كيف تحولت لإنسانة قوية؟

اليوم تذكرت حفل تخرجي في اليمن، وأعتقد أن تلك الفترة كانت فترة تحولي من انسانة مستسلمة ضعيفة لإنسانة قوية ترفض الظلم ...

القصة طويلة لو عندكم صبر كملوها للأخير

كنت أدرس علوم كمبيوتر، وكنت سعيدة بأنني سأتخرج ولبسنا الكوفيات وذهبنا لحفل التخرج الذي دفعنا للجهة التي تنظمه 50 دولار. بالنسبة لي المبلغ كان كبير..

بمجرد أن سلمونا الشهادة ونحن بانتظار الحفل رأينا أحدهم يغلق القاعة .. سألناه: ليش غلقت القاعة!

قال: انقطعت الكهرباء!
طبعا كانت هذه كذبة لأن من أخذوا فلوسنا لا يريدون أن يدفعوا الأموال لفرقة موسيقية تأتي لاحياء الحفل .. أخذوها لجيبهم يعني!
طبعا أنصدمنا وتحول اليوم الجميل ليوم حزين..
ورغم أنني وقتها كنت انسانة جدا خجولة ولكن لا أدري كيف تحولت فجأة ورفضت هذا الشيء وقررت أن استرجع فلوسي.. سألت الطلاب -رغم انني كنت ايامها لا أتحدث مع الشباب والعياذ بالله-قلت لهم أن نذهب لمدير الجامعة ونشتكي له.. رفضوا جميعهم وقالوا عادي هي خمسين دولار " كانت جامعة خاصة ويمكن الشباب مزلطين"،
قلت لهم الموضوع ليس قيمة المبلغ وإنما حفلنا الذي فشل! لم يهتم الا طالبين من دولة شامية وطلعنا للمدير..
المدير بمجرد أن دخلوا بدأ يتمسخر عليهم مال نظارتك هكذا مال وقفتك هكذا.. احرج الطلاب بهدف اسكاتهم وقررت أنا أن اتحدث لعله يخجل من احراجي .. قلت له :
ليش قطعتوا الكهرباء في حفل تخرجنا!
غضب وقال "احنا ما قطعناهاش كيف تتهمينا هي انقطعت بعدين هكذا أحسن من حفل ورقص"..
قلتله وايش فيها اذا احتفلوا!
قال : أنا مش مصدق ان في بنت تقولي ايش فيها لو احتفلوا .
طبعا هذه كانت أول مرة في حياتي أعترض وأقول رأيي انا كنت قبها أوزع منشورات دينية عن تغطية عين المرأة


المهم طبعا المدير كان داخل بالصفقة المشبوهة لذلك غضب.. قلتله: تمام أنا حتفاهم مع اللي أكبر منك ..
ونزلت أتصلت بمالك الجامعة شخصيا وأنا بتصل فجأه جاء الرجل المنظم للحفل الذي أخذ مننا الفلوس وهو رجل عنده دقن طويلة وعامل نفسه متدين..
قال لي: أنا آسف المدير عصبي لأن عنده سكر سامحيه وتعالي فوق هو بيعتذر لك..
قلت تمام وطلعت قام المدير العصبي عشان يحرجني قال: جيبولها من حسابي الخاص الفلوس حق الحفل!

نزلت مع منظم الحفل أخذ حقي السند وجابوا لي الفلوس يعني لا من حساب المدير الخاص ولاهم يحزنون وانما فلوس الحفل ..

الشباب شافوني أخذت الفلوس قالوا اوووه والله انك اخت رجال! مش فاهمه أيش معنى أخت رجال وليش ما يقولوا والله انك قوية واحنا جبناء وخلاص

وبعد هذاك اليوم حياتي تغيرت وقررت أن أتخذ قرارات مصيرية لولا أنني أخترتها في ذلك الوقت كان زماني الآن أعيش في تعاسة ..وبعدين سافرت مع أهلي لبنان ودرست الماجستير وكان حفل التخرج جميل خالي من المنغصات.

هذه قصة اليوم.. وسأحكي لكم في حلقات قادمة عن مدرسة شهداء السبعين مدرستي والمعاناة فيها

أتمنى تكون أعجبتكم قصة اليوم.. في صفحتي زميلات كانوا معي وقتها ممكن يشهدوا على القصة لا تفكروا إني خراطة:)

ملحوظة: تشتي معناها تريد

خراطة معناها فناصه باللبناني أي كاذبة

مزلطين يعني معن كتير مصاري