تأكيد على الوفاء لنهج الثورة.. اليمنيون يحتفون بالذكرى الـ 63 لثورة سبتمبر
الرأي الثالث
احتفى اليمنيون في الداخل والخارج على نطاق واسع بالذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر المجيدة، الثورة التي غيّرت تاريخ اليمنيين وحياتهم بعد أن أنهت حكم الإمامة وعصرها الظلامي.
وشارك في هذه الاحتفالات سياسيون ونشطاء وجماهير شعبية في مختلف المناطق، فيما تحولت ساحات الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي إلى فضاء مفتوح لليمنيين الذين بدأوا الاحتفاء بهذه المناسبة منذ مطلع سبتمبر الجاري.
وباستثناء ميليشيا الحوثي، احتفت المكوّنات السياسية اليمنية بالمناسبة، مؤكدة أنها تمثل أهم حدث في تاريخ اليمن الحديث، فيما اقتصر احتفاء الميليشيا الحوثية على خطاب لرئيس ما يسمى بـ"المجلس السياسي"، بالتزامن مع حملة اختطافات طالت العشرات ومنع أي مظاهر للتظاهر في الشوارع.
ونظم مجلس شباب الثورة فعاليات احتفائية بذكرى ثورة سبتمبر المجيدة، في عدد من المحافظات اليمنية.
وشهدت مدينة تعز، جنوب غرب اليمن، فعالية احتفائية نظمها مجلس شباب الثورة بالذكرى الـ 63 لثورة سبتمبر المجيدة.
وأكدت كلمات الفعالية أن ثورة 26 سبتمبر بوابة خروج اليمنيين إلى العالم، ومصافحتهم الأولى لقيم المواطنة المتساوية وسلطة القانون بعد قرون من العزلة والاستبداد والقهر والمجاعة.
وأشارت إلى أن ثورة السادس والعشرين من سبتمبر لم تكن مجرد حدث سياسي عابر، بل ميلاداً جديداً لأمة أرادت أن تعيش حرة وكريمة، وأن تبني دولتها الحديثة على أنقاض الكهنوت والاستعباد والعنصرية المقيتة والعناوين الدينية الزائفة حول الاصطفاء والعرق المقدس.
وفي مدينة التربة، جنوب تعز، نظم مجلس شباب الثورة فعالية احتفائية بالذكرى السبتمبرية الخالدة.
وشهدت محافظة حضرموت أيضا، فعالية احتفائية بذكرى ثورة سبتمبر، أكدوا خلالاها أن الحوثي يقف اليوم كمنقلب على ثورة سبتمبر وعدو لقيمها العظيمة، محاولاً طمس معانيها وإطفاء جذوتها في وعي اليمنيين. لكنه في الحقيقة يظهر هشاً ومرعوباً أمام حضور سبتمبر في قلوب الناس، فيلجأ إلى القمع واعتقال العشرات لمجرد احتفالهم بالذكرى.
وبحسب كلمات الفعالية، فإن خوف الحوثي من رفع العلم الجمهوري وترديد الأناشيد الوطنية يفضح طبيعته الكهنوتية المستبدة، ويؤكد أنه يعيش مأزوماً أمام رمزية الثورة التي أسقطت مشروع أجداده.
كما شهدت محافظة مأرب مهرجاناً جماهيرياً فنياً حاشداً إحتفاءً بالذكرى الـ 61 لثورة الـ26 من سبتمبر المجيدة، أقامه مجلس شباب الثورة تحت شعار "لن ترى الدنيا على أرضي وصيا".
وخلال المهرجان الجماهيري الحاشد قُدمت عدد من الفقرات الفنية والقصائد الشعرية لعدد من الشعراء اليمنيين، كما قُدم أوبريت غنائي، إضافةً بالإضافة الى عدد من الوصلات الغنائية الوطنية.
وفي تغريدة نشرها صباح الجمعة، قال طارق محمد صالح، عضو المجلس الرئاسي، بمناسبة الذكرى الـ63 للثورة: "في 26 سبتمبر انحاز الشعب لمطالب التغيير التي كانت شرطاً لإنهاء سلطة الإمامة وأيديولوجيتها الثيوقراطية التي حكمت البلاد بالحديد والنار، وحرمته من كل حقوقه".
وأضاف: "كان هذا اليوم يومًا من الدهر.. كسر اليمنيون فيه أوهام الحكم الطائفي وأعلنوا الجمهورية لامكان فيها لغاصب"، مؤكداً أن "26 سبتمبر ستبقى راية للتغيير والتحديث والحرية والمواطنة المتساوية والسيادة والاستقلال"،
مختتماً بـ: "ملتزمون بسبتمبر.. فكرة وثورة ودولة. كل عام وأنتم جمهوريون وبالف خير واقتدار".
وفي تغريدة مساء الخميس، قال رئيس حزب الإصلاح محمد عبدالله اليدومي: "هذا الشعب بثورته السبتمبرية قد أعطى لنفسه حق التعبير عن ما يريد، وأزاح عن كاهله ظلم الطواغيت الذين فرضوا عليه التسبيح بحمدهم ليل نهار، وزينوا له العبودية والذل حتى جعلوا خضوعه لهم علامة على حسن تدينه".
وأشار إلى أن: "الشعب أزال - بثورته المجيدة - عمى الخرافات، وحطم أصنام الجهالة، وداس على كل معاني المهانة، مؤكداً أنه لا سجود إلا لله، ولا خضوع لغير شريعة الله".
