هوية السلطة في صنعاء !

سلسلة مناسبات طائفية تكاد تكون الإفصاح القاطع عن هوية السلطة في صنعاء بوصفها حصراً على فئة ومنفصلة كلية عن الناس ، الناس الذين هم مواطنون قبل ان يكونوا أي تعريف آخر .
عملية فصل ممنهج ومكرس وغبي ، يسقط كل مسلمات المواطنة المتساوية ومسؤولية السلطة تجاه مواطنين يحتاجون رعاية الدولة لا مذهبها والدولة يفترض انها اصلاً بلا مذهب .
لا ينقص الناس انصاف الإمام زيد بقدر حاجتهم لدولة تنصفهم من مشرفيها ومن نفسها وهي تحتكر المال وأسباب الحياة ،ومنهمكة تماما في مقايضة حاضرهم بماض لا يخصهم .
الناس أثناء استعدادهم النفسي لتقبل دولة تأخذ الجباية والضريبة وتمنح الراتب والطرقات المرصوفة والقضاء النزيه والعادل ، وبدلا من بناء دولة للجميع رحتم تبنون سلطتكم الحصرية بمواردها وأعيادها وهويتها الطائفية تماما . 
كأن الأيدلوجيا هي عملية هدر فرص السياسة ، والطائفية عملية تقويض لفكرة الدولة .
مع كل مناسبة طائفية نبدو غرباء أكثر ،وعلينا التشظي بين رياء السلامة وأخذ السلطة الرعناء على قدر عقلها ، او قول الحقيقة فلربما يتحول الغاوي " اقصد الجماعة " لراعي البيت وحاميه والمسؤول عن ساكنيه المحب منهم والكاره . 
لكن هذا هو الحال ، مناسبات طائفية لا تشبه بكثير او قليل المولد النبوي مثلا ،فالنبي نبي الجميع اما الإمام زيد فهو إمام جماعة ورمزية مذهب ومنطقة .
اعرف انني يمني فحسب ، لست شافعياً ولا زيدياً ولن أكون ، وأعرف أن حاجة الإنسان اليمني هي دولة تحميه وتمنحه حقوقه وشروط حياة معقولة ولائقة ولو في حدودها الدنيا ، وليس اعياداً ومناسبات يشارك فيها الموظف قسراً وهو بلا راتب ، ويصغي لفعالياتها مواطن قد تقبلكم كدولة للجميع ولو على سبيل الأمل ،بوصفها التعريف للأب ولو كان قاسياَ  ، لكنكم مصرون على منحه سلطة هي التعريف للغالب المختلف .