توعية ثقافية

لماذا نجد أغلب المجتمع اليمني يميل لتمجيد الأشخاص ومستعدين يضحوا بحياتهم من أجل فرد معين..ولا يميل إلى تمجيد الأفكار التي يحملونها؟

الجواب وبإختصار:

لأن المجتمع اليمني كغيرة من المجتمعات العربية والإسلامية تربى ونشأ وتعلم في المدارس والمساجد والندوات والمحاضرات على حب وتمجيد الشخصيات البارزة في التاريخ العربي والإسلامي.. حتى أصبح التمجيد للأشخاص موروث تاريخي وعُرف سائد لا يمكن التخلي عنه..!!

ودائماً ما كنا نقرأ العبارات التاليه

كان فلان شجاعاً مغواراً فارساً لا يـشق له غبار.. 

وكان علان سيداً في قومه لا يُعصى له أمر..

وكان فلان تقياً زاهداً عابداً .... الخ

وكان علان ابن مدري من، سليل مدري ايش،!!

وكان فلان طويل القامة عريض المنكبين (شلولخ

واستطاع فلان مدري ايش يعمل..

واستطاع علان ان يصل بجنوده مدري وين.!!

وهكذا ، حتى ترسخ المعتقد في عقولنا لتمجيد الأشخاص..ومازال هذا المعتقد متوارث إلى اليوم.!!

وأعتقد قلة قليلة من شخصيات التاريخ العربي والإسلامي من عرفناهم بمناهجهم ومشروعاتهم ، وجيلاً بعد جيل توارث الناس هذا المعتقد لا شعورياً.. 

لدرجة أننا وصلنا إلى درجة أن نمجد الشخص ليس حباً فيه بل كرهاً بأعداءه..!! والعكس صحيح

ولتغيير هذا الموروث الأعوج والعرف السائد، لا بد أن ندرك جميعاً أن مقياس الإنحياز لأي شخص 'مهما كان' هو أن نقوم بتقييم أفكاره التي يحملها، وماهو المشروع الذي يحمله هذا الشخص لمستقبل أمته.. ؟

وماهو المنهج الذي يمشي عليه حتى نستطيع أن نقتفي أثره في حال وافته المنية..وعلى ذلك المقياس نضع أنفسناإما مع .... أو ضد ..

وحتى لا نكون مشاركين في كل جريمة يرتكبها الشخص بسبب تمجيدنا له، وتلعننا الأجيال القادمة، يجب علينا أن نكون شهداء بالحق قوامين بالقسط، ولو على أنفسنا.. 

وأن ندرك جيداً أن الإنحياز للأفكار يبني الأمم والأجيال ينهض بها في شتى مجالات الحياة ، وأن الإنحياز للأشخاص على العكس من ذلك تماماً.. 

فمثلاً:

عندما انحاز الألمان لهتلر لـشخصه، تسببوا بكارثة تاريخية للبشرية.. 

وعندما انحاز الأوروبيون لفكرة الإتحاد الأوروبي (وربما أغلب الأوروبيين الآن لا يعرفون من صاحب الفكره من الأساس، ولا يهمهم أن يعرفوا) شكلوا أمُّة حضارية وقوة اقتصادية عظمى يتفاخر بها الأجيال جيلاً بعد جيل..