Logo

ما دلالات غارات واشنطن الجديدة على الحوثيين في صنعاء؟

 أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم السبت أن الولايات المتحدة أطلقت "عملاً عسكرياً حاسماً وقوياً" ضد المتمردين الحوثيين في اليمن.

وجاء في منشور لترمب على شبكته للتواصل الاجتماعي "تروث سوشيال"، "سنستخدم القوة المميتة الساحقة حتى نحقق هدفنا"، متهماً الحوثيين المدعومين من إيران بتهديد حركة الشحن في البحر الأحمر ومحذراً إياهم من مغبة عدم توقف هجماتهم، وقال "إن لم تفعلوا، فستشهدون جحيماً لم تروا مثله من قبل".

وفي منشور عبر منصة "تروث سوشيال" حذر ترمب إيران، الداعم الرئيس للحوثيين، من استمرار مساعدتها لهم، قائلاً إذا هددت إيران الولايات المتحدة "فإن أميركا ستحاسبكم حساباً كاملاً ولن نكون لطفاء في هذا الشأن".
 
وسرعان ما دوت تفجيرات في العاصمة صنعاء، وأفاد متحدث باسم وزارة الصحة التي يديرها الحوثيون في اليمن اليوم بأن تسعة مدنيين في الأقل قتلوا وجرح تسعة آخرون بضربات أميركية على مدينة صنعاء.

وقالت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين إن "عدواناً أميركياً- بريطانياً بغارات استهدف حياً سكنياً في مديرية شعوب شمال العاصمة صنعاء".

واشنطن تعلن تنفذ غارات جديدة على مواقع الحوثيين في صنعاء.
 
تعد هذه الغارات الأولى منذ تصنيف الحوثيين بالإرهاب، وهي أول عمليات لترامب في اليمن خلال حقبته الثانية.
 
هدد الحوثيون بعودة هجماتهم البحرية، بينما تعلن واشنطن أن عملياتها الجديدة ستكون طويلة الأمد وتهدف لفقدانهم السيطرة على البلاد.
 
تستبق هذه الغارات الذكرى الحادية عشر لعمليات التحالف الذي قادته السعودية في 26 مارس 2015 في اليمن ضد الحوثيين وحليفهم السابق صالح.
 
من شأن عودة العمليات الأمريكية الجديدة ضد الحوثيين هذه المرة أن تكون أكثر فاعلية، لتزامنها مع إجراءات اقتصادية لواشنطن، وعمليات تضييق استهدفت قادة الجماعة بأكثر الوسائل الأمريكية صرامة، وفقا لتصنيف الإرهاب.
 
هذه العمليات أيضا تعد بمثابة اختبار لمدى قدرة إدارة ترمب الجديدة على التعامل مع ملف الحوثيين، وهجماتهم، وعملياتهم، وما إذا كانت ستلحق أضرارا بالحوثيين، وتؤدي لإلحاق الضرر بهم أم ستصبح امتدادا لنفس الحال مع إدارة بايدن، مجرد غارات غير مؤثرة.
 
تأتي هذه الغارات مع توقف الصراع في غزة، وفقدان الحوثيين لأحد أبرز مبرراتهم في كون عملياتهم البحرية إسنادا لفلسطين.
 
وبالتأكيد فعودة الغارات الأمريكية يعني تضاؤل فرص السلام في اليمن، وحلول الحرب محلها، ما سيؤثر كثيرا على أي خطوات نحو تحقيق السلام في هذا البلد الجريح والممزق.
 
يعول الحوثيون على ترسانة من الطيران المسير التي يحتفظون بها، وتطرقت لهذا الموضع صحيفة نيويورك تايمز التي تحدثت قبل يومين على قدراتهم الجديدة، خاصة فيما يتعلق بالمسيرات، والتطوير الذي أضيف لها مؤخرا من قبلهم.
 
ليس هناك أي مؤشر على ردود الفعل من الأطراف المتصلة بهذا الملف، على سبيل المثال السعودية، والتي زار وزير دفاعها واشنطن بصحبة السفير السعودي لدى اليمن قبل أيام، وما إذا كانت ترغب بانفجار الوضع من جديد في اليمن أم لا.
 
