ترامب قال " السلام عليكم بطريقته"

الذين راهنوا على انهاء الحرب في اليمن بمجرد صعود دونالد ترامب، وجدوا انفسهم اما حرب جديدة،  وعملية هي الاولى من نوعها بتوقيع ترامب.

ففجر الاحد شنت عمليات طائراتالدرونزالعمياء،  التي كانت قد توقفت بشكل ملحوظ منذ بدء عمليات عاصفة الحزم في اليمن، فعادت الطائرات الامريكية تحلق في سماء اليمن،  مع دخول الاسبوع الثاني لترامب في الرئاسة .

بعد ان كان اولى القرارات التي وقعها هي منع دخول المواطنيين اليمنيين الى امريكا ، مع مواطني ست دل عربية واسلامية اخرى، فخلال ايام  سجل مطار القاهرة،  اولى حالات منع يمني من السفر الى امريكا،  برغم انه يحمل تاشيرة سفر امريكية قانونية ،سارية المفعول.

اذن خلال ساعات منع اول يمني من دخول امريكا، وشنت اولى العمليات العسكرية الترامبية على اليمن، حيث قتل عشرات المواطنيين اليمنيين، منهم ست نساء وثلاث اطفال.

اطفال ابرياء قتلهمترامب”  وهو يتحدث عنالارهاب الاسلاميويمنع مواطني الدول العربية- الاسلامية من حتى الزيارات المؤقتة لامريكا، ويهدد الملايين بالترحيل، ويواصل حملاته العنصرية ضد المهاجرين.

ترامبوجه امريكا الحقيقي،  الذي يتحدث عن الارهاب ويقول انه يريد ان يحمي امريكا منه، قتل طفلة يمينةانوار انور العولقي”  8 سنوات، في الغارات التي شنها على محافظة البيضاء في اليمن فجر هذا الاحد.

 ونوار”  هي ابنة القيادي في تنظيم القاعدةانور العولقي، والذي قتله امريكا قبل 6 سنوات، في عملية اثارت الجدل القانوني والسياسي في امريكا، كونالعولقي”  يحمل الجنسية الامريكية وكان يحتمي بكل الحقوق الامريكية التي توفر له الاعتقال والمحاكمة تحت سلطة القانون.

 فقتل امريكا لمواطن امريكي خارج القانون، اكد همجيتها، وان حرب الارهاب هي حرب ارهابية،  لا تحترم القانون الذي وضعته هي، وخلال الست السنوات لمقتلالعولقي”  قتله ابنه 18 سنة،  وهو يحمل الجنسية الامريكية ايضا، ثم ابنته 8 سنوات ، خلال غارات جوية في اليمن.

هذه الغارات الجوية كانت مثار جدل قانوني وسياسي عاصف   في امريكا وفي الكونغرس الامريكي ، اثناء فترة رئاسة اوباما، حيث قدم باحث يمنيفارع المسلمي”  شهادته امام الكونغرس، حول عمليات قتلت الابرياء من المدنيين تحت دعوى محاربة الارهاب في 2013، حيث نفذت الادارة الامريكية خلال سنوات عشرات الغارات بالطائرات دون طيار،  قتلت مئات الابرياء، فقد وقعاوباما”  في ذلك العام على قانون يتيح قتل التجمعات البشرية لمجرد الاشتباه، مما ادى الى مقتل المئات في حفلات تجمع الاعراس والمناسبات الاجتماعية.

 قتلت عائلات باكملها في اليمن،  في عمليات طائرات عمياء تلاحق مشتبهين بالارهاب في اليمن، هذا هو عهدترامب”  الذي يعيد فيه انجازات الادراة الامريكية الدموية، ويؤكد دموية الامبرطوية الامريكية وارهابها وتوحشها.امريكا المتوحشة، تظهر الان بكامل حقيقتها، دون خجل، دون مغالطات او اقنعة.

 “ترامبقال السلام عليكم بطريقته وليس بالطريقة الاوبامية. فقد كان العالم قد نسى من هي امريكا، وهاهو اليوم يتذكر، عنصريتها وكراهيتها ووحشيتها، ان الابرياء الذي قتلوا في اول عملياتترامبفي اليمن، جريمة جديدة في السجل الامريكي ، الذي بقى خلال عامين يهدد السعودية ويبتزها ماليا ، ويلوح  بسلجها الاجرامي بقتل المدنيين في اليمن.

