ماذا سيلبس معين عبدالملك؟

ظننت وأنا أشاهد صور القتلى والجرحى القادمة من تعز أنها في روندا، لكن بمجرد التدقيق فيها عرفت أنها في تعز وليست في روندا . حينها قفزت إلى مخيلتي رئيسة وزراء نيوزيلاندا وهي تلبس ثياب الحداد على قتلى العمل الإرهابي الذي أقدم عليه إرهابي بمفرده. واستحضرت صورة معين عبدالملك رئيس حكومة الشرعية التي تتقاتل في تعز بسلاح ومال الشرعية.

رئيسة وزراء نيوزيلاندا منعت نشر صور الإرهابي أو تداول كلامه، ومنعت عنه كل وسائل الإعلام، وأصرت على رفع الآذان في كل أنحاء نيوزيلاندا وتلاوة القرآن في البرلمان، بينما هادي رئيس الشرعية يرفض إنعقاد البرلمان.

لا أخفيكم أنني وأنا أتابع رئيسة وزراء نيوزيلاندا وقلبها يقطر بالإنسانية قفزت إلى رأسي عشرات الصور للزنداني وصعتر واليدومي والآنسي وتوكل وهادي ومستشاريه ، ونخبة تعز السياسية الموزعة على مختلف الأحزاب فرأيت الجميع يحدقون بعيون مثل عيون الوحوش الخرافية.

سفاح نيوزيلاندا وجد أمامه رئيسة وزراء وحكومة وبرلمان وسياسيين ومثقفين وقفوا صفا واحدا في وجهه، بينما السفاحون في تعز لم تثنهم توسلات النساء الحوامل ولا رعب الأطفال الذين انتفضوا رعبا من القنابل والرصاص.

أسرعت رئيسة حكومة نيوزيلاندا إلى محو اللطخة التي لطخت بلادها، بينما رئيس حكومة الشرعية والمتحدث باسم الله الزنداني والملطخ بدماء اليمنيين صعتر وقادة الإصلاح ونخبة تعز وأصحاب الصدور العارية كلهم يتمرغون بدماء الأبرياء.

فهل آن لأبناء تعز أن يعوا الدرس، ويدركوا أنهم تحالفوا مع القوى الخطأ؟ متى سيدرك تحالف دعم الشرعية أن سلاحه نقل من مواجهة عصابة الحوثي إلى قتل ابناء تعز.

لست بحاجة للتذكير ، أننا بحاجة إلى استعادة الهوية الوطنية الواحدة ذات التوجه إلى خلق دولة مدنية حديثة وجامعة، بها يتحدد الهدف وتحشد حول ذلك الجهود. للأسف ضاعت البوصلة لدى الكثير من اليمنيين، فهل آن لليمنيين أن يفكروا بشكل مختلف، أي يعيدوا حساباتهم ويتوجهون إلى بناء الهوية اليمنية الجامعة والمعتمدة على نفسها ، بدلا من الاعتماد على دول تبيع لهم وعودا في الهواء وتستخدم قضيتهم لصالح أجندتها.

يبدو أن فتح حمام الدم في تعز بهدف لفت الانتباه بعيدا عن تسليم قعطبة للحوثيين. فياترى من يقف وراء ذلك قيادات حزب الإصلاح التابعة للدوحة، أم الشرعية، أم تحالف دعم الشرعية؟