لكن ماذا عن رد الحوثيين المتوقع؟
 
نقاط القوة للحوثيين هي تنفيذ هجمات بحرية جديدة، وربما إطلاق الصواريخ على إسرائيل، وقد تمتد عملياتها لاستهداف السعودية أو تفجير معارك محلية في اليمن مع الحكومة، التي تبدو هي الأخرى في لحظة ضعف وعدم استعداد لهذه اللحظة، بسبب الخلافات المهيمنة عليها.
 
وإذا ما عاود الحوثيون هجماتهم في أي اتجاه، فذلك سيجلب عليهم الانتقام الأكبر، إذ أن إدارة ترمب تبدو عازمة هذه المرة على حسم هذا الملف، رغم الملفات الدولية المفتوحة أمامها، خاصة مع أوروبا.
 
ومع وعود واشنطن بجعل عمليتها الجديدة على الحوثيين أكثر تأثيرا وتمتد لأيام، فهذا يعني تطورات جديدة أكثر تعقيدا مما سبق.

كشفت وسائل إعلام أمريكية، أن الغارات الجوية التي نفذتها مقاتلات أمريكية مساء اليوم السبتـ جاءت بتوجيهات من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب واستهدفت مواقع تابعة لجماعة الحوثي، في صنعاء، في أول استهداف ميداني للحوثيين عقب تصنيفهم "منظمة إرهابية".
 
وذكرت نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات عسكرية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون باليمن، وأنها جاءت بأوامر من ترامب، واستهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والمسيرات
 
ونقلت نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن القصف الأمريكي في اليمن يهدف أيضا إلى إرسال إشارة تحذير لإيران، وأن استهداف ترسانة الحوثيين قد يستمر عدة أيام وقد يزداد نطاقه اعتمادا على ردهم.
 
وأشارت إلى أن الضربات في اليمن تهدف لفتح ممرات الشحن الدولية بالبحر الأحمر التي عطلها الحوثيون، حيث عاودا تهديداتهم للملاحة الدولية الأسبوع الماضي.
 
ولفتت إلى وجود رغبة أمريكية، بحملة أقوى تفقد الحوثيين السيطرة على أجزاء من البلاد.


 
وفي وقت سابق اليوم، شنت مقاتلات أمريكية بريطانية، غارات جوية استهدفت مواقع مفترضة لجماعة الحوثي، في العاصمة صنعاء.
 
وأشار سكان محليون بسماع دوي انفجارات عنيفة ناجمة عن غارات جوية استهدفت شمال صنعاء.
 
وذكرت وسائل إعلام حوثية، أن غارات جوية استهدفت صنعاء، في الوقت الذي لم تحدد مكان الغارات، ونوع المقاتلات التي شنت تلك الغارات، ولم تذكر مزيدا من التفاصيل.

وجاءت الضربات الأميركية على صنعاء بعد أيام قليلة من إعلان الحوثيين عزمهم استئناف الهجمات على السفن الإسرائيلية التي تمر عبر البحر الأحمر وبحر العرب ومضيق باب المندب وخليج عدن، لينهوا بذلك فترة من الهدوء النسبي بدأت في يناير (كانون الثاني) الماضي مع وقف إطلاق النار في غزة.

وشن الحوثيون أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، في حملة قالوا إنها تضامن مع الفلسطينيين في الحرب التي تشنها إسرائيل على حركة "حماس" في غزة.

وخلال تلك الفترة، أغرقت الجماعة سفينتين واستولت على واحدة وقتلت أربعة بحارة على الأقل في هجمات عطّلت حركة الشحن العالمية وأجبرت الشركات على تغيير مسار سفنها لتشرع في رحلات أطول وأكثر تكلفة حول جنوب قارة أفريقيا.

وقال ترمب "لن نتهاون مع هجوم الحوثيين على السفن الأميركية. سنستخدم القوة الفتاكة الساحقة حتى نحقق هدفنا".