هنيئا للجنوب.. اختلافه

شارك اليمنيون في حروب اغلب ان لم يكن كل شعوب العالم، بشعارات مختلفة، منذ قديم الزمن وحتى افغانستان وحرب العراق وايران ودعموا هيلامريام الحبشة، وحروب هذا الزمن في كل دولها..

كما شارك العالم اليمنيين في حروبهم الداخلية، وهي طبيعة عادية للصراعات..

فحينما تنهار الدول وتتفجر الحروب داخلها، يصبح التدخل الخارجي فعلا اعتياديا.

التاريخ اليمني يتفاخر بسيف بن ذي يزن الذي استعان بالفرس لاستعادة سلطته من الاحباش..

جاءت لليمن جيوش كل دول الخلافة حتى انهارت الدولة العثمانية.
شاركنا عبدالناصر شمالا وجنوبا، ثم تحالف الجنوب مع الروس فيما حكمت الشمال دولة المصالحة التي رعتها اللجنة الخاصة السعودية لفترة طويلة.
كل رموز الصراع في 2011 ومابعده كانوا موظفين رسميا مع اللجنة الخاصة، بعلم الدولة..
وطبعا موظفي اللجنة الخاصة "الباطنيين" ظلوا يتهمون الجنوب بالعمالة للمعسكر الشرقي، مع انه كان تحالفا علنيا ضمن تقاسم القوى الكبرى للنفوذ العالمي.

مع انهيار دولة "صنعاء" واقامة الحوثي دولته ضمن تحالف واضح وعلني مع المحور "الشيعي" دخلت دول التحالف العربي الحرب ضمن المحور المقابل..

ومع خروج "قطر" من التحالف العربي، لاسباب خاصة باجندتها في المنطقة، تعلق بها تحالف يضم "الاخوان" وحماة ثورتهم في 2011 وعدد من المستفيدين من هذا التحالف مع الطامعين بحصص خاصة من التحول.

ومقابل ذلك يبدو الجنوب حاسما تحالفه الشعبي والسياسي مع "التحالف العربي"، السعودية والامارات.

بالنسبة للشمال، هو موزع بين النفوذ الايراني، وبين طموح المشروع القطري والتحالف العربي ايضا.. لكن الشمال في تحالفاته الثلاثة يدعي كل طرف فيه انه "وحيدا" لاشريك له، لامحليا ولا اقليميا ولا دوليا.

وكل طرف يهاجم الاخر بتهم "التحالف" مع اطراف اقليمية ودولية..

ويحشد حلفاء ايران وقطر الشمال في معارك الكذب والتحريض والتي تعمق الازمة شمالا، بدعوى "الوطنية"..

مع ان الشمال اليوم اكثر حاجة لطرف يقدم نفسه شريكا يقدر الخطر الذي يمر به الشمال واليمن والاقليم برمته، ويستحث في وعي "الشمالي" الشعور بالخطر القادم من الانغلاق والعنف والتحريض.

ستكون "مليونية الوفاء" هذه رسالة تميز جنوبية واضحة جدا، عن الشمال المتهالك والذي يخوض معاركا قاسية لكن نخبه تبذل جهدا كبيرا لتمكين "الانغلاق والعنف والارهاب"، وارسال رسالة للاقليم ان "شعب الشمال" أضعف بالف مرة من نخبه.

وانه لكي يستقر الشمال يجب الدخول في تسويات "باطنية" مع نخبه، يستمرون بموجب هذه التسويات "عملاء" يخدمون مصالحهم الخاصة فيما يبيعون للشعب شعارات تبقيه كشعب منبوذا ومقصيا ومحاربا تحت طائلة المخاوف من افراده..

هنيئا للجنوب.. اختلافه.