Logo

الغارات الأميركية على اليمن تدخل أسبوعها الثاني: الاستهداف يتوسّع

الرأي الثالث  

دخل العدوان الأميركي على اليمن أسبوعه الثاني عبر شن سلسلة غارات، مساء السبت- الأحد، على مدينة الحديدة الساحلية غربي البلاد، وكذا محافظة صعدة شمالاً. 

واستهدف العدوان الأميركي بثلاث غارات مطار الحديدة الدولي جنوب المدينة، بالإضافة إلى استهداف منطقة المنظر في مديرية الحوك جنوب المدينة. كما استهدفت محافظة صعدة شمال اليمن بعدة غارات.

إلى ذلك، اعتبر عبد الملك الحوثي، زعيم جماعة الحوثيين ، الإعلان الأميركي عن إرسال حاملة طائرات ثانية إلى البحر الأحمر بمثابة شهادة على فشل حاملة الطائرات ترومان. 

وقال الحوثي إن الأميركي يخيف الآخرين بحاملات الطائرات، لكنها في المواجهة مع اليمن أمكن أن تتحول إلى عبء عليه، مضيفاً أن الأميركي كان يكتفي بحاملة طائرات واحدة ليهدد دولاً عظمى، لكنه في مواجهة اليمن يشهد على نفسه بالفشل.

في سياق متصل، ذكرت مصادر محلية أن جماعة الحوثي أطلقت، مساء السبت، صاروخاً باليستياً من محافظة صعدة نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة. 

وأعلن الإعلام العبري، مساء السبت، عن إطلاق صاروخ من اليمن باتجاه إسرائيل، وذكرت القناة 14 العبرية أن إطلاق الصاروخ من اليمن تم على ما يبدو باتجاه سفينة في البحر الأحمر.

وفجر السبت، أعلنت جماعة الحوثيين استهداف مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين 2". 

وقال بيان للمتحدث العسكري للحوثيين العميد يحيى سريع إن "القوات المسلحة اليمنية استهدفت بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع "فلسطين2" مطار "بن غوريون" في منطقة يافا المحتلة.

 ونبه البيان كافة شركات الطيران إلى أن مطار "بن غوريون" أصبح غير آمن لحركة الملاحة الجوية وسيستمر كذلك. 

وأضاف البيان أن سلاح الجو المسير التابع للقوات المسلحة اليمنية نفذ عملية استهدفت عدداً من القطع الحربية التابعة لحاملة الطائرات الأميركية "يو إس إس هاري ترومان".

ومنذ مساء السبت الماضي، يواصل الجيش الأميركي استهداف مدن ومواقع في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق،

 فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن تتحمل إيران مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن.
 
وتشن جماعة الحوثيين منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023 هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسير والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، 
 
في الإطار، شيعت جماعة الحوثيين، اليوم السبت، في صنعاء، ثمانية من مقاتليها يحملون رتباً عسكرية قتلوا خلال الأيام الماضية. 

وقالت وكالة سبأ بنسختها الحوثية إنه جرى تشييع جثامين ثمانية ضباط من عناصر الجماعة في صنعاء بحضور عدد من القيادات العسكرية. 

ويحمل العسكريون الذين شُيِّعوا في صنعاء رتباً عسكرية (أربعة برتبة نقيب وثلاثة برتبة ملازم أول وواحد برتبة ملازم ثان). ولم تذكر الجماعة مكان وزمان مقتل عناصرها، واكتفت بالقول إنهم قتلوا في "سبيل الدفاع عن السيادة الوطنية".

وارتفع عدد قتلى الجماعة الذين سقطوا في الغارات الأميركية والمواجهات مع القوات الحكومية منذ مطلع الشهر الجاري إلى 52 مقاتلاً غالبيتهم يحملون رتباً عسكرية. 

وكانت الجماعة قد أعلنت عن تشييع 47 من مقاتليها خلال فبراير/ شباط، و69 مقاتلا خلال يناير/ كانون الثاني، ما يعني أن عدد الذين أعلن عن مقتلهم بلغ 168 قتيلا منذ مطلع العام الجاري. 

وخلال العام الماضي 2024، أعلنت جماعة الحوثيين عن مقتل 549 عنصراً من عناصرها في المواجهات مع القوات الحكومية، غالبيتهم يحملون رتباً عسكرية.

وكانت الجماعة المدعومة من إيران عادت للتصعيد ضد إسرائيل منذ تعثر تنفيذ المرحلة الثانية في غزة بين حركة «حماس» وإسرائيل، فيما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بحملة حاسمة ضد الجماعة، وتوعد بـ«القوة المميتة» للقضاء عليها، وسط شكوك يمنية في جدوى الضربات إذا ما سارت على نفس وتيرة الضربات في عهد بايدن.

واستقبل الحوثيون في عهد بايدن نحو ألف غارة أميركية وبريطانية منذ 12 يناير (كانون الثاني) 2024 حتى سريان الهدنة في غزة، دون أن يؤدي ذلك إلى وقف هجماتهم التي تقول واشنطن إنها مدعومة من إيران.

غارات أميركية ليلية ضربت الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تبنّت الجماعة الحوثية إطلاق خامس صاروخ باليستي تجاه إسرائيل، ومهاجمة حاملة الطائرات الأميركية «هاري ترومان» والقطع المرافقة لها، وفي حين أعلنت إسرائيل اعتراض الصاروخ، ضربت غارات أميركية ليلية أهدافاً حوثيةً في 3 محافظات يمنية، ضمن الحملة المستمرة التي أمر بها ترمب في 15 مارس (آذار) الحالي.

