و الاخيرة هذه محزن ان الدولة مخلخلة لهذه الدرجة. تعلم يخطط و تعلم ينسج علاقات و تعلم يتحرك و تعلم ايضا يتقمص شخصيات يتحرك و يعمل من اجل بلده و نحن سفاراتنا في العالم بالملحقين بالمستشارين منذ بداية الحرب لم اجد لهم تحرك ذو معنى بحجم الكارثة اليمنية و كأن اليمن خالتهم, باستثناء تحرك بسيط ممل و مكرر كل ٣ اشهر مع مرتبات الطلاب بعد ما نشكل لذلك طبعا كم لجنة.