ترامب يُلوّح بسحق الحوثيين والأخيرة تتوعد: التصعيد بالتصعيد
نفذت الولايات المتحدة، مساء السبت، سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع لجماعة الحوثي في العاصمة صنعاء ومحافظة صعدة شمالي اليمن المعقل الرئيس لزعيم جماعة الحوثي، في أول هجمات نوعية ضد الجماعة منذ بدء سريان تنفيذ تصنيف جماعة الحوثي "منظمة إرهابية".
وقالت مصادر محلية إن القصف الأمريكي استهدف منازل قيادات تابعة لجماعة الحوثي في أحياء سكنية بمنطقتي شعوب والجراف والمطار ومعسكر الحفا شمال وجنوب صنعاء، وغارات متأخرة استهدفت مواقع للجماعة في محافظة صعدة،
في حين قال مسؤولون أميركيون إن "الولايات المتحدة بدأت تنفيذ ضربات عسكرية واسعة النطاق ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون باليمن".
وأعلنت القيادة المركزية الوسطى (سنتكوم) إطلاق عملية واسعة ضد جماعة الحوثي في اليمن، وقالت في بيان لها، إنها بدأت في 15 مارس/آذار الجاري، سلسلة من العمليات تتألف من ضربات دقيقة ضد أهداف الحوثيين المدعومين من إيران في جميع أنحاء اليمن للدفاع عن المصالح الأميركية، وردع الأعداء، واستعادة حرية الملاحة.
وقالت سنتكوم في بيان لها "عملياتنا ضد الحوثيين هدفها استعادة حرية الملاحة". مشيرة إلى أن مقاتلات F-18 شاركت في الهجوم الأميركي على الحوثيين، وبنك الأهداف يشمل مطار صنعاء ومحيط حي الجراف والتلفزيون ومديرية شعوب.
وفي السياق قالت جماعة الحوثي في بيان إن القصف الأمريكي في صنعاء أسفر عن 9 قتلى و 9 جرحى، وإلحاق الضرر بعدد من المباني السكنية في منطقتي "شعوب" و"الجراف".
ونقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عن مصادر مطلعة قولها إن من بين المواقع المستهدفة في الهجمات الأمريكية منازل قياديين حوثيين في صنعاء.
ترامب: سنستخدم القوة المميتة والساحقة ضد الحوثيين
وعقب الغارات، أعلن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بدء حربه على جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب، والتي قال إنها "ستكون قوية وحاسمة".
وقال "ترامب" في تدوينة عبر منصة "تروث سوشيال": "اليوم، أصدرت أوامري للقوات المسلحة الأمريكية لشنّ عمل عسكري حاسم وقوي ضد إرهابيي الحوثي في اليمن".
وأرجع ذلك إلى أن الجماعة "قد شنّت حملة لا هوادة فيها من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات والطائرات المسيّرة الأمريكية وغيرها".
وأشار "ترامب" في بيانه إلى أن رد الرئيس السابق جو بايدن كان "ضعيفًا بشكل مثير للشفقة، مما جعل الحوثيين غير المقيّدين يواصلون هجماتهم"، مخاطبًا الحوثيين بالقول: "أقول للحوثيين: حان وقتكم".
وقال ترامب في بيان رسمي: "لن نتسامح مع هجمات الحوثيين على السفن الأمريكية، وسنستخدم القوة المميتة والساحقة حتى نحقق هدفنا".
وتابع: "إلى جميع الإرهابيين الحوثيين، لقد انتهى وقتكم. يجب أن تتوقف هجماتكم ابتداءً من اليوم، وإلا سيمطر عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل"، موجها رسالة لداعمي الجماعة قائلًا: "يجب على إيران وقف دعمها للحوثيين فورًا".
وتأتي تصريحات ترامب بعد أيام من إعلان الحوثيين استئناف استهداف السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، في إطار ما وصفوه بأنه ضغط على إسرائيل لفتح المعابر إلى غزة.
وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو قال إن الرئيس ترمب وجه رسالة قوية وواضحة للحوثيين المدعومين من إيران".
