سجناء القات

عندما نقول ان القات مخدر فهذا ليس افتئاتا ولا رأيا شخصيا.

القات مصنف عالميا من الناحية الصحية والقانونية كمخدر، وأعلى الدول في سلم التطور العلمي والقانوني تجرم تجارة وتعاطي وترويج القات وتعاقب عليه بالحبس.

وعندما نقول ان متعاطي القات مدمن فهذا توصيف علمي لا يقصد به الإدانة أو الإهانة.
لكن لان بعض يرون أن خرافاتهم وسخافاتهم ثابتة كقوانين الطبيعة حاولوا الترويج لهذا المخدر باعتباره رمزا للهوية اليمنية، وحاولوا تقديم اليمني في صورة المدمن الأبدي ذو الاوداج المنتفخة ليلا ونهارا بكرات القات.
في ماليزيا اليوم حوالي 12 مواطن يمني مسجونين بتهمة تهريب القات الذي تعتبره قوانين ماليزيا مخدرا خطيرا قد تصل عقوبته إلى 20عاما.
حكى لي أحد الأصدقاء ان استهتار المدمنين على القات وصل بهم إلى انهم كانوا يحملونه في أيديهم علنا ويتعاطونه علنا ولم يتوقفوا عن ذلك الا بعد ان سجنت السلطات الماليزية عددا كبيرا منهم.
في مصر هناك تقريبا عشر حالات اتجار بالمخدرات وقع فيها مواطنين يمنيين صدقوا تفاهات ان القات تراث وطني يدعو للفخر والاحتفال، وقد يواجه بعضهم السجن المؤبد.
في روسيا يقضي أحد طلبة الدراسات العليا عقوبة السجن لمدة 20 عام بسبب نفخ وجنتيه بالقات في بلد يعتبره مخدرا خطيرا.
أما امريكا فقد بدأت بالتنبه لخطر القات وملاحقة المتاجرين والمتعاطين وقد قبضت اخيرا على اكبر مهرب للقات خاصة أن السلطات هناك تشك في وجود علاقة بين تجارة القات غير المشروعة وتمويل الإرهاب.
للاسف الشديد يساهم القات في دفع كثير من المهاجرين اليمنيين إلى عالم الجريمة خاصة مع الاصرار الأحمق للبعض لتجاهل حقيقة ان القات مخدر محرم دوليا مثله مثل الحشيش والكوكايين والافيون.
ونصيحتي للمهاجرين اليمنيين خاصة أولئك الذين يروجون لتعاطي القات على صفحاتهم ان يتوقفوا عن ذلك لأن القوانين تعاقب على ترويج المخدرات أيضا، وتلك الصور الأغصان القات وعبارات الغزل في ذلك المخدر قد تعتبر في بلدان المهجر ترويجا لتعاطي المخدرات وقد يجدون أنفسهم مسجونين إلى جانب بارونا المخدرات في اقذر السجون واسوأها سمعة.