لماذا تأخرت العلمانيه في الدول العربية؟

بدأت الدعوه للعلمانية في الوسط الأروربي مع بداية القرن الثالث عشر الميلادي تقريباً .. 
وخلال هذه الفتره كانت سلطة الكنيسة لا تزال قويه فهي تستمد سلطتها من سلطة الملك الحاكم بإسم الكنيسة.. فكان أي فرد يدعو إلى الحد من سلطة الكنيسة أو يدعو إلى تطوير العلوم .. تقوم الكنيسة بإتهامه بالهرطقه والحكم عليه بالموت وإلقاء الحرمان عليه .. وخلال هذه الفتره تم قتل وصلب دعاة التنوير والمفكرين ..!

ولكن لم تمت أفكارهم واستمرت بالإنتشار الى القرون اللاحقه..
وعندما وقفت الشعوب بصف المفكرين ضد سطوة رجال الدين، تقلصت سلطة رجال الدين وبدأت الشعوب تؤمن بمبدأ فصل الدين عن الدولة..

وخلال القرن السابع عشر والثامن عشر للميلاد.. 

بدأت العلمانية تظهر بشكلها الحديث مع انتشار الأفكار بين اوساط الشعوب الأروبيه وبدأت اوروبا بتطبيقه فعلاً خلال تلك الفترة.. 

ومع مرور الزمن وجدت الكنيسة نفسها خارج السلطة.. واصبحت الدولة الحديثة لا دين لها..

بالمقابل:

المجتمعات الإسلامية لم تكن في معزل عن العالم، فقد ظهر المفكرون العرب والمسلمون ونادوا بتطوير العلوم، ونادوا بتطوير الحياة الإنسانية، وبدأوا بتأليف الكتب في الفلسفه والطب والكيمياء والفلك.. وغيرها.. 

فقام رجال الدين بزندقتهم واتهامهم بالإلحاد والكفر، وتم الحكم عليهم بالردة وتم قتلهم وإحراق جزء كبير من مؤلفاتهم .. 

تماماً كما فعل رجال الكنيسة في أوروبا..!!

ولكن الفرق بين الشعوب العربية والإسلامية والشعوب الأوروبية هو أن الشعوب العربية وقفت في صف رجال الدين ضد المفكرين والمتنورين، فازدادت سلطة رجال الدين أكثر وأكثر ومازالت تلك السلطة موثقه في كتب تاريخنا العربي والإسلامي، ومازال رجال الدين يمارسون نفس سلطتهم وسطوتهم على المجتمعات العربية والإسلاميه إلى اليوم..!!

ومن هنا كانت أوروبا تسير نحو التقدم والرقي حتى وصلت إلى ماوصلت إليه.. 

والمجتمعات العربية والإسلامية تسير نحو التخلف والتدني حتى وصلت إلى ماوصلت إليه..

وحتى لا تضيع السلطة من يد رجال الدين الإسلامي كما ضاعت السلطة من يد رجال الدين المسيحي.. فقد اخترعوا لنا مصطلح (الإسلام دين ودولة) وتحت هذا المصطلح عملوا على تكفير وزندقة كل من ينادي بفصل الدين عن الدولة!!

الآن وبعد مئآت السنين من الحكم الإسلامي تحت يافطة (الإسلام دين ودولة) ماهو الإنجاز التي حققته الدول الإسلامية من أجل الدين ومن أجل البشريه؟ مقارنة بالدول التي فصلت الدين عن الدولة!!

الجواب: لا شيء!!

باستثناء الدول الإسلامية التي فصلت الدين عن الدولة استطاعت أن تضع لها بصمه في الترتيب العالمي للدول وحققت مالم تحققه بقية الدول الإسلامية التي مازالت تحكم بإسم الدين..

من هنا نستطيع أن نقول 

أن الدول العربية والإسلامية آن الأوان لها أن تواكب العصر قبل أن تتقسم وتتفتت..

وآن الأوان للشعوب العربية والإسلامية أن تدرك معنى أن تتخلص من سلطة رجال الدين والدين منهم بريء..

وآن الأوان لنا أن نقول بكل صراحة " نعم للدولة العلمانية

التي تجمعنا تحت شعار المواطنه المتساويه

مهما كانت طوائفنا ومذاهبنا ومناطقنا.. 

  • كاتب يمني