رسالة إلي من نصب نفسه وكيلا لله تعالى على الناس

أيها المتعجرف يا من نصبت نفسك في هذه الأرض وكيلا لله تعالى على الناس ألم تقرأ قوله تعالى لرسوله: 
(وما أرسلناك عليهم وكيلا).

أيها المتجبر يا من جعلت نفسك مسيطرا على الناس تجبرهم على فعل ما تشاء ألم تقرأ قوله تعالى لرسوله: 
(لست عليهم بمسيطر).

أيها الكاهن يا من أدعيت الهداية من دون الناس ورميت المخالف لك بالضلالة ألم تقرأ قوله تعالى:
(إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهم أعلم بالمهتدين).

أيها المغرور يا من زكيت نفسك عند الله وجعلت نفسك من المتقين ألم تقرأ قوله تعالى: 
(فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى).

أيها الأحمق يا من تصادر حقوق الناس وتكرههم على اختيار عقيدتك ألم تقرأ قوله تعالى:(فأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين)

أيها الظالم يا من تريد أن تراقب أعمال الخلق ثم تحاسب خلق الله في هذه الأرض ألم تقرأ قوله تعالى:(قال وما علمي بما كانوا يعملون إن حسابهم إلا على ربي لو تشعرون)

أيها الباغي يا من نصبت نفسك قاضيا تحكم على دين الناس بغير هدى ولا علم وتصنف الخلق على هواك ألم تقرأ قوله تعالى:
(إن الله يحكم بينهم في ما هم فيه يختلفون)، وقوله؛ (إن الحكم إلا لله يقص الحق وهو خير الفاصلين).

أيها المتشدد يا من ترى معتقدك هو الحق المطلق وتجعل لنفسك الحق في الفصل بين أتباع الشرائع والملل والأديان ألم تقرأ قوله تعالى:
(إن الله بفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد).

أيها الباخع نفسك يا من تريد الناس أن يكونوا على ملة واحدة وتسعى بكل قواك لصهرهم وجعلهم أمة بلا خلاف ولا اختلاف وتخوض في سبيل تحقيق ذلك حروبا ومعارك وصراعات لا تنتهي ألم تقرأ قوله تعالى:
(ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين).

أيها العنصري يا من تريد الناس أن يكونوا على لون وشكل وجنس واحد وتريد أن تمايز بينهم بالحسب والنسب ألم تقرأ قوله تعالى:
(وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم).

أيها المعطل لعقلك المتكاسل عن استكشاف علوم الله الكونية كيف لك أن تبني الأرض وتعمرها أفلم تقرأ دعوة الله لك للتفكر واعمال عقلك لكي تعرف عظمة خالقك:
(ويتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).

أيها العائش عالة على خلق الله ألم تعلم أن العبادة هي العمل وأن العمل هو المعيار الرئيسي للنجاح في الدنيا والآخرة ألم تقرأ قوله تعالى:
(الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا).

ألم تعلم أن المسجد الذي من على منبره يتم تحريض البشر على قتل أخوانهم في الدين والوطن والإنسانية، وتخرج منه دعوات تشجع الإنسان على الحقد والكراهية والفرقة والطائفية والمذهبية والعنصرية ضد طوائف معينة من البشر، ويدعا فيه لوثن بشري من دون الله، ويكون مكانا لتصدير الضرر والإزعاج للمجتمع المحيط به، هو مسجد ضرار ولا يجوز القيام فيه أبدا، بيوت الله هي مساجد تؤسس على التقوى وطهارة النفس وحب الخير لجميع خلق الله.