عملية ترويض النمر !

مااخشاه حقا أنها عملية ممنهجة وواعية اتبعتها الدولتين لترويض الإصلاح ، فصله عن اي مشروع وتوجه يمني عام خطوة خطوة والوصول به لعملية فصل بعد جملة إجراءات واعتداءات ينتهي معها لكونه لا يعود صالحا لغير مهمة تخريبية سرية ، شريحة اللحم والعصى .
فكرة القطاع المنفصل تكاد تتجسد في تواجد الإصلاح متماسكا على مايبدو عبر شريط الحدود الشطرية السابقة ، من مأرب إلى تعز ، مهددا للشمال والجنوب ايضا ، لا يمكن دمجه في عملية إعادة ترتيب الشمال ولا يعود صالحا البتة لأي دور او تواجد في الجنوب .
مع تنبه لفكرة ان الاصلاحيين في عدن يشبهون الاشتراكيين في عمران ، ورغم نزعاتنا الوحدوية الصميمة الا ان فكرة الجذر والمنشأ ابقت كلا الحزبين مرتبطين كل على حدة بشخصية الإقليم الذي نشأ فيه اكثر من اي شيئ آخر .
لم يعد الإصلاح حزبا سياسيا تماما ، إنه جيش في مأرب وسلطة حاكمة في تعز ، مرهق وملاحق ومستهدف ايضا ضمن خيار إقليمي ودولي يستهدف الإخوان المسلمين في المنطقة ويسعى لإخراجهم من اللعبة السياسية تماما ، على الاحتفاظ بمربعات الماضي يعيدونهم اليها قسرا ويتساوون فيها بالقاعدة وبقية التنظيمات الجهادية .
عملية ممنهجة تهدف للوصول بالتنظيم لحافة هاوية يهرب منها للعب دور اداة تخريبية بعد ان تم تجريده من تمثيل فكرة الجيش الوطني وراس حربة الشرعية وعبر دفعه من نهم وحصره في مجمع مأرب ثم الزج به في بؤرة القطاع المنفصل تعز .
شريط تنظيمي مدجج بالسلاح وبالمقاتلين الذي تدربوا على المواجهات على مدى ثمان سنوات ، ولكن بدون تمثيل اي خيار سياسي ، تثبيته حائلا بين الشمال والجنوب مهددا من كليهما ومهددا لكليهما في ذات الوقت . 
تعز نقطة التماس بالجنوب المثلث الصراعي " الضالع وابين ولحج" ،ومأرب منطقة التماس بالجنوب الشرقي الشبواني الحضرمي الذي يمثل الموارد والأبعد عن محددات وبؤرة اي صراع جنوبي جنوبي .
إن كانت هذه خطة حقا ،وبمعزل عن اي صدفة واعتباط فهي قد نبتت في دماغ الشيطان شخصيا ، الحؤول بين عدن وريفها " تعز " وبين عدن وموارد شبوة وحضرموت ،في مهمة فصل بين كل ماهو جنوبي ومايشبهه في الشمال وبين كل شمالي ومايحتاجه في الجنوب ، لتبقى موارد شبوة وحضرموت للسعودية خالصة لها من دون الناس ، لذلك فالسعودية معنية بمأرب اكثر من اي شيئ اخر ، السعودية وهي لا تتقبلك حزبا سياسيا اسلاميا لكنها تحتاجك تنظيما جهاديا سريا وإن في مربعات معلنة ومكشوفة .
طارق يحرس نفوذ الإمارات هناك وانت للسعودية هنا ، تجريد كل منكما من مقولات ومهام السياسة وابقاء كل منكما حارسا جوار الحاجز ، لا تعود لا انت ولا هو تحرسان جمهورية او وحدة او انفصال او مشروع اقاليم او ثار شخصي او طائفي ، فقط حراسة خيارات الدولتين ، قوتين شماليتين للجم الشمال وابتزاز الجنوب ،من مأرب إلى تعز إلى باب المندب ، خصمين في مهمة واحدة . 
حاجز يحول ضد حرب شطرية وضد عودة الوحدة كماكانت . 
توزيع ادوار تلعب فيه الإمارات دور الضابط الشرير وتلعب السعودية دور الطيب المتفهم والملاذ ، الملاذ ولكن بشروطه .
المرعب ان لا يعود الإصلاح  صالحا لغير هذه المهمة ، المهمة الأخيرة التي سيضحي فيها بتاريخه السياسي وبعناصره وناشطيه وبوجوده ، ولا انصح خصومه الداخليين باستمزاج هذا الخيار المأساوي او المساندة بشأنه ، تحتاجه بلادنا حزبا سياسيا لا يمثل إقليما بعينه في تكتيك مواجهات ، وشريكا فاعلا في اي تسوية سياسية شاملة .
هكذا ارى الأمور ، هكذا ربما افكر بدلا عن الإماراتي والسعودي ، وهكذا تبدو لي حركة التنظيم وإلى اين تم دفعه وفي أي مربعات تم حصره ولأجل اي مهمة .
المهمة المأساوية للمحاصر من الجميع والهارب من الجميع . 
لكن فكروا دائما :  مااريده انا هو قدري وليس ما يختاره لي الآخرون .
محبتي ورجاء ان تعتمدوا الهدوء والإمعان دون اقتراف اي خطوة او قفزة في هذا الظلام . 
خير لكم حل الحزب من اضطرار كارثي كهذا . 
البديهي انه وفي اي حرب وعلى مدى ثمان سنوات هناك تواصل مباشر بين الدولة السعودية وقياداتك الميدانية تزودهم بالمال والسلاح فتنشأ علاقة وولاء بمعزل عن إرادتك وقوتك التنظيمية ، وسيكون لهذه المجموعة الغلبة على خيارات التنظيم وتوجهاته المستقبلية ،  بديهي للغاية وخطر وواقعي وقد حدث لاريب . 
سينتزعونهم منك ويبقونك واجهة فحسب ، ومالا تقوم به كحزب ستقوم به قياداتك المبدانية ممثلة لك علنا ، وتابعة بشكل سري لمن لم يعودوا يحتاجون منك لغير قدرتك على ممارسة العنف  .