الحاكم الموهوم بنظرية المؤامرة

 أيها الحاكم الموهوم بنظرية المؤامرة والعايش في غياهيبها والمتخبط في ظلماتها يقول الله تعالى لك:(ما أصابك من حسنة فمن الله وما أصابك من سيئة فمن نفسك)، إذن فإن سوء أعمال وأفعال وإهمال وظلم مسؤوليك الذين عينتهم واستقطبتهم، وفساد سلطتك وبطانتك، وتعصب وتشدد وتطرف أتباعك،

ألم تعلم يا من تعظ الشعب في زمن الجوع والخوف، أن البطون الخاوية لا تحسن الإستماع والتفكير لمواعظك المطولة؟ 

فإن كنت واعظاً فعظ نفسك وبطانتك ومسؤوليك أولاً، وإن كنت حاكماً فحاسب وعاقب الفاسدين والظالمين الذين يعملون لديك.

فكيف يكون الحال عندما يكون هذا الواعظ شابعاً مترفاً هو وبطانته ومسؤوليه وموظفي الجباية العاملين لديه بينما يدعوا عامة شعبه الجائع والخائف للطاعة له والصبر على الجوع والخوف؟

فالفقر والجوع والفوضى التي صنعتها للشعب بسبب سوء ادارة مؤسسات الدولة هي أكبر مؤامرة دمرت هذا الوطن.

الله وهو الله العظيم الحق الكريم لم يأمر عباده بالطاعة والعبادة إلا من بعد أن أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.