اجتماع استثنائي للاحزاب العربية في دمشق

انطلاقاً من واقع الأمة المعبرة عن مواقفها الثابتة تجاه قضاياها وواقعها، كان لابد للأحزاب العربية أن تترجم نضالاتها على المستوى القومي بمواصلة واجباتها العروبية نحو قضاياها والإنتقال من نضال الكلمة الى نضال الفعل على واقع الأرض وأهمية العمل على الهوية المشتركة للعرب، ودون ذلك لن يتم تحقيق تقدم على المستوى السياسي والثقافي والإقتصادي، ومواكبة المتغيرات على المستوى العربي والإقليمي والدولي.

 فبعد عقد ونيف من الزمن شكل نقطة سوداء في تاريخ الأمة العربية لما مثله من حالة تمزق وشتات وتناحر وحروب إرهابية وحصار للعديد من الأقطار العربية مما تمثل بفوضى خلاقة استغلها أعداء الأمة ومُوِّنَت من ثرواتها.

 وكان أبناء هذه الأمة وقودها، ولولا صمود ونضال بعض الأقطار وعلى رأسها سورية لكانت كل الأقطار العربية في خبر كان بما فيها تلك التي دعمت ومولت الإرهاب والحروب والفوضى في الوطن العربي.

 لقد دفعت أقطار عربية ثمناً غالياً وكبيراً ومازالت تدفعه إلى اليوم، وستظل الأجيال القادمة تدفع ثمن خطيئتنا التي وقعنا فيها سواء بعلمنا أو دون علمنا، ولكننا جميعاً وقعنا في فلك التآمر كمدافعين عن ذاتنا أو متآمرين على بعضنا، فمنا من تصدر مشهد الدفاع عن الأمة في الوقت التي كانت فيه الأمة أسيرة أنظمتها وضحية تضليل إعلامي ممنهج لم تستدرك حجم الكارثة إلا بعد أن حل الدمار في كل مكان.

 اليوم أصبحت الرؤية أكثر وضوحاً وخصوصاً بعد انتصار سورية على الإرهاب وداعميه بعد صمود أسطوري، ومع ذلك لم يرُق للغرب أن يتحمل الهزيمة العسكرية ليلجأ إلى الحصار الإقتصادي الذي كان له الأثر الأكبر على أبناء هذا الشعب المكافح والصامد، لقد كان أكثر وقعاً وضرراً من الحرب الإرهابية لما تسبب به من المآسي الإنسانية ضد شعب لم يكن ذنبه سوى الدفاع عن وطنه وأمته لتُتَّخذَ ضده عقوبات مدعمة بقوانين إرهابية ليس لتركعيه وحسب..

 بل أردوا من خلالها القضاء عليه، ولكنه لم يركع ولم يمت.. فلديه من القوة والإرادة ما قاوم به كل أنواع الإرهاب والخذلان متمسكاً بالإرادة والأمل، ومع كل هذا الوجع لم ترأف بهم حتى الطبيعة ليأتي الزلزال المدمر مستكملاً حجم المأساة فكانت كارثة فوق الكوارث.

ومع ذلك قد يأتي الخير من الشر ورب ضارة نافعة، حيث كشفت هذه الكارثة الطبيعية نفاق الغرب تجاه القضايا الإنسانية وزيفه في الإدعاء بالدفاع عن حقوق الإنسان الأمر الذي أيقظ ضمير الأمة العربية وجعلها تراجع مواقفها، فكانت مواقفهم الإنسانية تجاه أشقائهم لها أبعادها الإنسانية والسياسية متجاوزين التحديات وقوانين الإرهاب، وشكلت حالة صحوة عربية تنبعث من جديد بل صاحب ذلك متغيرات جيوسياسية.

 وأصبحت دمشق مزاراً لكل شرفاء الأمة من برلمانيين وسياسيين ووزراء خارجية وغيرها، وكان للأحزاب العربية شرف الإسهام في الدفاع عن سورية منذ بداية الأزمة .

وها هي اليوم تتوج نضالها بمؤتمر طارئ واستثنائي للأمانة العامة للأحزاب العربية تحت شعار نعم لوحدة سورية وسيادتها ومشروعها القومي- لا للحصار والعدوان على سورية" .

وبمشاركة ممثلي الأحزاب العربية من فلسطين والأردن والبحرين واليمن ومصر وموريتانيا وتونس والجزائر والسودان وسورية ولبنان، ومن على أرض سورية قلب العروبة النابض والمقاوم ومهد الحضارة والتاريخ.

 وبعد ان خصت بلقاء استثنائي بكل معاني الكلام مع القائد الاستثنائي الرئيس بشار الاسد، قالت الأحزاب كلمتها وأعلنت وقوفها المطلق إلى جانب الأشقاء في سورية قيادة وجيشاً وشعباً.

 فسورية هي من دافعت عن الأمة ومن الواجب علينا أن ندافع عمن دافع عنا وحفظ لنا كرامتنا.

* دبلوماسي وسياسي يمني