هويتنا يمنية أولاً

 هذه الأيام يجب أن يبدو اليمني يمنياً أكثر من أي شيئ آخر 
بكل الذي هو عليه من إيماءات الكريم المتضرر ، ابن ناس عالق في صخب مع قطيع من السوقيين . 
هذه المرحلة يجدر بالعالم أن يجد في خطواتك قلق رعوي ينتظر المطر ، وفي التفاتتك توتر شيخ تطاول عليه سفيه ، وفي عينيك زرع وحيود ملبدة بالريح   
يمني يحاول اللحاق بآخر موعد تسجيل في جامعة ، ابن مغترب يتلقى حوالة من أبيه المحاصر في وعي سعودي يستكثر عليه دكاناً صغيراً بباب شريف ، مثقف غاضب في القاهرة يكره مارم ويحب قرية مارم ، شاعر ممتعض من الفتوى وليس من الله ، ابن فلاح يود لو ان مشايخ اليمن يحتفظون بقبلاتهم الأخيرة لجدران بلد قد يمنحهم الغفران وليس لأكتاف مشايخ النفط مقابل حفنة من الريالات . 
يمني مستاء لكنه لم يفقد رجائه في بلده وأهله 
يمني 
هويته يمنية لا يستبدلها بتعريف منتزع من أي كتاب كان بشرياً أو مقدساً ، ولا تحمله ارتجالات المتحدثين باسم الله لخوض مواجهة مع الله 
يمني يشبه أباه وفيه مسحة من حلمه بمستقبل أفضل .
يمني فقد تذكرة العودة لكنه لم يفقد ملامح الطريق ، يمني فقد الصورة المتخيلة لبلاده لكنه لم يفقد ملامحه ، يمني ليس عليه ارتداء الشال والجنبية في شوارع النفط لكنه لا يرتدي العقال ، يمني تورط في العقال وتوجب أن يخلعه ، يمني عليه - وقد اكتشف الفخ الذي اجتذبه اليه الخليج-أن  يجد الطريق إلى صنعاء وليس إلى اسطنبول ، يمني فحسب ، جذره وجده ووصيته البيت والطريق إلى البيت أحيانا أكثر دفئا من البيت كما يقول درويش .
لاترتدي قبعة أحد ولا تتحدث لكنة لا تشبه غمغمة الدهاليز في مساءات البيت الكبير.
يمني أكثر من أي وقت مضى ، يمني أنهكته المنافي وخمشته " أسنة القربى" لكنه لم يفقد ملامحه.
هناك ما يحدث لنا ويجعلنا غرباء عن انفسنا أكثر 
في هذه المرحلة العصيبة لا تجريب 
يفترض بنا التماسك والبقاء كما نحن ، يمنيين مسلمين حازقين ملتزمين بالعرف والسالف والعادات والتقاليد جزء من الوطنية الآن .
قال بوتين . قالها رغم كل اخطائه وفداحة نزعته القيصرية : دافعوا عن بلادكم وظلوا كما انتم في موجة الانمساخ العالمي ، يجب ان تظل لعائلة ، يجب ان تظل الام اما والاخت اختا والرجل رجلا والمراة امرأة . 
هي منظومة متكاملة ، نقوم الآن بعملية تجريب واستبعاد وإحلال ونحن في حالة سيولة كهذه ، هذا خطر للغاية 
وقد يمتعض اشخاص من هكذا كتابة والتزام ، لا يهم .
في حالتنا هذه يجدر بنا الاحتفاظ بعناصر الشخصية اليمنية الأساسية كما هي وبالثوابت ، ومهمتنا الآن حفظ الذات وليس التجريب واختبار انماط تحديث ، الآن أعني وكلامي واضح
كل يوم يتم الإفصاح عن شخصية لا تشبهنا .
هويتنا يمنية أولا وعقيدتنا الإسلام ونظامنا جمهوري والخارطة كما هي محددة ومتداولة في المحافل الدولية ، 
يمنيين أقحاح ، أهل عرف وسالف ...