توعيه دينية علمانية...!

كل فرد مؤمن بالمقوله التي تقول (الإسلام دين ودولة) عليه أن يدرك أن هذه المقوله ليس لها أصل في الدين نهائياً..

الإسلام عمره ماكان دين ودوله.. الإسلام دين فقط، والدوله لها رجالها بما فيهم المسلمين طالما توفرت فيهم الشروط المناسبة لإدارة الدولة.. 

ولو سلمنا جدلاً ان الإسلام دين ودولة فقد كان أولى الناس بالحكم بعد الخلفاء الراشدين هم رواد المذاهب الأربعة بالنسبه للجماعة السنية!

فهل كان الإمام مالك ملكاً؟!

وهل كان الإمام ابو حنيفة رئيساً؟!

وهل كان الشافعي وزيراً؟!

وهل كان ابن حنبل حاكماً؟!

لا والله 

كانوا علماء دين لهم مالهم وعليهم ماعليهم

كانوا اعلاماً مجتهدين لهم منا كل الإحترام والتقدير برغم إختلافهم..

مع العلم أن هؤلاء هم رواد المذاهب الأربعة!

فلو كان الإسلام دين ودولةلماذا لم يتم تنصيبهم حكاماً للمسلمين؟!

- إذاً من أين جاءت لنا فكرة الإسلام دين ودوله؟!

- جاءت لنا من رجال الدين الذين استغلوا جهل العامة بدينهم ودنياهم فعملوا على تغييب عقولنا من أجل أن تظل السلطه بأيديهم ..

ولهذا 

عندما نقوم بالتنظير للعلمانية هذا لا يعني أننا نضع أنفسنا في المحظورات الدينية لا سمح الله.. 

وإنما نريد أن نصحح للناس معتقداتهم 

ونعمل على وضع نظريات رجال الدين تحت المجهر ونحاججهم بالدليل والحجة..

فإما أن يثبتوا لنا بالدليل والبرهان العملي والعقلي أحقية مايدعون.. 

وإما أن يتخلوا عن تزييف عقولنا بمعتقدات ما أنزل الله بها من سلطان..!

وليتفضلوا مشكورين على التفرغ لتوعية الناس دينياً .. 

وليتركوا أمر الدولة للمختصين بشئونها..

فمن يقضي عمره في دراسة العلوم الشرعية 

مستحيل أن يصلح رئيساً للوزراء في الدوله الحديثة.. 

فالدوله الحديثه تحتاج إنسان دارس للعلوم السياسية وأنظمة الحكم ..

أياً كانت ديانته وطائفته ومنطقته..  

ولا تحتاج لشيخ دين يحفظ القرآن وكتب الصحاح.. أياً كانت ديانته وطائفته ومذهبه..

ولذلك .. 

فإن من أوجب الواجبات في الدولة المدنية الحديثة

هو فصل الدين عن الدولة..

مع احترامنا لكل رجل دين، واحترامنا لكل معتقد ديني لا يضر بمعتقدات الآخرين.. 

ولا يعطي لنفسه الصلاحية الكاملة في التسلط على الآخرين ولا يستغل الدين في الأغراض السياسية.. 

ولا يفرض توجهه الفكري على بقية الطوائف..

  • كاتب يمني