من يقدس وثن لا يبني لشعبه وطن

المتاجرون بإسم الله يسرقون أموالنا ويصنعون الفقر لنا ثم يقيمون احتفالات ويحشدون الكاميرات ويحضروا البعض منا كي يتصدقوا عليهم أمامنا لقهرنا واذلالنا كي يجندوهم لخدمتهم ثم يطلبون منا شكرهم على سرقتهم لنا ويطلبون من الله الأجر والثواب على صدقات المن والأذى التي مكنت لهم رقابنا.

أحزن كثيرا عندما أرى مواطن أو موظف يترجى رئيس أو مسؤول لكي يعطيه حقه عندها فقط أتأكد وأكون على يقين تام بأننا نحن من نصنع أصنامنا البشرية التافهة بأيدينا وننفخ في أرواحها الميتة بمديحنا ونملأ كبرياءها القبيح برجائنا ونمنحها الضوء الأخضر للفساد والظلم بسكوتنا وخضوعنا لأفعالها.

يا شعبنا الطيب متى ستفهمون أن الرؤساء والقادة والمسؤولين هم خدامكم ويكفيهم هذا الشرف العظيم، ووالله أن أغلبهم وصلوا إلى هذه الكراسي بدون استحقاق ولا كفاءة لذلك فهم يسومونكم سوء العذاب ويمنون عليكم باعطائكم حقوقا هي واجبة عليهم تجاهكم، وأن الذي جعلهم يصبحون فراعنة فوق رؤوسكم هو مديحكم لهم واسرافكم في تقديرهم وصمتكم عن فسادهم وسكوتكم على ظلمهم حتى ظنوا أنهم نعمة إلهية عظيمة ساقها الله إليكم، وأنهم فلتة بشرية من فلتات الزمان عليكم شكر الباري الكريم عليها. 

من يقدس وثن لايبني لشعبه وطن لأنه يقدم الوثن على أنه الحاكم بأمرالله وله يقدم الولاء وليس للوطن وله يعطي التسليم المطلق لأوامره وليس لدستور الوطن لذلك فهو لايدافع عن الوطن بل يدافع عن الأرض التي يعيش عليها هذا الوثن ولوكانت أمريكا هي الأرض التي يعيش فيها هذا الوثن لذهب للدفاع عنها.

لذلك هو مستعد أن يتعايش مع أي بشر يؤمن بعقيدته ولو كان يعيش في أطراف الأرض بينما يرفض التعايش مع أخيه في الوطن لأنه مخالف لعقيدته بل ويقدم مصالح ذلك البشر المتفق معه على مصالح أخيه في الوطن ولو كان على حساب دمار الوطن.

بل وسيأخذ اللقمة من فم أخيه في الوطن ليطعم ذلك البشر المتفق معه خارج حدود الوطن.

فهل عرفتم لماذا أقول: من يقدس وثن لا يبني لشعبه وطن.