مواطن يبحث عن وطن(79)

.. عذرا فخامة الرئيس..  الأجهزة الأمنية وبلاطجة الشوارع السرق أخوة.. 
قال لي زميلي المواطن العزيز.. هل تابعت لقاء فخامة الرئيس مع نائب وزير الداخلية ومادار بينهما والكم الكبير من المجاملات التي اطلقت في هذا اللقاء .. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. اولا هذا لقاء روتيني من أجل وسائل الإعلام فقط وليس من أجل مناقشة قضايا الناس وهمومهم مثله مثل بقية اللقاءات التي يجريها فخامة الرئيس مع المسئولين وثانيا وهو الاهم ان اللقاء كان يفترض مع وزير الداخلية لكنه خارج نطاق صلاحيات فخامة الرئيس ودولة رئيس الوزراء ومجلس النواب اما مجلس الشورى فهو كالاطرش في الزفة لاناقة له ولاجمل. 
قال لي زميلي المواطن العزيز... كنت اتمنى ان يكون اللقاء هو توبيخ لوزارة الداخلية ووزيرها النائم في العسل على تقصيرهم في مهامهم وواجباتهم تجاه المواطن المسكين لكنه كما قلت يا صديقي الصحفي لقاء اعلامي روتيني ليس إلا والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستظل هذه اللقاءات هكذا ؟ وهل يدري فخامة الرئيس بما يدور ام أنه بعيد عن كل ذلك ؟ وهل يدري فخامة الرئيس أن هناك ظاهرة مسيئة للدولة بل ومشينة تسمى ظاهرة بلاطجة الشوارع حيث يتم التقطع لأصحاب الباصات ووسائل النقل في الشوارع وأخذ مبالغ منهم بالقوة وتحت التهديد دون أي وجه حق ؟ وهل يدري فخامة الرئيس أن كل ذلك يجري تحت نظر الأجهزة الأمنية من النجدة والمرور واقسام الشرطة وكافة التشكيلات الأمنية بل وحمايتها لهؤلاء ؟ وهل يدري فخامة الرئيس أن توجيهاته بعد جباية أموال من أصحاب الباصات وسيارات النقل ذهبت أدراج الرياح وأنها مجرد حبر على ورق؟ وهل يدري فخامة الرئيس أن هذه الظاهرة ستكون أحد أسباب انهيار الدولة والحكومة؟ وهل يدري فخامته أن هذه الظاهرة يمكن أن تتوسع ويصبح كل مواطن مطالب بدفع الجزية لهؤلاء البلاطجة حتى يسمح له بالمرور في الشارع ؟ وهل يدري فخامته أن دولة النظام والقانون وبناء الدولة اليمنية الحديثة  التي يتحدث عنها هو وأركان الدولة والحكومة مجرد كلام للاستهلاك الإعلامي وانها صارت تحت أقدام هؤلاء البلاطجة ؟ . 
.. قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. ظاهرة بلاطجة الشوارع ليست وحدها بل أن هناك ظاهرة أسوأ منها وهي أن الأجهزة الامنية نفسها تقوم بما يقوم به هؤلاء البلاطجة وباسم الدولة فقد تم نشر عشرات الأطقم المسلحة من كافة التشكيلات الأمنية وكلها ليست لحماية المواطن بل لنهبه بحجة حملة أمنية مرورية لضبط الشارع وكل ذلك مجرد لافتة اما الحقيقة فإن هؤلاء الجنود المنتشرين مهمتهم جمع الجبايات من أصحاب السيارات والباصات مثلهم مثل بقية أجهزة الدولة التي تنشر موظفيها بسندات الجباية لنهب المواطنين وكل ذلك دون حياء أو خجل .. وهل تعرف ان الأجهزة الأمنية تتغاضى عن هؤلاء البلاطجة وتغض الطرف عنهم لأنها تحصل على نسبتها منهم وكما يقول المثل الشعبي " السرق اخوة "؟.
