العيد عيد العافية (5)

.. رصيف ودراجات نارية وموت مجاني وأخلاق غائبة ودولة عقيمة ..
عدت إلى البيت وانا في حالة غضب شديد وقد حاول صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز وصديقتنا العصفورة  والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة تهدئتي ومعرفة السبب وراء الغضب وبعد أن هدأت قليلا .. قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء اولا اعتذر منكم.. وثانيا قبل أن أخبركم بما حدث لي اليوم سأبدأ حديثي بالقول انه مكتوب على المواطن اليمني ان يعيش دوماً بين الكد والتعب والإزعاج فلا يكاد يرتاح قليلاً من أي شيء ينغص عليه حياته حتى يعود ذلك الشيء بقوة ليعيدنا إلى المربع الأول ومن  ذلك الدراجات النارية التي تعيث الفساد في شوارع العاصمة صنعاء وشوارع كافة المدن اليمنية بقوة وبدون رادع أو تنظيم أو نظام .
قال لي الأصدقاء الاعزاء .. نحن نعرف هذا الأمر ولكن ما الذي حدث حتى جعلك تغضب بهذا الشكل ؟ قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء .. اليوم بينما كنت في جولة الحباري وبالتحديد في سوق الحصبة كان هناك أكثر من عشر دراجات تقف في وسط الشارع وبالكاد كانت السيارات تستطيع المرور في الشارع المغلق من قبل هذه الدراجات وحين طلب احد السائقين منهم أن يبتعدوا حتى يمر في الشارع كادوا أن يضربوه ولم يكتفوا بذلك بل انهالوا عليه بكافة أنواع الشتائم والألفاظ البذيئة وحين حاول البعض أن يتدخل ليقول لهم أنهم على خطأ لقي نفس الشتائم وأكثر وعندما ذهبنا إلى شرطي المرور لنبلغه بما حدث كان رده صادما للجميع .. الدراجات النارية ليس عملي واختصاصي.. طبعا هذا الأمر يتكرر في كل يوم بل وفي كل لحظة .
قال لي الأصدقاء الاعزاء.. هذا أمر ليس جديد فإذا كان فخامة مدير عام المرور قالها بنفسه وتهرب من مسئولية تنظيم الدراجات النارية فما الذي تتوقعه من هذا الشرطي ومن غيره الأمر الذي الذي أثار استغراب الجميع ويمكن أن تكون عملية تنظيمها تقع تحت مهام ومسئولية المرور في فرنسا أو جزر واق الواق وهذه لعمري من الكوارث الكبرى أكبر من كارثة فوضى الدراجات  النارية ان تتخلى جهة عن مهمتها وتتهرب منها وهذا الأمر لا يجب أن يمر مرور الكرام بل يجب الوقوف عنده ومحاسبة كل من يقصر في عمله أو يتهرب منه ونضعه أمام الجهات العليا ونتمنى أن لاتتهرب من وا جبها كما فعلت إدارة المرور ؟ .
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. قبل أيام كان أحد زملائي الإعلاميين يسير في رصيف سور مبنى القيادة حين جاءته دراجة نارية من الخلف وصدمته وعندما شكا لي ما حدث له ابلغته بأننا نعاني من سير الدراجات النارية على الأرصفة دون أن يجد اصحابها من يردعهم بل أنهم يعتبرون الرصيف حقا لهم وليس للمواطن وانا شخصيا تعرضت لحادث مروري بدرجة نارية كما كدت اتعرض أكثر من مرة لحوادث بدراجات نارية وانا في الرصيف كما تعرضت لثلاث محاولات سرقة هاتفي عبر دراجات نارية ولست انا فقط ولكن كثير من الناس تعرضوا لذلك .. 