وفي كلمة متلفزة، قال أحمد علي عبدالله صالح: "الشعب ماضٍ بثورته لاستعادة دولته وجمهوريته ولن نقبل بعودة الإمامة أو حكم الميليشيا".
وجدد الفخر والوفاء لتضحيات الشهداء الأبرار والمناضلين الأوفياء، مؤكداً أن الاحتفال بثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر يأتي رغم التحديات الجسيمة التي فرضتها قوى الظلام والكهنوت، وأن الشعب ماضٍ على درب الحرية وفاءً لدماء الشهداء وحفاظاً على مكتسبات الثورة والجمهورية.
وأشار صالح إلى أن اليمن يواجه "ميليشيا كهنوتية الحوثية من أحفاد الإمامة وبقاياها، تمكنت من اختطاف جزء من الوطن وممارسة القمع ضد أبناء الشعب"، مضيفاً: "موعد الخلاص من تلك الميليشيا بات قريباً جداً".
ودعا كل القوى الوطنية الحرة إلى "الاصطفاف في معركة إنقاذ الوطن وتحريره واستعادة مؤسساته، وتبني مشروع وطني يرفع عن الشعب معاناته ويحقق تطلعاته في بناء وطن يتسع للجميع".
وأكد محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو أن "السادس والعشرون من سبتمبر صفحة مضيئة في تاريخ اليمن، ويوم خلاص وطني استعاد فيه الشعب اليمني حريته وكرامته من طغيان الكهنوت الإمامي، وستبقى أهدافه حيّةً وخالدة في وجدان أبناء اليمن".
بدوره، قال هاني البيض، نجل الرئيس اليمني الأسبق، علي سالم البيض، إن ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر سيظلان عنوانا للتحرر والكرامة ووحدة المصير.
وأضاف البيض في تدوينة على منصة (إكس) "في الذكرى الـ63 لثورة 26 سبتمبر، ووحدة المسار بين ثورتي سبتمبر وأكتوبر المجيدتين، نقف اليوم إجلالًا لرجالٍ حملوا أرواحهم على الأكفّ وصنعوا فجر الحرية لشعوبٍ أنهكتها عقودٌ من الظلام".
وتابع "جاءت سبتمبر لتُشعل شعلة التغيير ولتتلاحم مع أكتوبر في الجنوب، فتصبحا معًا عنوانًا للتحرر والكرامة ووحدة المصير".
وأكد نجل البيض أن ثوار سبتمبر وأكتوبر لم يكونوا مجرّد مقاتلين بل كانوا ضمير الأمة الحيّ بأخلاقهم وقيمهم، ورجالًا عُرفوا بالشجاعة والإيثار وبطباعٍ صلبة وقلوب مؤمنة بعدالة قضيتهم".
وأردف "قدّموا التضحيات لتشرق شمس الحرية في الشمال ولتُمهَّد الطريق لاستقلال الجنوب وبناء وطنٍ يليق بشعبه".
وقال "اليوم ونحن نستعيد ذكراهم، نتذكّر أنّ جذوة الثورة لا تموت، وأنّ الوفاء لتضحياتهم يعني التمسك بالحرية والكرامة ووحدة الأرض والإنسان ووحدانية الثورتين".
وأشار إلى أن الأوطان مسؤولية يتوارثها الأجيال وأمانة تحفظها التضحيات وتصونها العزائم، لتبقى أمانة حية في ضمير كل جيل يسلّمها لمن بعده أوفى وأقوى".
وأكد هاني البيض أن "ثورتي 26 سبتمبر و14 أكتوبر وتوحد المسار الثوري نحو الحرية والاستقلال، قضايا خالدة في ذاكرة التحرر الوطني".
وفي مقال له أكد الفريق الركن علي محسن الأحمر، نائب الرئيس السابق، أن "وحدة الصف اليمني والالتفاف حول الدولة والثوابت الوطنية عوامل حاسمة لهزيمة الميليشيا الإمامية عبر التاريخ".
وأضاف أن الاحتفال بالذكرى "فرصة للتقييم والتخطيط للماضي والحاضر والمستقبل اليمني"، مشيراً إلى أن النصر يعتمد على التلاحم الشعبي والتمسك بالمبادئ الوطنية، وليس على القوة العسكرية فقط.
وختم الأحمر بالقول إن الهدف المستمر لكل اليمنيين هو تحرير الدولة واستعادة الجمهورية ووحدة الوطن، مؤكداً قدرة اليمنيين على الصمود والتلاحم في مواجهة كل تهديدات الإمامة والميليشيا.
وهنأت الولايات المتحدة الأمريكية، الشعب اليمني بالذكرى الـ 63 لثورة 26 سبتمبر المجيدة، مؤكدة دعمها ليمن "خال من طغيان الحوثيين".
وقالت السفارة الأمريكية لدى اليمن في حسابها على منصة إكس: "نتقدم بأحر التهاني للشعب اليمني بمناسبة الذكرى الثالثة والستين لثورة 26 سبتمبر".
وأضافت: "بينما يحتفل اليمنيون بهذه المناسبة التاريخية، نشيد بقوة وصمود الشعب اليمني، الذي يعيش حياته بكرامة وعزيمة".
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تلتزم "بدعم مستقبل آمن ومزدهر لليمن، خال من طغيان الحوثيين".