خسارة الأسلمة الإنتخابية الأمريكية

كما كان متوقعاً، خسر كل مرشحي ما يسمى الجالية اليمنية وتحديداً في ميشجن.

كانت المؤشرات منذ البداية تقول انهم دخلوا الإنتخابات الاميركية عن طريق بوابة الأسلمة، وارتكزت دعوة إنتخابهم على إعتبار انهم مسلمين، في إطار نظام علماني وبلد متعدد.

والنتيجة منطقية فلا يمكن ان تفوز بإسم الاسلام والمسلمين وسمعة المسلمين في كل العالم عند نقطة الحضيض، وحتى لو لم تكن في الحضيض فمن المعيب ان تمارس الاسلمة في نظام علماني.

بتصوري هذه نقطة ضعف مهمة وحساسة، ولن اصفها بأكثر من ذلك، مع انها اسوأ بكثير، وقد يتجاهلها الكثيرون ويتجاهلون معها احداث وسمعة سيئة ارتبطت بلفظة مسلم في العقود الأخيرة، وفي الذهنية الانسانية، وخصوصاً بعد سلسلة موجات الإرهاب والعنف والتطرف في كل مكان، وبالتالي يصعب ان تفوز بحكاية الأسلمة تلك خارج الشرق الاوسط.

طبعا لا يكفي الحماس والنوايا الطيبة، ولا يكفي الاسلمة لتفوز في اميركا، ربما تفوز بها في منطقة الصافية او بيت بوس، بل على العكس - برأيي - ان لفظة كمسلم جلبت الخسارة.

المسألة متعلقة بالرؤية، بالقيم الحديثة، بالنضوج الفكري العلماني...، وان اردت ان تفوز فعليك ان تقدم ما بعد ما قدمه الآخرون - من هذه النواحي -وليس ما كانوا يناقشونه قبل ١٥٠ عاماً.

وعموماً ثقافة الجلابيب واللحى والمعتقدات الدينية المتطرفة والأسلمة والتمايز الديني العنصري ثقافة منفرة وأفكار ما قبل دولة المواطنة وما قبل أفكار الاندماج وعلمانية اميركا.