غادرون بالفطرة

يخبرني أحدهم قبل ايام عن خلافه مع شخص في الوطن في إحدي مناطق سيطره الحوثيين يقول لي لقد استغل صديقي موقفي الرافظ للانقلاب الذي اقدم عليه الحوثيون ..والذي اتحدث به دائما سواء في مجالس المقيل او في صفحات التواصل الاجتماعي وذهب للحوثيين واتهمني باني مرتزق واني داعشي وووو...الإسطوانة المعروفة التي نسمعها عن كل من يختلف مع أحد الأطراف ويمتلك راياً مغايرا لهم ..

يحدثني صديق أخر عن ظاهرة اطلق عليها الشارع اليمني مصطلح المتحوثين الانتهازيين ولست اقصد هنا متحوثي صالح ، انما مجموعة أخري تحاول أن تبحث لها عن دور وتعرض نفسها لهؤلاء وتستعرض خدماتها والتي تتمثل اما بالإبلاغ أو التجييش أو حتي في الترويج الإعلامي مقابل فتات من المصلحة لا يغني ولا يسمن من جووع ..

أحد الاصدقاء يخبرني عن أحد وجهاء منطقته والذي تحول الي سمسار لدي مشرف الحوثي الشاب ، يجلب له القضايا ويقدم له الخدمات التي تبرزه وتعلي من أسهم نشاطه لدي جماعتة ، هكذا فقط لمجرد البحث عن الدعم ويقول ان هذا الرجل طاعن في السن ويستغرب من هذا السلوك المخزي الذي يسيئ اليه والي قبيلتة وابنائه .. وكل قيمنا وعاداتنا التي ولدنا وعشنا بها.

قرات اليوم عن عمليه اغتيال لأحد شرفاء منتسبي وزاره الداخليه من محافظه إب في مدينة مارب التي قدمت لنا وما تزال الامل بكل ما نسمعه عن الهدوء والاستقرار الذي اضفي بظلالة في محافظة الحضاره والتاريخ ..علي الرغم من المعارك التي تدور علي مشارفها ..

وانا اقرأ عن جريمه الاغتيال في محافظة مأرب تسائلت في نفسي عن تلك الصور المنحطة اعلاه .. تري هل سيتحول هؤاء الى قتلة مأجورون  ينفذون لمن يدفع ، هل سيقبلوا ؟

كيف يمكن للانسان أن يتحول الي إرهابي ماجور يتقاضي مقابلاً مادياً ازاء سفكه للدماء بدم بارد ؟

وكيف يمكن للانسان ايضاً ان يسقط في بئر التطرف ويسفك الدماء ويفجر اشخاص لا يعرفهم ولا ذنب لهم سوي ان اجلهم قد حان

فكان هو سببا لخروجهم من الدنيا؟

هذه الظواهر الغريبة علي مجتمعنا اليمني علي الرغم مما فيه من سلبيات والتي برزت بقوه خلال احتدام هذه الحرب الدائره التي تصر علي أن تبرز اسوا ما فينا لا سيما وقد تركنا لظاها يحرق ويشوه كل ما يستطيع الوصول اليه دون ان يلتفت احدا لهذا الامر، هذه الفيروسات الإنسانية التي تحدثت عنها ...التي شعارها الغدر لا ادري بما يمكن ان يفسر سلوكها، هؤلاء من باعو انفسهم للشيطان وجحدو سنن الله؟!

كل هؤلاء المعتوهون  لا نستطيع ان نميز بينهم فهم من طينة واحده يعانون من مرض النفسي .. يمتلكون نفس الاحساس بالفشل والاحباط ، حاقدون وناقمون علي كل ما يحيط بهم .. هؤلاء وان تعددت مساراتهم فهم في وجهة واحدة.. ولن نمنحهم العذر مطلقاً، فرغم كل الظروف التي يعانيها الناس ورغم كل الضغوطات التي تمارس على ابناء شعبنا في أبسط مقومات الحياه لكنهم لم يرضخو ولم يتبدلو .. ما زال الجميع يلهث خلف لقمه العيش وتعليم الأبناء ومتابعة امور دينهم ودنياهم ، صامتون نعم لكنهم رافضون لكل ما يجري من ممارسات نعلمها ونرفضها جميعا.

الأغلبيه من أبناء مجتمعنا هم كذلك ..نشعر بهم ومعهم بان الأمل موجود وان الوطن سيبني وان الطريق نحو المستقبل لا بد له من نهاية برغم كل هذه المنغصات وبرغم كل هذه الجروح.
اما اولئك الغادرون بالفطرة لن يستقيم حالهم ولن يصلحو من شانهم في أي زمان ولا أي مكان ، ياكلون في موائد الجميع ويقتاتون مما يرونه امامهم ويبيعون انفسهم لمن يدفع وبأبخس الاثمان ، ربما عوامل الجهل والبيئة اثرت بهم لكنه اساس انفسهم المريضة والحاقدة اما الامور الأخرى والاسباب فهي مجرد تفاصيل.
علينا ان نتنبه لهؤلاء و يجب ان يتم معالجة هذه الظواهر والقضاء عليها بالتوعية وغرس روح الكرامة والتسامح والقيم الانسانية والاخلاقية اولاً  قبل ان تكون دينية ، يجب الكشف عن هذه النماذج وتعريتها دائماً كلما مرت امامنا ..حتي يفيق من بدا الوهن بالدخول الي قلبة ولا اعتقد ان هؤلاء يمكن ان يشفوا من دائهم هذا لكننا سنظل نحاول على امل معالجة كل الظواهر السلبية التي تفشت في مجتمعاتنا.
لا نريد لهذه الأوبئة أن تتفشى أكثر  في المجتمع اليمني وحفظ الله اليمن واهلها من كل مكروه ..

  • كاتب صحفي يمني