أمنيات اليمنيين في 2023: وقف الاقتتال وتأمين لقمة العيش

على قائمة اليمنيين لعام 2023 العديد من الأمنيات، تتجاوز ما هو شخصي لتصل إلى الأسرة والمجتمع والبلد عموماً، الذي يشهد للعام الثامن على التوالي حرباً مدمرة نتج عنها تدهور في مختلف الجوانب المعيشية والإنسانية.

ولا تختلف أمنيات اليمنيين للعام الجديد عن نظيراتها في الأعوام السابقة، لا سيما مع استمرار التعقيدات والصعوبات والتحديات التي أفرزتها الأوضاع الراهنة، وما صاحبها من اقتتال وتدهور اقتصادي وجمود سياسي وغلاء المعيشة وانقطاع الرواتب وغياب الخدمات والأمن ومصادر الدخل واستمرار إغلاق الطرقات وتقييد الحريات وغيرها من الأزمات التي نغصت عليهم معيشتهم.

وتطغى الأمنيات العامة على الشخصية لدى البعض، إذ يتطلعون إلى وضع حد لمأساتهم المستمرة للعام الثامن على التوالي من خلال إيقاف الحرب، وعودة أطراف الصراع إلى طاولة الحوار، والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة، ومعالجة الملف الاقتصادي، بالإضافة إلى إنهاء الانقسام المالي وتوحيد المؤسسة المالية والعملة المحلية، ووضع حد لانهيارها المتسارع وما رافقه من غلاء جنوني للأسعار وعجز ملحوظ عن توفير القوت الضروري.

ويقول الموظف الحكومي ماجد الوافي: "أمنيتي أن يكون لي وطن، وأن يكون لي يمن، وتتحرر تعز من جماعة الحوثيين وينتهي الحصار المفروض عليها". ويضيف: "أتمنى أن يكون الوطن بخير وموحد ونكون فيه تحت راية واحدة. كما آمل أن ننبذ الخلافات والفرقة وأن تجمعنا كلمة الوطن لا أن تفرقنا الأطماع والمشاريع الخارجية".

من جهته، يرى الناشط خبيب المجيدي أن "أمنيات اليمنيين بسيطة جداً ومتواضعة وتتمثل في أن ينعموا بالسلام ويتنقلوا بين المحافظات بكل حرية وأمان. يضيف أن "أمنيات اليمنيين تأتي مختلفة لأن اليمن يعيش وضعاً مختلفاً بكل المقاييس عن غيره من البلدان الأخرى. كما يعاني ويلات الحرب والدمار".

ويودع اليمنيون عام 2022 بنفس الطريقة والكلمات والتي لا تكاد تخلو من البؤس والتهكم والتشاؤم التي طغت على توديعهم الأعوام التي سبقته. في هذا الإطار، يقول الناشط وعضو تكتل ثورة الجياع في تعز فيصل العسالي إن "عام 2022 لم يكن سوى حصاد لكم هائل من الخيبات في وطن أضحى غنيمة للفاسدين. لذلك، فلينته غير مأسوف عليه".

وتتمنى الطالبة أفنان الشميري أن تتمكن من الالتحاق بقسم الهندسة المعمارية في كلية الهندسة، بالإضافة إلى تعلم مهارات وحرف أخرى أبرزها التصميم والتصوير. وتشير في حديثها إلى أنها "تتمنى أن ينعم اليمن بالأمن والأمان، وأن ترخص أسعار السلع الأساسية في حين تشهد ارتفاعاً جنونياً في أسعارها. ويصعب على معظم المواطنين توفير لقمة العيش وتأمين قوتهم الضروري إلى جانب الحصول على الخدمات الصحية وتأمين الأدوية اللازمة للعديد من الأوبئة والحميات المنتشرة بكثافة في مدينة تعز والتي تفتقر مستشفياتها للكادر الصحي والمستلزمات الطبية والمحاليل والوقود ما يعرضها للتوقف والخروج المتكرر عن الخدمة".