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كلام يدمي القلب أن تتحول أجهزة الدولة إلى تعذيب المواطن ونهبه بدلاً من حمايته وانا كنت اتوقع ان هذه الحملة الأمنية التي نزلت هي للقضاء على بلاطجة الشوارع أو عصابات الأراضي أو تثبيت الأمن والاستقرار لكنها للأسف جاءت لتزيد من معاناة الناس وتنهب المواطن وتقاسمت الشوارع مع البلاطجة .. وصدقوني ان هذا الامر مقصود لتشويه صورة الدولة ومؤسساتها واحداث شرخ بين الدولة والمواطن.. ولكن لابد أن نكرر تساؤلاتنا..  أين فخامة الرئيس من كل هذا الذي يحدث ؟ وهل ينفذ هؤلاء توجيهاته ام أنهم يعملون عكسها غير اسفين منه ؟.
قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. اعتقد ان فخامة الرئيس معزول عما يدور في البلد ولا يدري مايحدث من بلاوي سواء من هؤلاء البلاطجة أو من غيرهم وان سيطرته مفقودة تماما على اي من أجهزة الدولة ومسئوليها وان كل تلك التوجيهات التي يوجه بها لا تتجاوز جدران مكتبه وان كل من يلتقي بهم من الوزراء والمسئولين يخرجون من عنده ويعملون عكس مانسمع من توجيهاته في وسائل الإعلام وربما انها شفرة فيما بينهم ..
قال لي زميلي المواطن العزيز.. كارثة بل ام الكوارث أن يتحول المواطن إلى فريسة لكل أجهزة الدولة والحكومة لنهبه وتعذيبه ولم يعد يدري من اين يلقاها.. من رئيس يعيش في برجه العاجي ومعزول عن كل مايدور ورئيس وزراء شاهد ماشفش حاجة يوزع شهاداته الكاذبة على كل الفاشلين والعاجزين والفاسدين من مسئولي الدولة ومجلس نواب يبحث عن خبره في وسائل الإعلام التي لاتقيم له اعتبار ومجلس شورى كالاطرش في الزفة ومسئولين فاشلين عاجزين لايهمهم سوى كم يجبون من المال ولو على حساب المواطن المظلوم. 
قلت له يا زميلي المواطن العزيز.. هذا الكلام لم يعد يجدي لان كل واحد يحصل على نسبته من الغنيمة والمواطن لا يفكر فيه احد .. وهل تعرف ان العيد على الابواب والموظف بدون راتب رغم كل تلك المليارات التي يتم جبايتها وربما يتم التوجيه بصرف نصف راتب صدقة لا تكفي حتى لمصروف يوم واحد فما بالك والعيد يحتاج إلى مصاريف ونفقات كبيرة والمسئول  لايهمه طالما وكل المسئولين ابتداء من فخامة الرئيس ورئيس واعضاء الحكومة ورؤساء المؤسسات والجهات وأعضاء مجلس النواب والشورى يستلمون مرتباتهم واعتماداتهم بالملايين وليس مع المواطن سوى أن يقول كما قال المتنبي.. "عيد بأية حال عدت ياعيد" ولله الأمر من قبل ومن بعد..؟
رسالتنا انا وزميلي المواطن العزيز.. اتقوا الله في هذا المواطن المسكين فلا تبقوا أنتم وبلاطجة الشوارع والأجهزة الأمنية والحكومية ضده .. ونحن سندخل في تحد مع فخامة الرئيس ورئيس حكومته ومجلسي النواب والشورى اذا استطاعوا القضاء على ظاهرة بلاطجة الشوارع فإننا سنصفق لهم وسنقول أنهم فعلا دولة وحكومة مالم فإننا سنسحب اعترافنا وسنتبرأ من هذه الدولة والحكومة التي لم توفر للمواطن ولو حتى واحد في المائة من العيش الكريم المطلوب ..  ولاتجعلوا المواطن يظل يبحث عن وطنه المفقود والمسلوب والمنهوب.