لعنة الحرب

عندما بدأت ثورة فبراير وبرغم سلميتها

إلا أن هناك الكثير من الناس سواءً كانوا من مؤيدي الثوره أو من مؤيدي النظام، 

يحذرون من الإنزلاق في مستنقع الحروب الأهليه!
لم نكن نستوعب معنى الإنزلاق في حرب أهليه حتى دخلناها..!

لم تكن لدينا رغبه في مراجعة التاريخ وأخذ العبر والدروس ونتفادى الأمر قبل حدوثه..!

جميعنا أخطأنا وجميعنا يجب أن نصحح الخطأ..

ولسنا الآن في صدد استعراض الأحداث والأسباب التي أوصلت البلد إلى ماوصلت إليه.. 

فكلنا نعرفها وكلنا مشاركون فيها..

وكلنا يجب أن نعترف بأخطاءنا ونتحمل مسئولية إصلاحها..

لقد رضينا جميعنا وكلٌ بحسب مكانته ومنصبه باستباحة بلدنا وتحويلها إلى رقعة شطرنج!!

وليكتمل المشهد،،

إيران وحلفاؤها تجلس على طرف،

والسعوديه وحلفاؤها تجلس في الطرف المقابل!!

يضعون الخطط المناسبه لحسم المعركه ويبتسمون في وجه بعض .. وما إن دارت رحى الحرب على رقعة الشطرنج،، 

يختلف المشهد تماماً،،

فيسقط الجنود وتتهاوى القلاع وتستعرض الخيول وتتحرك القيادات ويناور الوزراء،، من أجل الحسم .. 

وقواعد اللعبه تحتم على اللاعبين التضحيه بأهم القطع من أجل الحسم.. 

فعندما يسقط ضابط الميمنه مثلاً لأي خصم 

لن يعوض تلك الخساره إلا فقدان ضابط الميسره للخصم الآخر.. وهكذا

المؤسف في المشهد،، أن قطع الشطرنج لا تدرك أنها أداة بيد لاعبين يحافظون على بقاءها إذا كانوا يحتاجونها.. وفي أقرب فرصه لتحقيق مكسب آخر سيتم التضحيه بها،،.

وعند انتهاء اللعبه هناك مشهدين،،

مشهد على رقعة الشطرنج،

يرسم حجم الدمار والخراب على تلك المساحه المربعه.. 

وأغلب القطع قد تم القضاء عليها،،

ومشهد على طاولة اللعب،

يصور لنا ابتسامات اللاعبين في وجوه بعض.. 

وتبادل الإطراءات فيما بينهم.. 

تنتهي اللعبه وتظل رقعة الشطرنج مهيئه للبدء في لعبه جديده،، ولا تدري قطع الشطرنج من سيكون الخصوم..!!

صحيح أن لعبة الشطرنج نادراً ماتنتهي بالتعادل.. بين اللاعبين،،

إلا أن المشهد الذي يتجسد بين قطع الشطرنج كونها ادوات اللعبه .. وبين اللاعبين كونهم الخصوم الافتراضيين .. 

مشابه إلى حدٍ كبير ما يحصل في بلدنا..

الخلاصه:

أما آن الأوان لنا أن نراجع حساباتنا مع أنفسنا وأبناء أمتنا.. 

ونعترف بأخطاءنا ونعمل على تصحيحها،

من أجل الأجيال القادمه.. 

أما آن الأوان أن نكتفي بهذا القدر من الدمار 

وبهذا القدر من الدماء ونقول كفى؟!

الطريق واضح أمامنا:

ولا أمل لدينا في الخروج من هذه الكارثه إلا أن نسير عليه .. 

دوله مدنيه حديثه تجمعنا كلنا بشتى طوائفنا ومذاهبنا وتوجهاتنا من دون إقصاء أو تهميش..

وهذا هو المخرج الوحيد..