استهداف مدمرة وثلاث سفن حربية أمريكية في خليج عدن

 أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الأحد، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي في البحر العربي وخليج عدن.
 
وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين -في بيان على منصة إكس- أن ما سماها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية نفذت العملية العسكرية النوعية المشتركة التي استهدفت مدمرة أمريكية وثلاث سفن إمداد تابعة للجيش الأمريكي هي "سفينة Stena impeccable، وسفينة Maersk Saratoga، وسفينة Liberty Grace".
 
وأفاد أن العملية نفذت بستة عشر صاروخاً بالستياً ومجنحاً وطائرةً مسيرةً، وكانت الإصابات دقيقة ومباشرة بفضل الله.
 
وأكد أن الجماعة ستواصل تنفيذ عملياتها العسكرية بوتيرة متصاعدة في منطقة العمليات البحرية المعلن عنها ضد العدو الإسرائيلي والأمريكي، وأنَّها لن تتوقف إلا بوقف العدوان ورفع الحصار عن قطاع غزة.
 
وفي وقت سابق اليوم أعلنت هيئة التجارة البحرية البريطانية، عن حادث بحري وقع جنوب مدينة عدن.
 
وقالت الهيئة في بيان مقتضب نشرته عبر منصة (إكس) إنها تلقت تقريرا يفيد بحادث وقع على بعد 80 ميلا جنوب عدن.

مجلة بريطانية تسلط الضوء على قوارب الحوثيين المسيرة والعبوات الناسفة التي تهاجم بها السفن بالبحر الأحمر

وفي السياق سلطت مجلة بريطانية الضوء على نوعية العبوات الناسفة المائية والقوارب المسيرة المفخخة التي تستخدمها جماعة الحوثي لهجمات سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
 
وقالت مجلة " Counter-IED Report" المهتمة بأحدث التطورات عن مكافحة العبوات الناسفة والتهديدات التي تشكله الأسلحة المتفجرة، في تقرير للكاتب مايكل كارداش، إنه في 12 من يونيو 2024، تعرضت ناقلة البضائع السائبة "توتور" المملوكة لليونان والتي ترفع علم ليبيريا لهجوم في البحر الأحمر بواسطة عبوتين ناسفتين محمولتين على متن سفينة سطحية غير مأهولة، مما أجبر الطاقم على مغادرة السفينة بعد أيام قليلة وأدى إلى غرقها. وأعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم بعد أسبوع من تنفيذه.
 
وقال كارداش وهو محلل أول في مجال العبوات الناسفة، ومؤلف تقارير المعلومات الاستخباراتية الفنية والتكتيكية المتعلقة بالعبوات الناسفة، "على الرغم من ورود تقارير سابقة عن هجمات باستخدام طائرات بدون طيار إلا أن هذا يبدو أول هجوم موثق باستخدام أدوات عبوة ناسفة مائية ضد سفينة في البحر الأحمر منذ أكتوبر 2023، بداية حرب طوفان الأقصى/السيوف الحديدية في قطاع غزة بين دولة إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية بقيادة حماس.
 
وفقًا لتقارير، وقع الهجوم على بعد حوالي 66 ميلًا بحريًا جنوب غرب مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، بالقرب من الساحل الأفريقي للبحر الأحمر.
 
كانت سفينة "توتور" قد أكملت زيارة ميناء في روسيا وكانت متجهة إلى مصر عندما تعرضت للضربة في مؤخرتها بواسطة "زورق صغير أبيض اللون" يقدر طوله من 5 إلى 7 أمتار، يحتوي دميتين على متنه. حيث تسبب التأثير والانفجار الناتج عن ذلك في حدوث فيضانات شديدة وأضرار في غرفة المحرك، مما ترك السفينة غير قادرة على المناورة.
 
تبنى الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم في نفس يوم وقوعه، مشيرين إلى أن "السفينة" استُهدفت باستخدام عبوات ناسفة على مركب سطحي غير مأهول بالإضافة إلى "عدة طائرات بدون طيار وصواريخ باليستية".
 