فقد دأب الاعلام الامريكي على فضح الجرائم السعودية في اليمن خلال عامين، والتي اراتكبت بدعوى محاربة الحوثيين، وكان الابتزاز الاعلامي- السياسي للسعودية دليل على محاولة استثمار الحرب على اليمن لمصالح امريكا ، والاستفاد ة منها ماليا، فكانت السعودية ترضخ للابتزاز، وكان هذا يعني ان الحرب سوف تستمر.

استثمرت امريكا الخوف السعودي من ملف الجرائم، وبقيت الجرائم ترتكب، ثم جاءت امريكا واضافت جرائم جديدة ضد المديين، فبحجة محاربة القاعدة والحوثيين، تباد قرى باكلمها، وتدفن اسر بالكامل تحت انقاض منازلها، ويهجر الاف الابرياء،  ويفقد الملايين مصدر رزقهم، وتزاد نسبة الفقر،  واعداد النازحين، في بلد، بلا سياسين اوفياء،  وبلا احزاب وطنية .

 ان الحرب الامريكية على اليمن بدأت، بل الحرب الامريكية على ابرياء وفقراء اليمن، فالعملية العكسرية  المفاجئة، التي دشنهاترامب، غارات جوية ثم  انزال مظلي، احدثت اشتباكات على الارض، بين الجنود الامريكان والجانب اليمني،  ادت لمقتل قائد العملية الامريكية في اليمن، وجرح 3 جنود امريكان بحسب النيويورك تايمز، وهذا يعني استئناف القتال بين الجانبين اليمني  والامريكي، وتوسع دائرة الحرب.

فامريكا تتوعد القاعدة في اليمن، وتلوح ان هناك فارين من داعش العراق اتوا الى اليمن، بمساعدة تركية، وبنفس الوقت الجاني اليمني لن يقف عاجزا ، وان كانت داعش فعلا متواجد في اليمن او بعض عناصرها، فان هذا يعني كارثة حقيقة تلاحق الابرياء.

 

عملية البيضاء

العملية المفاجئة في البيضاء- جنوب شرق صنعاءقتلت الاطفال بالرصاص، اثناء الاشتباك على الارض بحسب شهود عيان، وان صح ذلك فالجريمة مضاعفة، وهذا يعني انانور”  8 سنوات  وغيرها من الاطفال لم يقتلوا  بنار الطائرات بدون طيار.

العملية كان الهدف المعلن منها هو ، قتل قيادين في القاعدة منهمعبد الرؤوف الذهب”  فاسرة الذهب ، متهمة انها من قيادات القاعدة في اليمن، وهم اخوال الطفلةانوارابنة انور العولقي- قيادي القاعدة الذي قتلته امريكا، وكانت الطفلة  في زيارة لهم في منزلم اثناء حدوث الاشتباك.

واضح ان السجل اليمني، بالاسماء والعناوين وصلة القربى، والتحركات، متوفرة لدى المخابرات الامريكية، وتعرف كل الدهاليز، وترصد كل التحركات، فهي  لم تعلق او تجمد نشاطها في اليمن، ولو للحظة واحدة، منذ توقف عملياتها في 2014 ، واستمرت بعملها الميداني، وكانت تقدم الدعم اللوجستي والاستخباراتي للسعوديين في حربهم على اليمن وعمليةعاصفة الحزم

 فاشتراك امريكا مخابراتيا في عملياتعاصفة الحزم، يقول  ان قاعدتها المعلوماتية عن اليمن، كانت هي احدى القواعد التي استندت عليها السعودية، في غاراتها الجوية.

عملية البيضاء ”  قالت انها قتلت 30 قتيلا، بقصف اهدف مفترضة لتنظيم القاعدة، وبعدها تم مداهمة واقتحام منازل بعينها، هذا الاقتحام هو الذي تسبب بمقتل الاطفال والنساء الذين كانوا داخل المنازل.

اي ان الاهداف كانتمدنيةوليستعسكرية، فترامب بذلك لم يستهدف معسكر تدريب للقاعدة، او مخزن اسلحة، بل منازل وقرى، وهذه الجريمة التي تنفذها الطائرات الامريكية يمكنها ان تتكرر، دون مصوغ قانوني، وسط صمت سياسي مخز من قبلالحكومة الشرعيةالتي اباحت ضرب اليمن وانتهاك سيادته خلال عامين، ووسط تبرير اعلامي لما يحدث من جرائم من  قبل السعودين، يمكن ان يلحقه ايضا تبرير اعلامي وسياسي اخر للجرائم الامريكية.

  • إعلامية وكاتبة يمنية 
  • نقلاً عن " رأي اليوم"