النقيض يمثل التوازن الإيجابي

النقيض بلا شك منافس، والتنافس يشكل توازن إيجابي لا ضرر ولا ضرار.
من يدقق في كل أنواع المخلوقات على هذا الكون الذي نعيش فيه، يجد أن الله سبحانه وتعالى خلق كل شئ، وخلق لكل شي نقيض عدو منافس لضمان عدم تمكن الإستبداد والظلم في هذا الكون
والنقيض مختار بحكمة الله بعضها من نفس الجنس، وبعضها الأخر من أجناس مختلفه عن جنس النقيض
وجعل سباق كل منهم محكوم مع الأخر حتى يصل كل منهم الى فرض وجوده في هذا الكون بالقوه غصبآ عن نقيضه الأخر، وبذلك التنافس وجد التوازن الإيجابي، الذي حقق الغاية الإيجابية وفرض صناعة مسارها المتوازن، الذي ينتج الوضع الطبيعي الصحيح الذي أرده الله نهج للبشريه.
والخلل في هذه  المسار الطبيعي يأتي عندما يتغلب نقيض على نقيضه، ويتفرد بالسيطرة، ويفرض سفاهاته الفكرية، والثقافية، التي تُجير كل الأمور لصالحه على حساب الأخرين.
وفي أطار هذا السياق يقال أن حكيمآ أو بخيلآ حرس حقله الزراعي بنفسه مع أفراد أسرته ليلآ ونهارآ ومنع الطيور من أكل القمح عند وقت بذره، وتكوين نوات ثمره، ونتيجة ذلك الخلل جاءت دودة الساق التى كان الطير يتغذاء عليها ونخرت لب الساق قبل أن تتكون ثمرة المحصول الزراعي "القمح".
وآي خلل من هذا النوع يتيح فرصه لتغلب قطب على أخر، وتكون نتيجته سلبيه، لأن الأخر فرض نهجه الأناني على الجميع، بسبب غياب النقيض الذي يفرمله ويجبره على مراجعة سياساته، ويجبره على التخلي عن أطماعه الإجراميه ونهجه المتطرف.
وجود النقيض دئمآ يحقق العدالة الإجتماعية والحرية في الرأى والتعبير والمعتقد الذي لا يوجد فيه ضرر ولا ضرار 
ذلك السير الطبيعي هو الذي سيعيد البشرية الى مجراها الطبيعي فكريآ وسياسيآ وقتصاديآ، النقيض حميد يمنع الإستبداد، ويمنع فرض الأفكار العنصريه الهدامة على الأخرين، ويمنع الاستحواذ الفردي على السلطه والثروه بقوة التسلط والتفرد.
كل ذلك يتم بفضل توازن القوة سوآ كان في الأسرة، أو في المجتمع، أو في الشعوب والأمم، لان النقيض البشري من نفس الجنس البشري، ولهذا السبب كان إنهيار القطب الشرقي سبب بلاوي البشريه اليوم، نتيجة تفرد القطب الغربي وتحكمه بالوضع العالمي لأكثر من ثلاثه عقود، آي من تسعينيات، القرن الماضي.
واليوم ، والحمد لله، أُعُيد للبشرية التوازن من جديد من خلال عودة الروسي والصيني إلى أوج قوتهم ، وبهذا النقيض سيتحقق المسار الطبيعي للحياة ومتطلباتها، في الأمن والسلام والعدالة الإجتماعية والمساواة.
وانتصار الروس والصين في أوكرانيا، وجزيرة تايوان، لا يعني إجتياح العالم وهزيمة القطب الغربي، وإنما يعني أحباط محاولة القطب الغربي القضاء على القطب الجديد.
والحفاظ على قوة القطب الروسي الصيني من الإنهيار وأجب على جميع الأخيار البشريه بكل ما أوتو من القوة بمختلف أنواعها وامكانياتها، لان المخطط القذر الذي أعده الغرب للقضاء على قوة الروس والصين جرثومي وبيلوجي ليحصد أرواحهم بالأمراض والأوبئة، ويقضي على أمكانياتهم في هذه المعركه التى أعد لها الأراضي الأوكرانيه والتايوانيه - بلدين محادين - لكلآ من الصين وروسيا تستطيع الرياح والجراثيم نقل تلك الأمراض والاوبئة للأراضي الروسيه والصينيه بسهوله.
وبذلك يعود القطب الغربي للهيمنة التى عانت منها البشريه ٣٠ عام، حيث تسلطوا على العالم ، وحرفوا المسار الطبيعي للبشرية، ونهبوا ثروات البشر في معظم دول العالم دون تمييز، ومارسوا كل أنواع الهيمنة في جميع المجالات ثقافيآ وسياسيآ واقتصاديآ، حتى أوصل وضع البشرية إلى الحضيض والسخرية بالإنسان والإنسانية التي يتشدق بها، ويغزي الشعوب والأمم الأخري بأسمها، لينهب الثروات ويبيد الشعوب التي لا تروق لذلك القطب الغربي، الذي اعاد حياة الكثير من البشر إلى وضع العصور الغابرة في كل مناحي حياتهم.

*بقلم: اللواء الشيخ مجاهد حيدر