وفي بيان آخر أُصدِرَ في 15 يونيو 2024، صرح فيه الناطق العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أن "توتور" "من المتوقع أن تغرق في الساعات المقبلة" وذكر أن الهجوم كان جزءًا من إجراءات التصعيد لدعم الفلسطينيين في غزة جراء معركة  "طوفان الأقصى".
 
وفي 19 يونيو 2024، أصدر الحوثيون مقطع فيديو قصير يوثق الهجوم على "توتور"، والذي يُزعم أنه تضمن استخدام عبوات ناسفة على متن قاربين سطحيين غير مأهولين وما يبدو أنه صواريخ إضافية.
 
وفي عطلة نهاية الأسبوع التالية، بين 14 و 15 يونيو 2024، غادر الطاقم السفينة وتم نقلهم جواً بواسطة مجموعة حاملة الطائرات يو إس إس دوايت دي أيزنهاور.

 

ووفقًا لبيان صادر عن مستشار الاتصالات في الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، قُتل أحد أفراد الطاقم الفلبينيين في الهجوم وأُصيب بحار سريلانكي بجروح خطيرة.كما تم أيضاً التخلي عن السفينة وغُرقت في النهاية في البحر الأحمر.


 
التقييم
 
ابتداءً من المراحل الأولى لمعركة "طوفان الأقصى/السيوف الحديدية" التي بدأت في قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، بهجوم مفاجئ واسع النطاق ضد إسرائيل بقيادة حماس، ارتبطت حركة أنصار الله اليمنية بالقتال في عدة مراحل من التصعيد "تضامنا ودعماً للشعب الفلسطيني المظلوم".
 
ووفقًا للمحللين والمراقبين، خلال النصف الأول من عام 2024، نفذت حركة أنصار الله 57 هجوماً ضد السفن، وبلغ إجمالي الهجمات 79 هجوماً منذ نوفمبر 2023 . ومع ذلك، أشارت إحصائيات أخرى إلى أرقام أعلى، والتي من المحتمل أن تشمل الهجمات غير المؤكدة أو غير الرسمية، وكذلك الهجمات التي استهدفت السفينة ذاتها أكثر من مرة.
 
إن استخدام الحوثيين لعبوات ناسفة على مراكب سطحية غير مأهولة ليس جديدًا وقد تم توثيقه سابقاً منذ عام 2017، أولاً لاستهداف السفن الحربية التابعة للتحالف الذي تقوده السعودية، كما في الهجوم على الفرقاطة السعودية المدينة في يناير 2017، ومحاولة الهجوم على المدمرة البريطانية اتش ام اس دنكان في يوليو 2019، ثم ضد ناقلات النفط في عام 2020.
 
خلال هذه الفترة، وثق استخدام الحوثيين لثلاثة أنواع من العبوات الناسفة على مراكب سطحية غير مأهولة :
 
(قارب دورية معدّل للاستخدام): وهي قوارب دورية تم تعديلها لتحمل المتفجرات وتوجيهها عن بعد لتنفيذ هجمات انتحارية.
 
(بلوفش مخصصة): وهي قوارب مصممة خصيصًا لتكون قوارب سطحية غير مأهولة وتحمل عبوات ناسفة وتتميز بقدرات هجومية عالية.
 
قوارب صيد متنكرة: وهي قوارب صيد تم تعديلها لتبدو وكأنها قوارب صيد عادية، ولكنها تحمل متفجرات وتستخدم لتنفيذ هجمات مفاجئة.
 
وكما ورد سابقاً ، فإن النموذج الثالث الموثق في الماضي هو قارب صيد (قارب صغير)، يستخدم بشكل أساسي لغرض التمويه، ويحتوي على حمولة متفجرة وثقت سابقًا على أنها صندوق يحتوي على متفجرات، وفي وقت لاحق، كبرميل معدني يحمل رأس حربي متفجر .
 
