صراع الوعاظ مع الدولة!

مصيبتنا في اليمن أن كثيرا من الوعاظ والدعاة وخلال سنوات طويلة قدموا أنفسهم للمواطن كبديل عن الدولة، بل ونازعوا أجهزتها اختصاصاتها، بذرائع فسادها وعدم قيامها بواجباتها، والقصة هي السلطة.
كانت النتيجة، سقوط الدولة، وتشويه الدين، وكراهية الوعاظ، وعجز الدعاة عن القيام بأبسط واجبات الدولة.
ولذا، يا جماعة الخير التدين طيب وتمام، ولكن اتركوا الدولة وشأنها، فهي كالقطار أو الطائرة، تحتاج لكفاءات وليس لوعاظ، وتحتاج لقوانين ودساتير وأنظمة ولوائح، وليس لمرويات السلف الصالح، ولما سار عليه الخلفاء والصحابة والأئمة السابقون، وفتاوى المذاهب، وحكم الشيخ والسيد والعلامة وغيرهم.
لقد جنيتوا على الدين، وعلى أنفسكم، فاليوم المواطن ينفر من كل شيء يأتي من منابركم، حتى وإن كان طيبا.
مارسوا ما ترونه طيبا ولكن في منازلكم، ولا تحاولون تحويل تدينكم الطيب إلى سلوك مُلزم للآخرين، فما خرج من القلب إلى الشارع، فقد تحول إلى سياسة، وسياسة مؤذية.
وعلى فكرة:
الوعظ والإرشاد والخطابة والتوعية الدينية؛ هي من واجبات الدولة، وهي من تديرها بالشكل العام، الذي يحافظ على وحدة وتعايش الجميع، وليست وظائف ومهام لمن أرادها وسعى لها، وعشقها.
حفظكم الله ورعاكم مشايخنا الأجلاء، وآن الأوان أن ترتاحوا وتعتزلوا الوعظ، ودعوا الناس يبحثون لهم عن حلول لحالهم التعيس.