Logo

الخلافات الداخلية وتراجع الإيرادات تدفع الحوثيين إلى حافة الهاوية

 توقع موقع فرنسي متخصص بالتقارير الاستخباراتية أن تهيمن موجة جديدة من الانشقاقات على الأخبار العسكرية المتعلقة بجماعة الحوثي خلال الأشهر المقبلة، في الوقت الذي مثل مقتل رئيس هيئة الأركان محمد الغماري، ضربة قاسية لهياكل الجماعة، التي تتسم أساساً بقدر كبير من الفوضى.
 
وقال موقع "إنتليجنس أونلاين" في تقرير له، إن هناك توترات داخل صفوف الحوثيين وسط تزايد عمليات الاغتيال والانشقاقات بين كبار قادة المتمردين.
 
وتطرق الموقع إلى تصريحات القائد العسكري المنشق عن صفوف الحوثيين مؤخراً عبده أحمد عبده عواض، وهو شيخ قبلي من منطقة حاضية في مديرية مقبنة بمحافظة تعز.
 
وقال عواض الذي كان يتولى قيادة السرية الثانية في اللواء السادس كرار (مشاة)، إنه ورغم وجود إجماع داخل الجماعة حول الدفاع عن القضية الفلسطينية، فإن الاستراتيجية العسكرية للحوثيين في مواصلة استهداف إسرائيل أصبحت مثار جدل متزايد، خاصة أنها لم تحقق أي مكاسب ملموسة.
 
وأشار إلى أن هناك صراع بين القادة الكبار وسط خلافات حادة اتندلع عقب كل تغيير أو استبدال لضباط أو كوادر تم اغتيالهم من قبل الولايات المتحدة أو إسرائيل.
 
وحسب التقرير إن بعض القادة من خارج الدائرة المقربة من زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي يرغبون في التركيز على الصراع الداخلي والابتعاد عن "محور المقاومة" المرتبط بطهران وأجندته.

 مشيرا إلى أن عشرات الضباط الكبار سلّموا أنفسهم للسلطات الشرعية خلال الأسابيع الأخيرة، لينضموا إلى معسكر الخصم.
 
واضاف "معظم هذه الانشقاقات بقيت سرية، لكن بعضها ظهر إلى العلن، مثل انشقاق عبده عواض، وكذلك الشيخ صلاح الصلاحي، قائد اللواء العاشر صماد العامل في منطقة تعز، والذي تخلى عن مواقعه في الأول من أكتوبر".
 
وطبقا للتقرير فإن القادة القبليون مثل الصلاحي يعدون مكسبًا مهمًا للحوثيين في مجالات التعبئة والتجنيد والتنسيق الميداني وتأمين خطوط الإمداد، ما يجعل انشقاقهم ذا أثر كبير، خاصة إذا أدى إلى فقدان ولاء قبائلهم.
 
وكشف القائد المنشق عن نقص فادح في الموارد على الخطوط الأمامية؛ فالجنود لا يتقاضون رواتب، ويفتقرون إلى أبسط الاحتياجات. ويُصرف القليل من المال لزيارات نادرة لعائلات المقاتلين، وتُدفع علاوة تسمى “رعاية” تصل أحياناً إلى 30 دولاراً فقط.
 
وقال "لا يحصل المقاتلون سوى على الماء والقليل من الطعام ونبتة القات المنشطة تقليديًا. وتم تثبيت نظام بصمة على الجبهات يسجّل تحركات كل مقاتل بدقة".
 
وأكد أن الذخيرة والوقود شبه معدومتان في بعض الأحيان، إذ تُخصَّص القدرات العسكرية -من الأسلحة المتطورة إلى الذخيرة والتعزيزات- للوحدات المرتبطة بالأسر القادمة من معقل الحوثيين في صعدة وما حولها.
 
ومثل مقتل رئيس هيئة الأركان لدى الحوثيين، محمد الغماري، ضربة قاسية لهياكل الجماعة، التي تتسم أساساً بقدر كبير من الفوضى؛

 إذ كان الغماري الوحيد القادر على توفير التنسيق وفرض الانضباط، وكان على اتصال مباشر بالمستشارين العسكريين الإيرانيين، وهو الوحيد المخوّل بقيادة العمليات العسكرية. وفقا للقائد المنشق.
 
وزاد "لا يزال قادة الحوثيين ملتزمين بالكامل بتوجيهات الحرس الثوري الإيراني عبر مستشارين ما يزالون موجودين في اليمن.
 
ولفت إلى أن الضغط المتزايد على السعودية ليس مجرد مناورة حوثية للحصول على أموال إضافية من الرياض، بل هو أيضاً جزء من هدف إيراني واسع.
 
وبشأن الترسانة الحوثية القادرة على الوصول إلى تل أبيب، يفيد التقرير بأن إنتاجها لايزال داخل اليمن، فيما تبقى الخبرة إيرانية بالكامل؛ 

إذ لا تمتلك الجماعة أي معرفة تقنية كافية، ويعمل مهندسون إيرانيون في مصانع سرية داخل اليمن لمساعدتها على تصنيع الطائرات المسيّرة والصواريخ والبنادق.