وبحسب تقديرنا، تم استخدام هذا النوع من القوارب في الهجوم على ناقلة النفط السعودية "جلاديولس" في مارس 2020، وكذلك ضد سفينة الشحن ام في "توتور" في يونيو 2024.
 
وفي 18 يناير 2024، تمكن مشروع مسام - وهو مشروع سعودي إنساني لإزالة الألغام الأرضية في اليمن من انتشال مركبة سطحية مفخخة كانت تستخدمها جماعة الحوثي سابقًا لاستهداف سفن الشحن الدولية في البحر الأحمر.
 
تتكون العبوة الناسفة من قارب خشبي أزرق أساسي يشبه العديد من قوارب الصيد المدنية التي تبحر على طول ساحل البحر الأحمر كل يوم، والذي تم العثور عليه غير مأهول ويطفو بالقرب من قرية باب المندب الساحلية، جنوب غرب منطقة مراد،حيث جره الصيادون إلى الشاطئ.
 
تم تركه دون أن يمسه أحد لمدة شهر بين قوارب الصيد الأخرى. مع عدم وجود أحد يدعي ملكية القارب، قرر القرويون المحليون فحص السفينة ولاحظوا أسلاكًا بارزة من ثقب في هيكل القارب،وأبلغوا عنها لاحقًا إلى مشروع مسام.
 
بعد التحقيق في القارب، اكتشف خبراء إزالة المتفجرات أن الأسلاك تؤدي إلى حمولة كبيرة من المتفجرات مخبأة في حاوية تحت سطح القارب في الهيكل. وتتألف من 25 كجم من متفجرات السي فور  و 50 كجم على الأقل من مادة التي ان تي المتفجرة، بالإضافة إلى 20-25 لترًا من البنزين في حاويات.
 
وفقًا لخبراء إزالة المتفجرات في مشروع مسام، فإن الرأس الحربي كان بتكوين EFP، وتم التعرف عليه على أنه عبوة ناسفة حوثية.
 
وقد تم تقدير أن القارب السطحي غير المأهول قد أرسل من مدينة الحديدة الساحلية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وتم التحكم فيها عن بعد للإبحار على طول الساحل باتجاه باب المندب.
 
في 21 سبتمبر 2022، كشف الحوثيون، لأول مرة، خلال عرض عسكري في صنعاء عن ثلاثة أنواع من القوارب السطحية المفخخة والغير مأهولة والتي أطلقوا عليها اسم "طوفان".
 
تحتوي جميع النماذج الثلاثة على قمرة قيادة وأقواس وهوائيات ومحرك نفاث مائي للدفع. يبدو أن طراز "طوفان-2" يحتوي على كاميرا قبة زجاجية، ويحتوي طراز "طوفان-3" على نوع مختلف من الكاميرا، ربما نوعًا من الأشعة تحت الحمراء البحرية للأمام (FLIR). كما يحتوي طراز "طوفان-3" على رادار قبة Simrad HALO على قوسه وفي الجزء السفلي من القوس، ومكون قبة أبيض صغير آخر - ربما بوصلة طيار آلي.
 
في طراز "طوفان-1"، يوجد مقعد واحد لشخص واحد، بينما يحتوي طراز "طوفان-2" و "طوفان-3" على مقعدين، أحدهما خلف الآخر.
 
في 21 يونيو 2024، نشر الحوثيون مقطع فيديو كشفوا فيه عن معلومات ووثقوا اختبارهم للزورق المفخخ  "طوفان-1، يعرض الفيديو قاربًا يمكن توجيهه إما يدويًا أو عن طريق التحكم عن بعد، ويستهدف "هدفًا بحريًا" (سفينة) في البحر.
 
مواصفات طوفان-1، وفقًا لفيديو الحوثي:
 
قوارب بحرية مفخخة محلية الصنع قادرة على الوصول إلى سرعة عالية والمناورة بسرية واصابة الأهداف البحرية قصيرة المدى، سواء المتحركة أو الثابتة.
 
