إخراج رتيب لصفقة غير متوقعة.

لم يعد مهماً كيف سيخرجون المشهد، ليظهر بشكل لائق على وسائل الإعلام، الأمم المتحدة ومبعوثها والولايات الأمريكية ومبعوثها، ودول التحالف وسفراؤها ، والمجلس الرئاسي الثُماني ورؤساؤه ، والانتقالي الجنوبي، والحكومة !

وأيضاً التغييرات الطفيفة في تبديل المقاعد والكراسي ، قبل الإعلان عما يصفوه خطة للتشاور ، ليبدو أن الأمر أخرج بالتشاور مع من "لا رأي لهم" ، وكأن المباحثات الثنائية بين الحوثيين والسعودية ، ليست إلا خبراً عابراً. 

ماذا سيقولون،   كافأت السعودية المتمردين الحوثيين بحصة جيدة في النفط والغاز ! ، ورفعت عنهم العقوبات والحصار، مقابل ماذا !   مقابل ان يرفعوا أيديهم ويكفوا عن ضربها !

بالطبع رفع آي عقوبات وصرف المرتبات هي لصالح الناس، ولا جدال في ذلك، فقد أُخذ الناس ظلماً في هذه الحرب،  كرهائن من كل الـأطراف، ويستحقون اليوم ان يكونوا أول المستفيدين من صفقة التقاسم. 

لماذا قامت الحرب

نعم انه التقاسم، بعد حرب علينا ان نسأل بجدية لماذا قامت من الأساس ؟.. طالما ستمهد الطريق، لتشريع حكم الحوثيين ، وتقاسمهم اليمن مع " شركائك المحللين" فلماذا اعلنت عليهم عاصفة الحزم، وحزمة العقوبات !

هذا ما يبوح به واقع الحال ، وان لم تقله الأخبار، ولا يهم ان تغير أسم الرئيس من هادي للعليمي، فكلاهما له ذات الفعل وهو " اللا فعل" اما التسريبات بتغيير رئيس الحكومة " التعزي" واستبداله بجنوبي، فهي اللمسات الأخيرة للاخراج، قبل الإعلان عن مباحثات تقاسم السلطة مع الحوثيين.

فكلنا يعلم ان من في السُلطة لايملكون قراراً لا بالتعيين ولا بالتغيير.. فالأجدر ان يُقال في مثل هذه التسريبات كُلفوا وصدرت لهم الأوامر، وماهي مصيبة اليمن إلا ان قرارها مخطوف، وكلنا يعلم ان كل هذا يمهد لاصعب مرحلة قادمة، في تقاسم السلطة بين طرف شكلي وأخر فعلي "يصعب أحتوائه أو مشاركته"

فهاهي الأطراف الدولية تبدو مرتاحة لما توصلت اليه السعودية ، من انجاز في المباحثات، مقابل إيقاف حرب اليمن، وإغلاق هذا الملف اللعين !

السلام جميلٌ.. ولكن..

لكن هل سيعوض الناس عن 8 سنوات من الكذب عليهم، وبأسمهم، هل سيعوضون عن منازلهم التي هدمت ، وحياتهم التي دمرتً،

ودماء الأطفال !  من سيهتم لها !  لقد رأيناهم يهاجمون الحوثيين لانهم يجندون الأطفال باعتبارها جريمة حرب ، وهذا صحيح ، وتجنيدهم جريمة تستلزم العقاب، دون شك، لكن ماذا عن قتلهم، وهم أمنين في بيوتهم ومدارسهم

لقد انتهت الحرب، ولم يعد لائقاً ان نتحدث عن الدماء اليس كذلك، فلنتحدث عن النفط، كم هي الحصة المخصصة لكل طرف، وكم عدد المطارات والموانئ التي ستفتح لكل طرف، وماهي حصة كل طرف من موارد وميزانية الدولة 

لقد انتهت الحرب ، فلم الحديث عن الدماء والدمار، دعوا هذا الحديث المؤلم للامهات اللواتي ينتظرن عودة أطفالهن من المدارس ، ولن يعودوا ، اما أنتم فتحدثوا هذه المرة باسم الشعب ..لكن.. للحصول على حصة أكبر !

السؤال بعد موافقة الإقليمي والدولي والمحلي والجنوبي والتعزي والإصلاحي والانتقالي، على مشاركة الحوثي وتقاسم النفط والغاز، والسياسة والمناصب والموانئ.. هل سيقبل الحوثي فقط بالحصة والرقم المقسوم !

أم يثور مستقبلاً ويتمرد !  ويرى انه يستحق الكل وليس الجزء !  ربما لن نتتظر طويلًا لنعرف، دعونا فقط نفرغ من مشاهدة المشهد الأول.