على ماذا أنتم مقبلون؟ وعلى أي شيء أنتم قادمون؟

 على ماذا أنتم مقبلون؟ وعلى أي شيء أنتم قادمون؟
وبماذا تبشرون هذا الشعب وعلى ماذا تحتفلون؟
أتتفاخرون أمام العالم بعداد الموت اليمني التصاعدي؟ 
أم تتباهون بعداد السنوات التي انقضت وأهلكت الحرث والنسل فيما أنتم على شعبكم متفرجون، وبعدوان الفاسدين والظالمين لشعبكم أنتم صامتون وراضون؟
نعم نحن قادمون للعام التاسع ومقبلون عليه، ولكن بماذا؟
سأقول لكم بماذا:
بفقر مدقع للمواطن مقابل غناء فاحش لتجار الحرب،
بفساد مالي واداري مخيف،
بعجز تام لدور مؤسسات الدولة وأجهزتها الرقابية،
بإيرادات ضخمة منهوبة،
بإقتصاد متهالك ودولة تعيش على المعونات الخارجية، بمجاعة وفقر وجهل ومرض وفساد أكل ثروات الوطن،
بمواطن جائع بلا عمل يذوق الهوان على أرضه،
بموظفين بدون مرتبات،
بنظام تعليمي منهار وجيل لا يفقه من العلم شيئا،
بمعلم وأستاذ جامعي يعاني من الفقر والجوع وذل العيش،
بنظام صحي فاشل،
بجبايات وحملات وضرائب أفقرت جيب المواطن، بتعيينات لمسؤولين فاسدين وفاشلين،
بسياسة استقطاب شلل الفساد لكسب ولاءاتهم،
بقرارات وقوانين لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به،
بأزمات مالية متكررة وتضخم مخيف للعملة،
بغلاء فاحش كسر ظهر المواطن،
بأزمات خدمية وتموينية مفتعلة ومتتابعة،
بإنعدام مستمر للمشتقات النفطية دون ايجاد حلول بإزدهار للسوق السوداء بمباركة الدولة وتشجيعها،
بأمراض شتى أهلكت الشعب اليمني،
بشوارع امتلأت بالمتسولين من أبناء الشعب اليمني،
بنازحين فاقت أعدادهم الملايين،
بشعب شردته الحرب في أنحاء العالم،
بشعب مفتت اجتماعيا ومنقسم مناطقيا ومختلف مذهبيا،
بطبقة متوسطة قد تم سحقها، بحكومة فاشلة وبطانة مترفة تعيش على نفقة الشعب،
بفوضى خلاقة في ادارة شؤون الدولة،
بدولة تحتل المراتب العلى في الفساد والفشل والفقر والمرض وانهيار الخدمات والتعليم والصحة،
بجماعات متحاربة ومتقاتلة تبحث عن مصالحها السياسية والسلطوية على حساب شعبها الكادح، بوطن قد أثخنته الحرب جراحا وقسمته مناطقا متشرذمة تقاتل بعضها البعض،
بميليشيات دينية مؤدلجة متذهبنة تدافع عن قادتها وزعمائها ومذاهبها ومعتقداتها ومشاريعها الخاصة،
بحرب أهلية طويلة الأمد لن تبقي ولن تذر،
بدولة الطوائف والجماعات والمناسبات والمذاهب.
على ماذا أنتم ونحن معكم مقبلون؟
على ماذا نحن مقبلون أيها المتصارعون المتفاخرون بصولاتكم وجولاتكم الحربية من عام إلى عام، فيما شعبكم في كل عام بالآلاف يهلكون؟
والله لن نقبل على خير طالما نحن نقتل بعضنا البعض خدمة لأجندات خارجية تخدم مصالح دول أخرى على حساب مصلحة اليمن. 

يا أطراف النزاع متي ستقبلون على تحكيم العقل وتقديم مصلحة المواطن اليمني على مصالحكم السياسية وأجنداتكم الدينية والسياسية الضيقة؟
اليمن يستحق منكم التضحية إن كنتم تعقلون أو كنتم من الله وشعبكم الكادح والمظلوم والصابر تخجلون!