حمولة متفجرة (رأس حربي): 150 كجم.
 
السرعة: 35 عقدة بحرية في الساعة.
 
طوفان المدمّر (، وهو نسخة محسنة من طوفان-3)
 
في مساء 21 يونيو 2024، تعرضت سفينة الشحن السائبة "ترانسوورلد نافيغايشن" التي ترفع علم ليبيريا والمملوكة لليونان لهجوم في خليج عدن، على بعد 126 ميلًا بحريًا شرق مدينة عدن، بينما كانت في طريقها من ماليزيا إلى مصر. شوهدت انفجارات بالقرب من السفينة، التي واصلت طريقها إلى ميناء التوقف التالي.وفي اليوم التالي، أعلن الحوثيون مسؤوليتهم عن الهجوم، قائلين إنه تضمن استخدام "صواريخ باليستية" ضد السفينة.
 
في 23 يونيو 2024، تعرضت سفينة "ترانسوورلد نافيغايشن" لهجوم آخر من قبل الحوثيين، على بعد 65 ميلًا بحريًا غرب مدينة الحديدة، قبالة الساحل الغربي لليمن، باستخدام قوارب بحرية مفخخة وأعلن الحوثيون أيضًا مسؤوليتهم عن هذا الهجوم. وأظهرت الوثائق أضرارًا متوسطة لحقت بالسفينة، مع الإبلاغ عن إصابات طفيفة أيضًا من قبل القيادة المركزية الأمريكية (US CENTCOM).كما تم توثيق اقتراب القارب المفخخ من السفينة في مقطع فيديو.
 
وفي 30 يونيو 2024، نشر الحوثيون مقطع فيديو مكون من جزأين يوثق قاربهم المفخخ  الجديد "طوفان المدمّر". يوثق الجزء الأول استهداف سفينة "ترانسوورلد نافيغايشن" باستخدام القارب المفخخ"طوفان المدمّر" . جدير بالذكر أن الإطار الأول من هذا الجزء يتضمن لقطات تم التقاطها بواسطة كاميرا موضوعة على مقدمة القارب المفخخ يوثق الجزء الثاني من الفيديو اختبار هذا  القارب المفخخ في البحر، والذي يشمل المناورة بين العوامات. غطى الاختبار كل من التوجيه اليدوي والتحكم عن بعد، وأظهر الأخير  أنه ممكن فقط في نطاق محدود. نشر الحوثيون مواصفات "طوفان" الجديدة.
 
مواصفات طوفان المدمّر:
 
قارب مفخخ تم تصنيعه محليًا.
 
قوة تدميرية عالية: تتميز بقوة تدميرية هائلة.
 
رأس حربي ضخم: يحمل رأس حربي يتراوح وزنه بين 1000 إلى 1500 كيلوجرام.
 
سرعة عالية: ت/يستطيع  الإبحار بسرعة تصل إلى 45 عقدة بحرية في الساعة.
 
تشمل مجموعة الأسلحة التي يمتلكها الحوثيون والتي تهدد طرق الشحن في البحر الأحمر صواريخ أرض-بحر، وصواريخ كروز، وصواريخ باليستية، وطائرات بدون طيار، ومجموعة متنوعة من الطائرات المسيرة المائية المفخخة.
 
تكمن مزايا هذه القوارب السطحية الغير مأهولة بشكل أساسي في قدرتها على ضرب السفن المستهدفة بدقة، خاصة وأنها يتم التحكم فيها باستخدام كاميرات موجودة في مقدمة السفن.
 
ومن الجدير بالذكر أن استخدام السفن الشراعية المتخفية على شكل قوارب صيد مع وضع الدمى فيها يهدف إلى منع تدمير السفينة على بعد مسافة من الهدف، من خلال خلق الارتباك والشك بين قوات الدفاع على متن الهدف فيما إذا كانت السفينة في مهمة هجومية أم بريئة.