نـداء لوقف الحرب*!

إلى أصحاب الجلالات و الفخامات و السمو في البلاد العربية و الجوار المسلم. و إلى رؤساء الولايات المتحدة و الدول الأوروبية و روسيا الاتحادية و الأمين العام للأمم المتحدة. نحييكم من وسط الدخان و البارود و أشلاء الموتى و أنين الجرحى و الجوعى و أنقاض المدن و القرى اليمنية. و نوجه إليكم هذا النداء. لعله يبلغ أسماعكم و يحرك ضمائركم و يلفت أنظاركم إلى مأساة بلد و محنة شعب، تسحق أبناءه آلة القتل و الدمار، على مدار الساعة، و لا يسمع صراخه أحد أو يلتفت إلى مأساته بشر.

لقد أصبحنا على يقين من أن قرار إنهاء الحرب لم يعد بأيدي اليمنيين المتقاتلين، فقد اضحت الأطراف اليمنية مستفيدة من الحرب، و هي في مستويات معينة و بطرائق شيطانية تتقاسم النفوذ و المال، و مستفيدة من تباطؤ الحسم، و إطالة أمد الحرب، و ربما تدرك أكثر من أطراف إقليمية و دولية صعوبة الحل العسكري, الذي لا مصلحة لها فيه و لا تريده.

و يغذي ذلك بعض القوى الخارجية المساندة لها. و لذا وجدنا أن توجيه النداءات إلى المتقاتلين في الداخل اليمني لم يعد مجدياً. فما لم تقتنعوا أنتم بأن الحرب الطاحنة في اليمن يمكن لها أن تتوقف، فلن يعود السلام و سيظل اليمن يحترق. و ستؤثر حرائقه حتماً على مصالحكم و على أوضاع المنطقة، لاسيما أوضاع الدول المجاورة.

أنتم ترون و ترصدون كل ما يجري. الحياة توقفت. أجهزة الدولة أصبحت عاجزة عن أداء وظائفها. المرافق الخدمية دمرت. القتلى يدفنون يومياً بالمئات و الجرحى لا تسعهم المستشفيات، التي تفتقر إلى وسائل العلاج الضرورية، و لا يمكن نقلهم إلى الخارج. و يزيد من وطأة الحصار الخارجي حصار داخلي لمدن و مناطق، يعيق حركة المواطنين و تواصلهم و يعرقل وصول المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها.

و في الأشهر الأخيرة توقفت الجهات المسؤولة عن دفع رواتب الموظفين و معاشات المتقاعدين. مما سبب مجاعات تتسع دائرتها يوماً بعد يوم. كما سبب شللاً للحركة التجارية، لضعف القدرة الشرائية عند بعض السكان و انعدامها عند البعض الآخر. و هذه الحالة المأساوية شملت اليمن كله، شماله و جنوبه. و كلٌ يحمِّل غيره مسؤولية ذلك

لقد حذرت المنظمات الإنسانية مراراً من هذه الكارثة, التي حلت باليمن: قتلاً و تدميراً و مجاعات و أوبئة، تسببت فيها الحرب. و لكن لا أحد في الداخل او الخارج أبدى اكتراثاً بتلك التحذيرات. وحتى انتم كأنكم قد توافقتم جميعكم على قتل اليمنيين و تدمير بلدهم، أو على الأقل توافقتم على الصمت، و ترك اليمنيين يقتل بعضهم بعضاً.

و لأن قرار إيقاف الحرب و معاناتها لم يعد قراراً داخلياً، يمكن أن يتخذه اليمنيون وحدهم، بل أصبح قرار اقليمي و دولي، و لأن إيقاف هذه المأساة لم يعد بأيديهم، بل بتكاتف و مساعدة الجميع، فإننا نتوجه إليكم باعتباركم القادرين على إيقافها، باعتباركم القادرين على جمع اطراف الصراع شرعية و انقلاب، لعل نداءنا هذا يلقى استجابة منكم، فتأمرون بوقف الحرب و العودة إلى طاولة الحوار، و وضع حلول سلمية، تحقن الدماء و تحفظ الأرواح و توقف الدمار و تخرجنا من هذه المأساة الإنسانية المروعة.

------

*هناك اكثر من ١٠٠ شخصية يمنية من برفيسورات و دكاترة و سفراء و وزراء سابقين و من كل فئات الشعب اليمني تبنت هذا النداء الى الان. فالوضع صار كارثة حقيقة تتوسع كل يوم اكثر, و كل من يتفق مع النداء الرجاء عمل مشاركة و اقول مشاركة حتى يسمع العالم لكم و كان الله في عون اليمنيين في محنتهم و وقاهم شر ما تخفيه لهم الأيام.