إلى ماذا نحتكم نحن وأنتم ؟

 المعضلة انه لا يوجد في صنعاء نظام حكم وآلية دولة ، لا يوجد سيستم . حتى هذا النموذج الذي استنسختموه من إيران لم تفعلوه ،مرشد أعلى ورئيس ورئيس وزراء ومجلس نواب .
 لا يمكن للمشاط ان يلعب دورا ولو ضئيلا من  احمدي نجاد ، ولن يحظى يوما ببعض من صلاحيات خاتمي ، وبن حبتور لا يدير حكومة بقدر ما يحاول البقاء بوصفه ضرورة صورية للشراكة لكنه لا يقدم اي دور في ضبط أيقاع الحكومة .
حتى هذا النموذج المحاكاة من تجربة حكم تتداعى الآن في إيران لم تجربوه عمليا في صنعاء ولو لبعض الوقت .
لمن يقدم رجال الدولة تقاريرهم وتصوراتهم ؟ من يراقب من؟ ومن يحث من ؟ والمؤسسة الرقابية الأولى التي هي مجلس النواب منحتم حق التصرف برئيسها يحيى الراعي لجاهل يأخذه هنا وهناك ويملي عليه مايفعل ومالا يفعل .
ماهو تعريف محمد على الحوثي في صنعاء ؟ على ماذا يعتمد في ممارسة نفوذه؟ وهو يكاد يكون بلا مسمى وظيفي يخص برنامجا ويستمد صلاحياته من هذا التعريف .
وحتى أجهزة أمن الدولة ستتعطل وظيفتها في حال بقيت فقط تراقب اشارات ودلائل تكون خلايا تخريبية ، ويتم توظيفها في ذات الوقت ضمن احتياجات النافذين وليس احتياجات الدولة ، والأخطر هو تعطيل وظيفتها إزاء هذه الفوضى الإدارية وغياب السيستم الضابط للإيقاع بوصف هذا الغياب والتعطيل مسألة امن قومي .
السيستم آيا كان ومهما يظل موقف البعض أو الغالبية منه يظل ضابطاً للعملية برمتها ويضع سقفاً حتى للفساد إذ يقتصر أمر الطموحات في الفساد المنظم على ملايين الدولارات ، بينما وفي هذه الفوضى ياخذ كل حيث تطال يده ، لا سجلات نهائية ، ولا برنامج رقابة ، وقد يكون البعض ثروات تحيلهم لغيلان مهددين لما تبقى من المعادلة الضابطة ولو في حدودها الأقل . 
سؤال فقط ، سؤال جوهري وعن أبجد الحكم : هل لديكم موازنة عامة ؟ موازنة يقرها البرلمان ، وتوضع بتصرف الحكومة ، موازنة تحدد الموارد وخطط الإنفاق ؟ 
لا ... 
بدلاً من منح الموظفين رواتبهم التي تمثل وظيفة الدولة الأولى ،قدمتم مدونة سلوك تتهافت على ضمان ولائهم لكم وليس للدولة . 
انكم تراكمون المال والضبطية العسكرية والسلاح والولاء وكلها ضمانات لبقاء جماعة مسلحة منشقة تسيطر على إقليم وليست ضمانات دولة ، تراكمون مايبقيكم عصيين على النيل منكم كجماعة ، بينما تبقى الدولة مكشوفة وبتصرف كل التهديدات ، واول هذه التهديدات هو أسلوبكم البدائي هذا في منح السلطة وإدارة الأمور لمزاج المجهالة ، أسلوبكم الخالي من أي اسلوب حكم ، ذلك انكم مسكونين بتجربة حزب الله ، السيطرة على خيارات الدولة من خارجها ، دون تحمل أي من مسؤولياتها ، في لبنان هناك ترويكا حكم طوائف تشكل في المحصلة دولة يمكن لطائفة السيطرة على خياراتها بقوة السلاح
 بينما هنا : الدولة في ايديكم وتريدون التواجد كطائفة مسيطرة ومستأثرة بكل شيئ .
ويبقى السؤال : إلى ماذا نحتكم نحن وأنتم ؟