وأضاف روبيو "سنواصل حماية حرية الملاحة، والهجمات على السفن الأميركية وحركة الشحن العالمية يجب أن تتوقف".
وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قال "يجب استعادة حرية الملاحة، وإيران تعي جيدا أننا لن نتسامح مع هجمات الحوثيين".
وأضاف "أمر الرئيس ترامب اليوم بسلسلة من العمليات العسكرية للدفاع عن أصول الشحن الأميركية في البحر الأحمر وردع التهديدات المعادية للمصالح الأميركية، لن يتم التسامح مع هجمات الحوثيين على السفن والطائرات الأمريكية وقواتنا".
رسالة واضحة لخصوم واشنطن
زعيم الأغلبية الجمهورية بمجلس الشيوخ جون ثون غرد بالقول "على الجهات السيئة بالعالم أن تدرك عواقب أفعالها وأن لدينا رئيسا سيحاسبها".
وقال "لن نقبل أي هجوم على بلادنا وحلفائنا، وغارات قواتنا الجوية في اليمن رسالة واضحة لا لبس فيها لخصومنا عبر العالم".
فيما مساعد وزير الدفاع الأمريكي فقال "إدارة بايدن تركت تهديد الحوثيين دون رد لكن في عهد ترمب ووزير دفاعه سينتهي ذلك
أما نائبة المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية فقالت "مع الرئيس دونالد ترمب عاد السلام عن طريق القوة".
العملية تستمر عدة أيام
بدورها، نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أمريكيين قولهم إن "الضربات التي أمر بها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في اليمن استهدفت الرادارات والدفاعات الجوية وأنظمة الصواريخ والطائرات المسيّرة، وذلك لفتح ممرات الشحن الدولية في البحر الأحمر التي عطلها الحوثيون".
وأكد مسؤولون أمريكيون أن استهداف ترسانة الحوثيين قد يستمر لعدة أيام، وقد يزداد نطاقه استناداً إلى رد الفعل الحوثي.
وأوضحوا أن "الضربات نفذت بطائرات مقاتلة من حاملة الطائرات 'هاري إس ترومان' بالبحر الأحمر".
من جهته نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي، قوله إن الضربات التي وقعت يوم السبت في صنعاء لم تكن ضربة منفردة بل بداية لسلسلة من الضربات الأمريكية "المتواصلة" ضد الحوثيين والتي من المتوقع أن تستمر لأيام أو ربما حتى أسابيع.
وأفاد أن الضربات ضد أهداف الحوثيين الليلة كانت أكبر موجة من الضربات الأمريكية في اليمن منذ تولي دونالد ترامب منصبه.
وقال المسؤول إن ترامب أمر البنتاغون بالبدء في إعداد خطط عسكرية ضد الحوثيين بعد قراره إعادة تصنيفهم كمنظمة إرهابية بعد أسابيع قليلة من توليه منصبه.
مشيرا إلى أنه بعد أن أسقط الحوثيون طائرة عسكرية أميركية مسيرة قبل أسبوعين، تسارعت وتيرة الاستعدادات للضربات، وفي الأيام الأخيرة، أصبح السؤال الرئيسي هو التوقيت العملياتي الأفضل للضربات.
وأكد المسؤول الأمريكي أن حلفاء آخرين ذوي صلة وأعضاء كبار في الكونجرس تم إبلاغهم بعد بدء الضربات، لافتا إلى أن ترامب وافق على خطة الهجوم يوم الجمعة، وأصدر الأمر النهائي بتنفيذها يوم السبت.
وكانت إدارة ترامب قد أبلغت مسبقًا عددًا محدودًا من حلفائها الرئيسيين.
وطبقا للمسؤولين الأمريكيين فإن الغارات الجوية على ترسانة الحوثيين والمدفونة جزء كبير منها عميقًا تحت الأرض، قد تستمر لعدة أيام، وتزداد نطاقها وحجمها تبعًا لرد فعل المسلحين الحوثيين.