قال لي الأصدقاء الاعزاء.. الدراجات النارية في بلدان العالم لها استخداماتها وفوائدها ووفقا لضوابط وقوانين صارمة لكنها في اليمن اصبحت كابوس مزعج للجميع لسائقيها وراكبيها والمواطنين مستخدمي الطريق كما انها تستخدم في ارتكاب مختلف الجرائم بدء من سرقة الهواتف الى جرائم القتل وتشكيل عصابات وغيرها والمصيبة انها لاتلتزم بأي قانون او ضوابط من أي نوع كان وشرطة المرور تضع اذن من طين واخرى من عجين وتتهرب من مسئولياتها ولو ان دكتور الجباية كلف نفسه بالنزول إلى الشوارع ليتعرف على كل تلك الفوضى المرورية  التي تتم تحت ادارته لكان قدم استقالته فورا اذا كان يحترم نفسه لكنه بالتاكيد لا يحترم نفسه ولا يعبأ بحياة الناس لانه جاء لتنفيذ مهمة جباية الأموال فقط لا غير وليذهب الشعب إلى الجحيم ومما لاشك فيه كما قلنا سابقا ان من جاء بهذا الشخص من إحدى المؤسسات الفاشلة كان الهدف هو إفشال المرور عن طريق هذا الدكتور لانه غير جدير بتحمل المسؤلية وكل همه هو الجباية والجباية فقط اما حياة الناس لا قيمة لها عنده.
قلت لهم يا اصدقائي الاعزاء.. صارت القضية المرورية خبط عشواء ومزاجية وليست مبنية على أسس علمية وتحتاج إلى معالجة وفق رؤية متكاملة اما ما يجري حاليا فإنه يزيد الأمر تعقيدا وسوداوية والخطوة الأهم تبدا من حسن اختيار من يدير هذا الجهاز وفق معايير الكفاءة المهنية والخبرة والقدرة والتجربة والاخلاق وليس اختيار عشوائي لشخص بعيد كل البعد عن كل ذلك وكل مهمته هي الجباية والكذب على الدولة والناس بتقارير وهمية الغرض منها الحصول على مكاسب ولو على حساب حياة المواطنين وممتلكاتهم وسيكون لنا حديث مفصل عن هذا الدكتور في حلقة قادمة بعنوان .. الكذب تجارة رائجة والمدير الكذاب انموذجا.. كما سنتحدث عن الموت المجاني الذي يحصد ارواح عشرات الالاف سنويا جراء الحوادث المرورية في بلادنا.. لكننا الان لابد أن نوصل رسالتنا إلى من يهمه الأمر عن كوارث الدراجات النارية وبلاويها وسوء أخلاق سائقيها. 
قال صديقي الراوي وزميلي المواطن العزيز  وصديقتنا العصفورة والأصدقاء الصغار عبد الله وأمة الله وعلي وفاطمة ..  لو أننا نظرنا بإمعان إلى حوادث الدراجات النارية وما تخلفه من كوارث وحوادث تودي بحياة المئات وتصيب الآلاف شهرياًُ وترسل العشرات إلى صندوق رعاية وتأهيل المعاقين وتسبب خسائر بملايين الريالات  لأدركنا تماماً فداحة المشكلة التي ستصبح يوماً كارثة يصعب التغلب عليها وشرطة المرور بفخامة مديرها كان الأمر لايعنيهم إطلاقا وهذا الوضع ليس منطقيا ولايجب السكوت عليه من الدولة والحكومة لو كانت يهمها مصلحة مواطنيها وارواحهم وممتلكاتهم وان تعمل بشكل علمي ودقيق من خلال دراسة من الواقع تبحث في الأسباب وتعالج القضية من جذورها ويتم تحديد المسئوليات وأن نبني عليها رؤية حقيقية للحد من هذه الفوضى المرورية والخسائر التي تسببها في الأرواح والممتلكات والأهم كما قلنا ان لا يكون هذا المدير الكذاب موجودا لأنه اهم سبب في هذه الكوارث.. فهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو ويبقى الناس يموتون مجانا بسبب دراجات نارية غير منضبطة وجهاز مرور مريض وفاشل ووزير داخلية نائم في العسل ورئيس حكومة شاهد ماشفش حاجة ودولة عقيمة؟.