خيارات الحوثيين على اعتاب ذكرى ثورة سبتمبر

الحوثيون يعلمون أن الانتقال الى السياسة عبر طاولة الحوار يعني اجبارهم سلميا على تنفيذ القرار 2216 الذي يقضي منهم تسليم السلاح والخروج من المدن وتسليم السلطة ..

وامكانية القبول بمشاركتهم السياسية بصفتهم المدنية وليس العسكرية ..في ظل تسوية كاملة للملعب السياسي أمام الجميع ..دون قهر أو تغلب لصالح طرف على آخر ..

والمضي قدما في تنفيذ مخرجات الحوار الوطني ..واستكمال برنامج نقل السلطة عبر الانتخابات ..

*الحوثيون يعتقدون أن السلطة حقا سماويا لهم لا يمكن التفريط به حتى لا يخالفون الوحي الذي أقر أن الإمامة في أبناء علي طالب عبده الى يوم القيامة ..وهو ما يعني لهم أن التسليم هو نقض للوصية وهدم للركن السادس من أركان الإسلام وهو ركن الإمامة في معتقدهم* ..

الحوثيون لن يسلموا طوعيا في جميع الأحوال.. ولكن الشعب اليمني برفضه للعبودية وحكم الإمامة سيجبرهم على الاستسلام في حالة الهزيمة الماحقة ..

وهم لا يتوقعون ذلك بناء على أداء القوات الشرعية ودول التحالف على الأرض..

*لكن مع الصبر يقطع الحبل الحجر*

وفي حالة الهزيمة سيفر الكثير من قياداتهم الى إيران ولبنان وسوريا ..

وسيتركون اتباعهم الزنابيل الى مصيرهم دون مبالاة..

واليمن الجمهوري بكل مواطنيه الأحرار لن يقبلوا بحكمهم القهري مهما طالت الحرب وتعاظمت التضحيات ..

وفي حال قبول التسوية السياسية مع الحوثيين فإن الانتخابات لن يحالفهم الفوز فيها الا بحدود بعض إقليم آزال وتحديدا في حيز صغير من صعدة ..

الحوثيون بقيادتهم للهاشميين يراهنون مستقبلا على التسوية السياسية لصالحهم بعد إطالة أمد الحرب وفرض وجودهم كطرف أمر واقع ..كما حصل في العام 1970 بعد ثمان سنوات حرب بعد الثورة اليمنية في 26 سبتمبر..وهذا غير متوقع على صعيد اتساع رقعة الوعي والرفض الثوري ..

ليس من مصلحة اليمن واليمنيين التوصل إلى تسوية سياسية تبقي الحركة الحوثية طرفا معترفا به في العملية السياسية ..

والأفضل هو تحقيق نصر عسكري لصالح الجمهورية يتم إخضاع المجرمين في حق الشعب اليمني إلى عدالة انتقالية لا تسمح بالانتقام والثأر المجتمعي والشخصي ولا تسقط حقوق الضحايا وحق الجمهورية في عقوبة الخيانات الوطنية ..