توعد حوثي.. التصعيد بالتصعيد
الناطق الرسمي باسم الحوثيين ورئيس وفدهم المفاوض محمد عبدالسلام، قال إن الغارات الأمريكية على صنعاء عدوان سافر على دولة مستقلة وتشجيعا لكيان العدو الإسرائيلي لمواصلة حصاره الجائر على غزة.
وأضاف عبدالسلام وهو أيضا مشمول ضمن العقوبات الأخيرة "ما يدعيه الرئيس الأمريكي من خطر يتهدد الملاحة الدولية في مضيق باب المندب غير صحيح وفيه تضليل للرأي العام الدولي، فالحظر البحري المعلن من قبل اليمن إسنادا لغزة يقتصر فقط على الملاحة الإسرائيلية حتى يتم إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة".
وأفاد أن "الملاحة الدولية في البحر الأحمر ستبقى آمنة من جهة اليمن، وأن الغارات الأمريكية هي عودة لعسكرة البحر الأحمر وذلك هو التهديد الفعلي للملاحة الدولية في المنطقة".
غارات أميركية على اليمن | 31 قتيلاً والحوثيون يتوعدون بالرد
تواصل الطائرات الحربية الأميركية، منذ مساء أمس السبت، غاراتها العنيفة على مدن ومواقع يمنية، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق،
فيما أعلنت واشنطن أنها أبلغت بعض الحلفاء بشأن العمليات العسكرية الأميركية في اليمن، بعد أن قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخاذ هذه الخطوة خلال سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى في البيت الأبيض هذا الأسبوع مع كبار مساعديه للأمن القومي.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للحوثيين، في إحصائية لها، بارتفاع عدد ضحايا العدوان الأميركي إلى 31 قتيلاً و101 جريح معظمهم أطفال ونساء.
وفي أول ردة فعل على الضربات الأميركية، توعد الحوثيون في اليمن بأنّ "العدوان لن يمر من دون رد"، معلنين أنّ قواتهم على أتمّ الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد.
وشدد المكتب السياسي لجماعة الحوثيين ، في بيان، على أنّ "استهداف العدوان الأميركي البريطاني الأحياء السكنية في صنعاء عدوان غادر وآثم، وأن استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب مكتملة الأركان".
وهذه الغارات هي الأولى التي تشنّها الإدارة الأميركية الجديدة منذ وصول الرئيس دونالد ترامب إلى سدة الحكم في ولايته الثانية في يناير/ كانون الثاني الماضي.
وكان ترامب قد وجه، السبت، بتنفيذ ضربة عسكرية "حاسمة وقوية" ضد الحوثيين في اليمن، وقال ترامب على منصة تروث سوشال: "اليوم، أمرت الجيش الأميركي بشنّ عملية عسكرية حاسمة وقوية على الإرهابيين الحوثيين في اليمن"،
مضيفاً أن الحوثيين "شنوا حملة متواصلة من القرصنة والعنف والإرهاب على السفن والطائرات والمُسيّرات الأميركية، وغيرها".
ونقلت "فرانس برس" عن البيت الأبيض قوله إن الولايات المتحدة قتلت العديد من القادة الحوثيين الرئيسيين في ضرباتها على اليمن.
قال مسؤولون عسكريون أميركيون إن الضربات الجوية الأميركية على مواقع لجماعة الحوثيين في اليمن، التي بدأت مساء أمس السبت، هي بداية حملة عسكرية متواصلة ضد الجماعة،
وأضافوا بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال أن لهذه العملية، التي تقودها حاملة الطائرات الأميركية هاري إس ترومان الموجودة في المنطقة، ثلاثة أهداف تسعى واشنطن من خلالها لضرب قدرة الحوثيين العسكرية وتوجيه رسائل إلى طهران.
ونقلت وكالة رويترز عن شهود عيان في اليمن أن ضربات أميركية استهدفت مواقع للحوثيين في تعز ، كما استهدفت الطائرات الحربية الأميركية بعدد من الغارات محطة كهرباء مدينة ضحيان في محافظة صعدة، ما أسفر عن انقطاع التيار الكهربائي في المنطقة..