لقاء الوزيران بن مبارك والمقداد: خطوة نحو ترسيخ العلاقات اليمنية السورية!
الرأي الثالث
التقى وزير الخارجية في الجمهورية اليمنية، أحمد عوض بن مبارك، أمس الأربعاء، وزير خارجية الجمهورية العربية السورية، الدكتور فيصل المقداد، على هامش اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري، المنعقد في القاهرة، في أول لقاء من نوعه لوزيري خارجية البلدين، منذ عام 2011م.
وبحث الوزيران، بن مبارك والمقداد، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ"، العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيزها، ومستجدات الأوضاع في المنطقة.
وكان اليمن من ضمن الدول التي لم تقطع العلاقات الدبلوماسية، مع الحكومة السورية، وظلت السفارة اليمنية في دمشق مفتوحة، وتمارس نشاطها وأعمالها إلى جانب عدد من السفارات العربية والإقليمية والدولية منذ اندلاع الأزمة السورية عام 2011م، وحتي اليوم.
العلاقة الأخوية، والنعاون الثنائي، والعلاقات الدبلوماسية مع سورية ظلت قائمة، لكن اليمن ومع بداية الأزمة السورية، وحجم التهويل الإعلامي الكبير، والحرب الكونية على سوريا، خُفضت تمثيلها الديلوماسي إلى قائم بالأعمال، بالمقابل فإن سوريا حافضت على علاقاتها الدبلوماسية مع اليمن، حتي مقتل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، واستدعت القائم بالاعمال السوري من صنعاء وأغلقت سفارتها في نهاية عام 2017م.
ومع بداية الحرب والصراع في اليمن، أتجهت ألأطراف اليمنية لترتيب أوراق صراعها، فاستغلت جماعة الحوثي تشتت السلطة اليمنية، وقامت بتعيين القيادي في حزب البعث العربي الإشتراكي - فرع اليمن - الأستاذ نايف أحمد القانص، سفيراً لها بدمشق، وكان من أبرز القيادات البعثية الموالية للجماعة، وشغل منصب نائب رئيس اللجنة الثورية العليا.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2020، أعلنت جماعة الحوثي تعيين الإعلامي عبد الله علي صبري سفيراً لها في دمشق خلفاً للقانص. وكان صبري رئيساً لاتحاد الإعلاميين اليمنيين، وهو تجمّع إعلامي موالٍ للحوثيين في صنعاء، وهو أيضاً قيادي في حزب اتحاد القوى الشعبية اليمنية.
وكانت الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً قد أعلنت حينها بدء ملاحقة 3 قيادات من جماعة الحوثي تتهمهم بـ"انتحال صفات دبلوماسية في إيران وسورية". والثلاثة هم إبراهيم الديلمي (سفير الحوثيين لدى إيران)، ونايف القانص، وعبد الله علي صبري.
وقالت الخارجية اليمنية في بيان في ذاك الوقت: "إن السلطة القضائية شرعت في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإصدار مذكرات اعتقال قهرية ضد الثلاثة المذكورين عبر الإنتربول (الشرطة الدولية)".
وأوضحت الخارجية اليمنية أنّ الثلاثة المذكورين "ينتحلون صفات يمنية رسمية بمسميات دبلوماسية"، مشيرة إلى تعميم بياناتهم لجميع بعثات اليمن الدبلوماسية، والبعثات المعتمدة لدى اليمن، وإبلاغ الدول بعدم التعامل معهم أو تسهيل تنقلاتهم، وتسليمهم متى وجدوا على أراضيها إلى الجمهورية اليمنية.
ومثل لقاء الوزيران، بن مبارك والمقداد، خطوة مهمة نحو التكامل، ونبذ الفرقة، ولم الشمل العربي.
مراقبون ومحللون، قالو إن لقاء بن مبارك والمقداد وفي هذه المرحلة يأتي ضمن التوجه العربي لاستعادة دور سورية ومكانتها المؤثرة في الجامعة العربية، خصوصاً أنّ أغلبية الدول العربية أعلنت استئناف علاقتها مع الدولة السورية، مشيرين إلى أن اليمن يتوجه للإعلان رسمياً عن استعادة العلاقات بشكل كامل مع سوريا.
المراقبون أكدو أن اليمن وسورية "سيستفيدان من إعادة العلاقات الثنائية المتكاملة بينهما، إذ إن اليمن سيجعل الحوثيين يخسرون إحدى دولتين للجماعة سفير فيها، على الرغم من أن سورية لم تعتمد أوراق أي سفير معين من الجماعة، طيلة الفترة الماضية، وتركت أمر السفارة لليمنيين، معتبره أمر السفارة شأن داخلي يمني، كما أن سورية ستنفتح أكثر على طريق استعادة علاقتها الدبلوماسية مع المحيط العربي، وستدخل في مرحلة جديدة من العلاقات، عقب استعادة مقعدها في الجامعة العربية".
ويري المحللون إن لقاء الوزيران، بن مبارك والمقداد "من أفضل اللقاءات الدبلوماسية، نحو التطلع للتعاون والتكامل العربي"، إذ إن سوريا تمثل القلب النابض للعرب، وبالتالي ساتساعد بمكانتها وتأثيرها وخبرتها الدبلوماسية على حل الأزمة اليمنية لماتتمتع به من حضور وقبول لدي كافة أطراف الصراع اليمنيين.
مشيرين إلى أن اختبار نجاح هذا اللقاء سيظهر في القترة القادمة، من خلال ردات فعل الحوثيين على ما سيترتب عليه، خصوصاً في ما يتعلق بموضوع السفارة اليمنية في دمشق.
قسم التحرير والمتابعة