Logo

تفاهم خفي بين الصين والحوثيين يحمي سفن السيارات بالبحر الأحمر

 كشف تحليل أجرته شركة أبحاث بريطانية متخصصة في الشأن البحري أن شركات السيارات الصينية ما زالت ترسل شحناتها إلى أوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس، بعد ما يقارب عامين من استهداف الحوثيين في اليمن سفن الشحن الدولي المارة عبر البحر الأحمر. 

وبينما لا تزال شركات تصنيع السيارات ترسل شحناتها من آسيا عبر الطريق الأطول والأكثر كلفة حول أفريقيا، 

أوضح تحليل جديد أجرته خدمة المعلومات البحرية البريطانية، أن ما لا يقل عن 14 سفينة ناقلة للسيارات مرت الشهر الماضي من الموانئ الصينية إلى أوروبا عبر البحر الأحمر وقناة السويس، وهو عدد مشابه لما تم تسجيله في يونيو (حزيران) الماضي.

وتستمر هذه الرحلات حتى بعدما أغرق الحوثيون سفينتي بضائع أخريين في أوائل الشهر الماضي باستخدام المسيرات والقنابل اليدوية وإطلاق النار. 

وتقول الجماعة الحوثية المسلحة المدعومة من إيران، إن هجماتها تأتي تضامناً مع الفلسطينيين الذين يعيشون تحت وطأة الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة.
 
ووفق صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الإثنين فإن معظم محللي الشحن يفترضون أن الحكومة الصينية توصلت إلى تفاهم مع إيران أو الحوثيين لعدم مهاجمة سفن شحن السيارات القادمة من الصين. 

وقال المدير المشارك لقسم التقييم والتحليلات في شركة "فيسون نيوتيكا" لبيانات الشحن البحري دانييل ناش، إنه يبدو أن "الصين وجدت طريقة للتعامل مع الحوثيين المدعومين من إيران، وقد تم إبلاغهم بأن سفنهم لن تستهدف".
 
وتشتري الصين تقريباً معظم صادرات إيران من النفط الخام، ففي عام 2023استحوذت بكين على ما يقارب 90 في المئة من صادرات النفط والغاز الطبيعي الإيراني المسال، بما يساوي نحو نصف الموازنة السنوية للحكومة الإيرانية،

 ويؤكد المسؤولون الصينيون أن مقاطعة صادرات النفط الإيراني قد نظمت من قبل الغرب لكنها لم تقر من قبل الأمم المتحدة، لذا فهي غير ملزمة لشركات النفط الصينية.

ويوفر المرور عبر البحر الأحمر وقناة السويس من 14 إلى 18 يوماً في كل رحلة ذهاب وعودة بين آسيا وأوروبا، مقارنة بالالتفاف حول أفريقيا، مما يقلل كلف الوقود وأجور الطواقم واستهلاك السفن نفسها بمقدار يصل إلى بضع مئات من الدولارات لكل سيارة. 

أما الالتفاف حول أفريقيا "فيضيف كلفاً كبيرة إلى فاتورة وقود السفينة، ويزيد من التلوث الناتج من الإبحار، وفي النهاية يرفع الأسعار على مشتري السيارات الجديدة"، بحسب كبير المحللين في "لويدز ليست" روب ويلمنغتون، الذي قاد مراجعة رحلات ناقلات السيارات.

وتساعد هذه الوفورات شركات السيارات الصينية على المنافسة في أوروبا مع نظيراتها اليابانية والكورية والأوروبية، التي تعتمد على شركات شحن أوروبية ويابانية لا تستخدم مسارات البحر الأحمر.

وبحسب ويلمنتغون، فإنه إلى جانب السفن المملوكة للصينيين، عبرت سفن عدة ناقلة للسيارات مملوكة لشركة كورية جنوبية أو لمشروع مشترك بين شركات في أبوظبي وتركيا، البحر الأحمر وقناة السويس في يونيو ويوليو (تموز) الماضيين بعد توقفها في موانئ شحن السيارات في الصين. 

إنجي مجدي 
صحافية مصرية