تغاريد غير مشفرة .. وطن ممزق وحقوق مستباحة

  (1)

لا اهتم كثيراً بعدد السفن الداخلة إلى ميناء الحديدة دون معوقات إن لم نرَ أثرها الإيجابي والمباشر على حياة الناس.
ما نبحث عنه هو أن ينعكس هذا على حياة المواطنين، بحيث يحسوا ويشعروا به، وبنفس قدر تلك الإنفراجات، لنتحرر بقدر ما من ضيق العيش، وتتحسن معيشة المواطنين على نحو مباشر وملموس.
أما السيادة فلم يبق منها غير وهم وغصص..

(2)

غصة ذابحة تنشب سكاكينها في حلقونا ونحن نرى بإمكاننا السفر إلى القاهرة، وفي المقابل لا نستطيع الانتقال من الحوبان إلى حوض الأشراف؛ لأنك تبحث عن ضمانات دولية تكرس تمزيق اليمن، وتعمد إلى مشاريع تأسيس دويلات قزمية على حساب اليمن الكبير.

(3)

حرص ونباهة وجدية في رفض فتح الطرق الرئيسية، بهدف تكريس الأمر الواقع، وتقسيم اليمن في المدى الرهن والمنظور، وكل يحكم ما وقع تحت يده، بنية ترسيخ دويلتك، ونية الانتقال بعد ردح من الزمن إلى تحرير اليمن في يوم لن يأتي ولن يطل.
ما سيذهب لن يعود، والنتيجة خسارة مضاعفة..
العمر قصير والعهد أقصر، والأمور لن تسير على ما تشتهي..
ستفقد اليمن الكبير، وستفقد دويلتك وما وقع تحت يدك في زمن لن يطول.

***

(4)

يقضي المواطن أربعة أشهر في سجن البحث الجنائي، ولا يطلق سراحه، ولا يتم إحالته إلى النيابة العامة، وبالتالي يجري تحويله إلى غنيمة، بدلا عن أن يكون محتجزا أو موقوفاً..

(5)

في هذه السجون وجدنا مواطنين محتجزين قد قضاء بعضهم شهوراً طويلة، وآخرين رهن جمع الاستدلالات قد أمضوا في هذه السجون أيضاً شهوراً، وممنوعين من الزيارة بمبرر التحقيقات، رغم أن تلك الجهات وفق الدستور والقانون مهمتها جمع الاستدلالات، فيما صلاحيات التحقيقات تنعقد فقط للنيابة العامة.

(6)

تمضي الشهور على المواطن الذي تحتمل براءته دون أن يحال المحتجز أو محاضر جمع الاستدلالات إلى النيابة، فيما تلك الجهات تكون قد أمعنت في تعطيل الدستور والقانون وانتهاك الحقوق، وفي المقابل لا تحل القضايا قبل أن تبلغ القلوب الحناجر، أو تحيلها للنيابة وقد باتت روح المواطن مستنزفة..

(7)

إن كان هذا يحدث في سجون البحث الجنائي؛ فكيف يكون الحال في معتقلات الأمن والمخابرات الذي لم يسمح للجنة الحريات في مجلس النواب من زيارتها.
اليوم حتى السجن المركزي في صنعاء، والخاص بالمساجين المحكوم عليهم ومن هم رهن المحاكمة، صارت زيارته عصيّة على لجنة الحريات وحقوق الإنسان، وتم تعطيل العمل الرقابي للجنة تماماً.

(8)

إننا نعيش ردة حقوقية غير مسبوقة، لا تصادر فيها فقط حقوق المواطنين، ولكن أيضا الحقوق الدستورية والقانونية للوسائل الحمائية لحقوق المواطنين، وأولها لجنة الحريات وحقوق الإنسان في مجلس نواب صنعاء.
وأكثر من هذا رفض الجهات الأمنية تمكين النيابة العامة من ممارسة حقوقها الدستورية والقانونية في تفتيش السجون ليس فقط التابعة للأمن والمخابرات، ولكن أيضا سجون البحث الجنائي.

***

(9)

المرور لوحده ورد إلى “الخزينة العامة” عام 2022 خمسة مليار وثلاثمائة مليون ريال.
أين تذهب هذه الإيرادات الوفيرة؟!!
في الوقت الذي نجد رجال المرور في المحافظات بدون رواتب.
مجرد عينة من الموارد والوفرة التي يتم توريدها إلى الخزينة، ولا ندري مصيرها وإلى أين تذهب؟!!
نموذج واحد ويسير من واقع الحال.

(10)

مؤسسة الغزل والنسيج في صنعاء العين عليها، والطمع فتاك..
ما بقي من قطاع عام مستهدف بإصرار، ويجري إفشاله بإمعان، والعيون على أراضيه وأصوله تتسع ويزداد الطمع نهم ورغبة..
السلطات تتواطأ مع هذا المصير لصالح الفساد والفشل والهوامير..
1200 عامل يفقدون عملهم ومستقبلهم.
المصنع متوقف.
ادعموه حتى من بميزانية الشماديد والخرق واللافتات التي نراها تزدحم في الشورع والمدن مع كل مناسبة.. سيكون أجركم عظيم.

(11)

وجع من مؤسسة الغزل والنسيج في صنعاء:
توصيات مجلس نواب صنعاء خلال الفترة الماضية لم تنفذ منها حتى توصية واحدة.
من 2018 ونحن نحاول معالجة وضع المؤسسة، ويبدو إننا أخفقنا، يا ليت نبقى في المستوى التي كانت عليه..
فيما القضاء يصدر قرارا باقتطاع جزء من أرض المؤسسة وتسليمه لكاك بنك.

(12)

الجرائم المنسية
٢٢ مليار ريال
أم ٢٠٠ مليار ريال؟!!!

(13)

إلى حد اليوم بنك مركزي صنعاء وجمعية الصرافين لم يتخذوا أي إجراءات تجاه شركات الصرافة التي عمدت إلى تأخير الحوالات واستفادت من تأخيرها على حساب الضحايا.
وعلامات استفهام حول ذلك، والسؤال المطروح:
أين تذهب عشرات المليارات إن لم تكن مئات المليارات، ومن المستفيد من شراء الأراضي والعقارات؟!

(14)

قبل عامين من اليوم كتبت:
إلى بعض المزايدين الذين يريدون أن نخلق لهم واقع غير قادرين هم أن يغيروه إن لم يكن هم من أوجدوه..
نحن مرغمين أن تتعاطى مع سلطات الأمر الواقع هنا أو هناك
فيما الذين يزايدون هم يتعاطون معهم سرا وعلانية..
جميعهم ليس لديهم أي شرعية غير شرعية الغلبة..
التنظيرات ابحثوا لها عن واقع تنطبق عليها تنظيراتكم..
أما نحن نتعاطى مع الواقع المفروض..
وفي نفس الوقت نقاومه في حدود ما هو ممكن بل وأحيانا أكثر من الممكن حد الانتحار.

(15)

صديقي الجديد بدر اليتيم الذي صادر يوما عدد من أعداد صحيفة المستقلة
التقينا في محيط من الود..
وقد صرنا اكبر من الماضي كله.
وزير الداخلية مطهر المصري وجه بإرجاعها فرد عليه قد حرقنا بها.