بعد زيارة وفد الحوثي ...أبرز النقاط التي تتم مناقشتها خلال مفاوضات الرياض

كشفت مصادر مطلعة عن ثلاث نقاط فقط يجري مناقشتها خلال مفاوضات الجارية بين جماعة الحوثيين والسعودية في الرياض.

ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مصدرين، أن مبعوثين من الحوثيين وسلطنة عمان سافروا إلى السعودية مساء الخميس، لمحاولة التفاوض على وقف دائم لإطلاق النار مع المسؤولين هناك وإنهاء الحرب في اليمن.

وأوضحت المصادر، أن المحادثات بين السعودية والحوثيين تركز على إعادة الفتح الكامل للموانئ التي تخضع لسيطرة الحركة، ولمطار صنعاء، ودفع أجور موظفي القطاع العام من عائدات النفط، وجهود إعادة الإعمار، ووضع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية من اليمن.

فيما أفاد مسؤول يمني مطّلع، على فحوى المحادثات بين الحوثيين والسعودية، أنّ الغاية من الزيارة "عقد جولة مفاوضات مع السعودية والتوصّل لاتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الانساني والاقتصادي".

كما أفادت مصادر سياسية في صنعاء، بأنه من المتوقع كذلك أن يناقش الحوثيون مع المسؤولين السعوديين "الصيغة النهائية" لوقف شامل ودائم لإطلاق النار، على أن يباشر اطراف النزاع بعد ذلك التفاوض مباشرة للتوصل إلى حل سياسي، برعاية الأمم المتحدة، وبدعم من عُمان.

من جانبه، قال وزير الخارجية اليمني الأسبق الدكتور أبو بكر القربي،  في تغريدة على منصة "إكس" (تويتر سابقا)  تشير مصادر قريبه من المملكة والحوثيين، ان إتفاقية طهران الجنوب التي تمت برعاية المملكة في 4 ابريل 2016م، بين طرفي الصراع اليمنيةً، تناولت ترتيبات عسكرية، لم تشمل إنهاء الصراع، ستكون هذه الاتفاقية أساس المفاوضات الحالية، ومع تواجد المبعوث الأممي قريبًا منها، كتهيئة  لمفاوضات الحل الشامل

وهذه أول زيارة علنية لوفد من الحوثيين إلى المملكة منذ اندلاع الصراع والحرب قبل 9 سنوات، على أمل "تجاوز التحديات" خلال محادثات مع مسؤولين سعوديين برعاية عُمانية، تتعلق بإنهاء حرب اليمن

وتأتي هذه الزيارة بعد حوالى خمسة أشهر على زيارة قام بها وفد سعودي إلى صنعاء للبحث في عملية السلام.

من جانبه، قال محمد عبد السلام، رئيس وفد الحوثيين، إن السلام هو الخيار الأول الذي يجري العمل عليه، معبّراً عن أمله أن تُتوَّج نقاشات الرياض بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، وبما يحقق السلام والاستقرار في اليمن ودول الجوار والمنطقة.

وأكد، في تصريحات، لـ«الشرق الأوسط»، أن زيارة الوفد إلى العاصمة السعودية الرياض تأتي في سياق النقاشات السابقة التي جرت مع الوفد السعودي، في فترات سابقة، في مسقط وصنعاء، وحالياً في الرياض».

وتابع عبد السلام قائلاً «نأمل أن تُتوَّج هذه المفاوضات بتقدم ملموس في كل الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية، ومعالجة آثار الحرب، وبما يحقق السلام والاستقرار في عموم اليمن ودول الجوار والمنطقة».

وفي ردّه على سؤال عما إذا كان متفائلاً بنتائج هذه المفاوضات، أجاب عبد السلام بقوله «نتفاءل دائماً بالخير، والسلام مطلب أساسي لنا وخيارنا الأول الذي نعمل عليه».

بدورها، رحّبت الحكومة اليمنية، في بيان (الجمعة)، بالجهود العُمانية والسعودية، والمساعي الأممية الرامية إلى إحلال السلام في اليمن، وذلك غداة وصول وفد حوثي رفقة وفد عماني إلى السعودية استجابة لدعوة الأخيرة من أجل استكمال النقاشات.

وذكرت الحكومة اليمنية، في بيانها، أنها ترحب بجهود السعودية وعُمان، والمساعي الأممية والدولية، الهادفة «لدفع الميليشيات الحوثية نحو التعاطي الجاد مع دعوات السلام، وتخفيف المعاناة الإنسانية عن اليمنيين».

وأكدت الحكومة اليمنية استمرار نهجها المنفتح على جميع المبادرات الرامية إلى إحلال السلام العادل والشامل، وفقاً للمرجعيات الثلاث، والأمن والاستقرار والتنمية في اليمن.

وكان بيان سعودي أفاد بتوجيه الدعوة إلى وفد من الحوثيين لزيارة المملكة؛ لاستكمال النقاشات واللقاءات. 

وقال إن ذلك يأتي «امتداداً للمبادرة السعودية التي أُعلنت في مارس (آذار) 2021، واستكمالاً للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليمن محمد آل جابر، وبمشاركة من الأشقاء في سلطنة عُمان، في صنعاء خلال الفترة من 17 إلى 22 رمضان 1444هـ، الموافق 8 إلى 13 أبريل (نيسان) 2023».

وأوضح البيان، أن هذه الخطوة جاءت «استمراراً لجهود المملكة العربية السعودية وسلطنة عُمان للتوصل لوقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، والتوصل لحل سياسي مستدام ومقبول من الأطراف اليمنية كافة».

من ناحيته، رحّب مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، اليوم الجمعة، بزيارة أول وفد رسمي من جماعة الحوثي للسعودية.

 وقال سوليفان، في بيان، للبيت الأبيض: «نُشيد بقيادة السعودية لهذه المبادرة الحالية، ونشكر سلطنة عُمان على دورها المهم»، مشيراً إلى أن زيارة الوفد الحوثي تأتي بعد ما يَقرب من 18 شهراً متتالياً من الهدوء الذي بدأ بعد دخول هدنة، بوساطة «الأمم المتحدة»، حيز التنفيذ، لأول مرة في 2 أبريل 2022.

ونقلت «وكالة رويترز» عن بيان البيت الأبيض دعوة واشنطن «إلى ترسيخ وتوسيع الهدنة التي جلبت قدراً من السلام للشعب اليمني، ووضع حد لهذه الحرب في نهاية المطاف».

وفي السياق أكدت فرنسا، على أن المفاوضات بين أطراف الصراع برعاية الأمم المتحدة، هي السبيل الوحيد للتوصل لحل يُنهي الحرب والصراع في اليمن مشددة على أنه لا يمكن لفصيل ما فرض إرادته بالقوة على شعب بالكامل.

وأعرب السفير الفرنسي لدى اليمن، جان ماري صفا في بيان بمناسبة انتهاء فترة عمله أن فرنسا تدعم الشعب اليمني في المحنة التي يمر بها، وتؤكد أن المفاوضات هي السبيل الوحيد الذي يمكن أن يؤدي إلى حل سياسي يصب في مصلحة جميع اليمنيين.

وشدد البيان على ضرورة تغليب مصلحة الشعب فوق كل اعتبار وأنه "لا يستطيع أي فصيل أن يفرض إرادته بالقوة على شعبٍ بأكمله".

وأضاف :"من حق اليمنيين أن يعيشوا بسلام في دولة تخدم جميع المواطنين، متساوين في الحقوق، بعيدًا عن المصالح الشخصية أو الأيديولوجيات المتطرفة".

قسم التحرير والمتابعة