مفاوضات الرياض خطوة مهمة تجاه تحقيق السلام في اليمن

يجري وفد من جماعة الحوثي مفاوضات في العاصمة السعودية الرياض، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ اندلاع الحرب في اليمن.

 واكتسبت مبادرات السلام قوة دافعة منذ اتفاق السعودية وإيران على استئناف العلاقات في اتفاق أبرم بوساطة صينية.

وسيكون التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم في اليمن إنجازا مهما في تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.

وهذه الزيارة هي أول زيارة رسمية يقوم بها مسؤولون حوثيون للسعودية منذ اندلاع الحرب والصراع في اليمن في 2014، بعدما أطاحت جماعة الحوثي بالحكومة اليمنية وأبعدتها من العاصمة صنعاء.

وذكرت وزارة الخارجية السعودية في بيان أنّ الدعوة تأتي في سياق استمرار جهود المملكة وسلطنة عمان للتوصل إلى وقف إطلاق نار دائم وشامل في اليمن، وبلورة حل سياسي مستدام ومقبول من كافة الأطراف، وامتدادًا للمبادرة السعودية واستكمالًا للقاءات والنقاشات التي أجراها الفريق السعودي في صنعاء بمشاركة الوفد العماني في أبريل/ نيسان الماضي.

 من جهته، قال رئيس وفد الحوثيين التفاوضي محمد عبد السلام إنّ الملف الإنساني سيكون على رأس أولويات المحادثات التي ستتناول القضايا المتعلّقة بصرف رواتب الموظفين وفتح المطار والمواني والإفراج عن الأسرى والمعتقلين.

وأضاف أنّ من القضايا التي يعمل عليها حاليًا خروج القوات الأجنبية من اليمن وإعادة الإعمار وصولًا إلى الحل السياسي الشامل.

 وتقاطعت تصريحات عبد السلام مع تصريحات مسؤول في الحكومة اليمنية قال فيها إنّ المفاوضات ستُركّز على التوصّل إلى اتفاق نهائي بشأن تفاصيل الملفين الاقتصادي والإنساني.

وأشاد الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، بجهود سلطنة عُمان والسعودية لإيجاد حل سلمي وشامل للأزمة اليمنية.

وأكد أن جولة المحادثات مع الوفد الحوثي، التي تستضيفها المملكة العربية السعودية في مدينة الرياض، هي خطوة من الخطوات المهمة المبذولة من قبل المملكة تجاه تحقيق السلام في اليمن.

متمنياً لجولة المفاوضات النجاح والخروج بنتائج إيجابية تساعد في وضع حل دائم وشامل للأزمة اليمنية، لتنعم اليمن وشعبها بالاستقرار والأمان والتنمية والازدهار.

بدورهم، قال سياسيون: إنّ هناك عوامل عدة ناضجة من شأنها إنجاح محادثات الرياض ووضع اللبنة الأولى على طريق الحل السياسي، أبرزها النتائج الإيجابية للمحادثات التي جرت في صنعاء قبل 5 أشهر بين وفد سعودي والحوثيين، فضلًا عن الهدنة وما تبعها من وقف لإطلاق النار وحلحلة لبعض القضايا الاقتصادية والإنسانية بينها تبادل الأسرى؛ وهو ما من شأنه تيسير التفاوض على صيغة نهائية لوقف شامل ودائم لإطلاق النار قبل الانخراط في مفاوضات سياسية برعاية دولية.

ويري مراقبون، "إنّ هذه الزيارة هي فرصة كبيرة ومؤشر على أنّ جميع الأطراف تأمل بإيجاد حل سلمي ومراعاة الملفين الإنساني والاقتصادي للوصول إلى طاولة المفاوضات.. إلا أنّ الوفد الحوثي متشبّث برأيه وهو ما يشكّل عقبة ومعضلة كبيرة أمام إنجاح المفاوضات".

مشيرين أنّ هناك تحديات كبيرة أمام الطرفين، ما يستوجب التنازل من الوفدين للمضي قدمًا وتحديدًا في الملفين الإنساني والاقتصادي.

من جانبه، كشف خبير عسكري سعودي، عن أكبر مشكلة تواجهها اليمن عقب التسوية القادمة، مؤكدًا وجود تخوفات من كافة الأطراف، ورفض لتسليم السلاح.

وقال الخبير السعودي المهتم بالشأن اليمني، أحمد الفيفي، إن "الكل خايف من الكل!! كل مكون في اليمن يخاف من بقية المكونات الأخرى".

وأوضح الفيفي عبر منصة "إكس" أنه لن يسلم مكون سلاحه الثقيل للدولة المركزية إلا بضمانات إقليمية ودولية وبالتزامن مع بقية الأطراف".

وأشار إلى أن "شعب اليمن شعب مسلح، بل أصبحت بعض القبائل لديها أسلحة ثقيلة".. لافتًا إلى أنه "حتى لا يتحول اليمن إلى رواندا ..بداية التسعينات الماضية، ففي حوالي ثلاثة أشهر قتل ما يقارب المليون 85% منهم من قبيلة واحدة، (التوستي)".

وأكد الخبير العسكري أن أكبر مشكلة قد تواجه أي تسوية في اليمن تتمثل في "استيعاب المقاتلين في جيش واحد، ودفع رواتب لمن سيسرحوا من الجماعات المسلحة، ورواتب أسر القتلى من جميع الأطراف .. فأسرهم من غير المعقول أن يبقوا بدون مرتبات تسد الحاجة، وهيكلة الوحدات بما في ذلك التقنين من الرتب الكبيرة".

وحذر من عودة "الحزبين الرئيسيين (المؤتمر والإصلاح) للنهوض مجددا بنفس طقومهم السابقة التي تناكفت حتى فقدت كل شيء" .. لأن ذلك "يعني أن المشاكل ستتفاقم أكثر وأكثر"، حسب تعبيره.

بدوره، أكد الدكتور موسى علاية العفري أن نجاح المفاوضات في السعودية وتحقيق السلام في اليمن، فرصة ضئيلة نظراً لغياب الجدية.

وأشار الدكتور موسى علاية العفري أستاذ التنمية وبناء السلام ودراسة الصراعات، إلى أنّ فرصة ضئيلة جدًا في تحقيق السلام نظرًا لغياب الجدية لدى أي من الأطراف بذلك.

وقال العفري، "إنّه بوجود دولة داخل ميليشيا من الصعب وجود بصيص أمل بتحقيق سلام شامل".

وأضاف "أنّ الحوثيين يستمدّون شرعيتهم من الحرب، وبالتالي لا يُمكن فصل الملفين الإنساني والاقتصادي عن الملف السياسي والأمني والعسكري".

وأدي النزاع في اليمن بحياة مئات الآلاف وخلف 80 بالمئة من سكان اليمن يعتمدون على المساعدات الإنسانية.

قسم التحرير والمتابعه