‏‏"بأيدينا الأزمة والقرار "

 حين يكون لسان الحال أبلَغُ من لسان المقال.

بأيدينا جعلنا اليمن بؤساً وألبسنا معالمها دماراً.
بأيدينا أشعلناها ناراً.
بأيدينا نصفق لكل الفاشلين والفاسدين ممن يحكمونا.
بأيدينا دمرنا أجيالنا وتركناهم وقوداً لحروبنا.
بأيدينا دمرنا التعليم في كل وطننا.
بأيدينا جعلنا الإرهاب نهجاً وأصلناه جهاداً.
بأيدينا جلبنا الآخرين للتدخل في شؤوننا. 
بأيدينا تحولنا إلى مسخرة للعالم. 
بأيدينا علقنا مشانقنا، وما يزال الأمل بين أيدينا لفكها.
والحكمة تقول*
بأيدينا نحدد مصيرنا وإلى هنا وكفى.

علينا أن نقف وقفة مع الذات ولو مرة واحدة ونراجع أخطائنا طيلة ثمان سنوات مضت؟
نستخلص منها العبر 
أين أوصلنا بلدنا؟
ماذا حققنا من هذه الحرب المدمرة؟
أطلقنا التهم على بعضنا بالإرتزاق والعمالة والولاء للخارج؟ والحقيقة أن الجميع مدان بهذا الإتهام والضحية هو الشعب.
الحقيقة واضحة.. التدخل الخارجي نحن من جلبناه وسمحنا له وعلينا تقع مسؤولية إنهاءه.
اتفقاتنا تنهى خلافاتنا وتنهي تدخلات الآخرين في شؤوننا.
السياسة ليس فيها ثابت 
من تقاتلنا تحت رعايتهم وتمويناتهم اتفقوا.
فلماذا لا نتفق نحن؟ هل عجزنا أن نصل إلى حل مستقل؟
إذن ليكن اتفاقنا تحت رعايتهم طالما فرضنا أو حتى فرض علينا وجودهم في خلافاتنا فمن الصواب أن يكون وجودهم في تسوياتنا.
الأمر ما يزال بأيدينا.. وما يزال القرار أيضا بأيدينا. 

كنا خير أمة؟ 
اليوم أضعنا الحكمة؟
لماذا نصر على أن نكون العن أمة؟
لعن الله أمة أمعنت في خلافاتها واستمرت بقتل بعضها وأوهمت نفسها بأنها تصنع بذلك جميلاً.

لا تصوموا عن الطعام والشراب؟
صوموا عن القتل والاقتتال؟
صوموا عن الأنانية وحب الذات والتفتوا لهذا الشعب المغلوب على أمره.
افطروا بالسلام الشامل وتسليم المرتبات وإطلاق جميع الأسرى لعل الله يتجاوز عنكم بعضا من ذنوبكم.

اللهم إني صائم عن كل ما تمارسه الجماعات المتناحرة في اليمن.

*دبلوماسي وسياسي يمني