وينفي الأكاديمي في جامعة تعز منصور القدسي وجود أمنيات خاصة به عام 2023، وخصوصاً في ظل الوضع البائس. ويذكر في حديثه: "أمنيتي الوحيدة أن نتوحد كيمنيين ونتجاوز خلافاتنا ونعمل على إفساد المخططات الرامية لتمزيق اليمن على أسس طائفية وجهوية. كما يلفت إلى "وجود مؤامرة كبيرة وينبغي على اليمنيين مواجهتها".

بدوره، يأمل عصام السامعي وهو عامل بالأجر اليومي، أن يفتتح محلاً في العام الجديد، ويحقّق تقدماً على المستوى العملي. ولا ينسى مدينة تعز واليمن بشكل عام في أمنياته، والتي لخصها قائلاً: "أتمنى أن تستقر الأوضاع وتفتح الطرقات المغلقة لمدينة تعز ويتحسن وضع المواطن ويزداد دخله وتتحرر اليمن وتتخلص تعز من جماعة الحوثيين، ويتحسن أداء الحكومة بعد عودة كافة طاقمها إلى داخل البلاد والعمل على معالجة كافة الاختلالات بما فيها الفساد المالي والإداري".

وتراود الأطفال في مدينة تعز أمنيات شبيهة بتطلعات الكبار وخصوصاً على الصعيد العام. ويذكر الطفل معمر خالد في حديثه أنه "يتمنى أن يحقق النجاح في المدرسة ويحصد الترتيب الأول بين زملائه وأن تنتهي الحرب". 

بدوره، يتمنّى الطفل الذي يرسم على الوجوه عزيز هاشم، أن يصلح حال اليمن وأن ينمي موهبته ويطور قدراته في الرسم، ويحصل على هدايا ودعم وتشجيع ورعاية واهتمام. فيما تقول الطفلة سهى زكريا إنها تتمنى أن تصبح طبيبة، وأن ينعم وطنها بالأمن والسلام، وأن تتحرر البلاد من المليشيات".

ويتمنى السائق الشاب محمد علي أن تفلت اليمن وتتخلص تعز من سيطرة الحوثيين، وأن تفتح الطرقات المغلقة في عدد من المحافظات، ويتمكن اليمنيون من التنقل بينها بأمن وسلام، وأن تنتهي عذاباتهم التي خلفتها الحرب والحصار.

ويذكر الشاب نسيم ناصر وهو تلميذ في الثانوية العامة: "أمنياتي عام 2023 أن يعم الخير على الشعب اليمني ويجتمع الفرقاء السياسيين على طاولة واحدة، وأن تفتح موانئ اليمن ومطاراتها، وأن يتعافى الاقتصاد ويتحسن سعر العملة المحلية بشكل كبير".

إلى ذلك، تتأثر أمنيات النساء بالأوضاع التي تعيشها البلاد منذ عام 2015. وتقول سماء الفضلي: "عشنا خلال الأعوام الماضية حرباً مستمرة وانهياراً بالعملة الوطنية والاقتصاد وغيرها من التداعيات الكارثية. لذلك، نتمنى أن تتوقف الحرب ويعود أطراف الصراع إلى رشدهم ويغلبوا مصلحة اليمن واليمنيين على مصالحهم الشخصية".

بدورها، تتمنى الأربعينية آمنة الشرعبي أن يفرج الله على اليمنيين عموماً وسكان مدينة تعز خصوصاً، وأن يرفع عنهم الغلاء والوباء، ويصلح حال البلاد والعباد. تتابع في حديثها: "أتمنى أن تفتح الطرقات الرئيسية المغلقة لمدينة تعز، بما فيها طريق جولة القصر والذي يربط مركزها بمنطقة الحوبان في الجزء الشرقي من المدينة. كما تامل أن يسود التآخي ويزول الحقد من قلوب الناس ويتوحدوا ويكونوا جميعاً يداً واحدة".

وتتطلّع النساء إلى الخروج من مربع البؤس والحزن، والتخلص من القيود والعوامل التي أثرت على حياتهن وحالت دون إحراز أي تقدم علمي أو عملي، بحسب الطالبة الجامعية زينب الزهيري. وتقول إنها تتمنى أن يكون 2023 عاماً عامراً بالأفراح وحافلاً بالإنجازات.

 العربي الجديد - هشام سرحان