وتزعم الجماعة الحوثية أنها تساند الفلسطينيين في غزة ضد إسرائيل، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة إيران في المنطقة، وتتهرب من إحلال السلام بعد عشر سنوات من الانقلاب على التوافق الوطني وشن الحرب ضد اليمنيين واختطاف العاصمة صنعاء بالقوة إلى جانب معظم مناطق شمال البلاد.
 
واعترف الإعلام الحوثي باستقبال موجة جديدة من الضربات الأميركية ليل السبت وصباح الأحد، في محافظات الحديدة وصعدة ومأرب، دون أن يشير إلى طبيعة الأهداف المقصوفة أو حجم الخسائر البشرية.

وحسب ما أوردته «قناة المسيرة»، الذراع الإعلامية للجماعة، استهدفت 6 غارات مطار الحديدة، وهو مطار مهجور في جنوب المدينة منذ 2015، وتستخدمه الجماعة منصة للهجمات البحرية وتخزين الأسلحة، كما ضربت إحدى الغارات موقعاً في ميناء الصليف شمال المدينة.

كما استهدفت خمس غارات مواقع الحوثيين في مديرية مجزر شمال غرب محافظة مأرب، حيث تحشد الجماعة هناك قدرات عسكرية ضخمة ضمن سعيها لمهاجمة منابع النفط والغاز الخاضعة للحكومة الشرعية.

إلى ذلك أقرت الجماعة الحوثية باستقبال ضربات في مديريتي سحار وكتاف في محافظة صعدة، حيث معقل الجماعة الرئيسي، دون إيراد عدد الغارات، لتلتحق المديريتان بمديريات الصفراء ومجز وساقين، 

إضافة إلى مدينة صعدة ومحيطها، التي كانت تلقت ضربات خلال الأسبوع الماضي.
 
ومع تركيز حملة ترمب على معقل الجماعة الحوثية في صعدة، يتكهن مراقبون عسكريون أنها تستهدف مخابئ الجماعة المحصنة ومستودعات الأسلحة، بما فيها الصواريخ والطائرات المسيرة، إلى جانب القادة العسكريين.

ومنذ بدء الحملة الأميركية الجديدة، استقبلت الجماعة الحوثية نحو 100 غارة وضربة بحرية، استهدفت مواقع وثكنات محصنة في صنعاء وصعدة ومأرب والجوف والبيضاء وذمار وحجة، إضافة إلى مناطق متفرقة من محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر.

وباستثناء اعتراف الجماعة بمقتل نحو 50 شخصاً، وإصابة العشرات خلال الموجة الأولى من الغارات، تفرض حالة من التكتم على الآثار الناجمة عن الغارات على مستوى عناصرها وقدراتها العسكرية.

اعتراض صاروخ خامس

تبنّت الجماعة الحوثية في وقت مبكر من يوم الأحد إطلاق صاروخ باليستي باتجاه تل أبيب، زاعمةً أنه استهدف مطار بن غوريون، وهو الصاروخ الخامس الذي تتبنى الجماعة إطلاقه منذ الثلاثاء الماضي، وتعلن إسرائيل اعتراضه.

وبخلاف الهجمات السابقة خلال العام الماضي لم تتبنّ الجماعة الحوثية إطلاق أي طائرات مسيرة باتجاه إسرائيل، مكتفية بالصواريخ، فيما توعد زعيمها عبد الملك الحوثي بالتصعيد «إلى أعلى المستويات».
 
وفي بيان للمتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية يحيى سريع، قال إن قوات جماعته استهدفت مطار بن غوريون بصاروخ باليستي فرط صوتي نوع «فلسطين 2»، مدعياً أن العملية حققت هدفها بنجاح، وتوقفت حركة الملاحة الجوية في المطار لأكثر من نصف ساعة.

كما زعم المتحدث الحوثي مهاجمة حاملة الطائرات «يو إس إس هاري ترومان» وعدد من القطع الحربية في البحر الأحمر بعدد من الصواريخ والطائرات المسيرة، وأن الهجمات استمرت عدة ساعات. في حين لم يعلق الجيش الأميركي على هذه المزاعم.

من جهته قال الجيش الإسرائيلي، صباح الأحد، إنه اعترض صاروخاً أُطلق من اليمن، بعد انطلاق صافرات الإنذار في مناطق مختلفة في إسرائيل، وذلك قبل دخوله الأراضي الإسرائيلية.

ومنذ أن دخلت الجماعة الحوثية على خط التصعيد ضد إسرائيل بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، أطلقت نحو 200 صاروخ وطائرة مسيرة، دون أن يكون لها أي تأثير عسكري باستثناء مقتل شخص واحد في 19 يونيو (حزيران) الماضي حينما انفجرت مسيرة في إحدى الشقق.
 
كما تبنت الجماعة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، حتى هدنة غزة بين إسرائيل وحركة «حماس»، مهاجمة 211 سفينة، وأدّت إلى غرق سفينتين، وقرصنة السفينة «غالاكسي ليدر»، ومقتل 4 بحارة.

وتسود مخاوف يمنية من هجمات إسرائيلية انتقامية ضد المناطق الخاضعة للحوثيين على غرار 5 موجات شهدها العام الماضي استهدفت البنى التحتية في صنعاء والحديدة، بما فيها المطار والميناء ومحطات الكهرباء.

ومنذ دخول الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) الماضي، كانت الجماعة أعلنت التوقف عن هجماتها البحرية وباتجاه إسرائيل، قبل أن تقفز مجدداً للانخراط في الصراع مع تعثر المرحلة الثانية من الهدنة.