التسوية اليمنية والانفراج الدولي !

لم يتبدّد الحلم باليمن السعيد رغم سنوات من الحرب الضروس التي تسببت بمقتل أكثر من 400 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة، أي أنهم قضوا إما في القصف والقتال وإما نتيجة التداعيات غير المباشرة للحرب مثل الجوع والمرض ونقص مياه الشرب.

وتجدد الحديث مرة أخرى عن كيفية إنهاء الحرب المستمرة والتقدم الذي أحرزته المفاوضات بين السعودية وجماعة الحوثي في هذا الشأن.

الحديث هذه المرة جاء على لسان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، الذي قال إنه "يتم تحقيق تقدم صوب إنهاء حرب اليمن".

وخلال حديثه بإحدى جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، أشار بن فرحان، الى أن الصراع المستمر منذ ثمانية أعوام لن يحل إلا من خلال تسوية سياسية وأن هذا يجب أن يكون محور التركيز، مشدداً على القول إن هناك تقدما يحرز لكن لا يزال هناك عمل يتعين القيام به.

تصريحات بن فرحان تأتي في ظل تسارع المساعي الدولية والاممية للتوصل إلى تسوية ما للصراع اليمني بعد سنوات وسنوات من التعثر المترافق مع تصعيد ميداني وعسكري ومع فقر وانهيار مالي واقتصادي.

 اتصالات لإنهاء الأزمة

من هنا أصبح لا بد من الإشارة، بأن هناك اتصالات تتم مع السعودية وبعض الدول العربية لمعالجة بعض الملفات منها لبنان واليمن، وأن يكون هناك دور لسوريا بملف اليمن وهذا الأمر ربما سيؤثر على الموقف السعودي.

وفي هذا الاطار يشير الكاتب السياسي قاسم قصير ، إلى أن الاتصالات قائمة بين أكثر من جهة، من سلطنة عمان وسوريا بدعم ايراني وموافقة من حزب لله لهذه المساعي.

ويلفت قصير إلى أن ما يؤشر إلى ذلك، استمرار الهدنة القائمة في اليمن والتي توضح بأن الأمور تتجه نحو الايجابية بمناقشة الوصول الى حل مبدئي من فك للحصار وفتح للحدود بين الدولتين.”

وفي إطار الاتصالات، أفادت معلومات بأن مستشار رئيس الإمارات الدبلوماسي أنور قرقاش بحث منذ أسابيع مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ، مستجدات الأزمة اليمنية والجهود الرامية لتهيئة الظروف المناسبة لوقف إطلاق النار، والمضي نحو حل سياسي مستدام ينهي الأزمة والمعاناة الإنسانية التي يرزح تحتها الشعب اليمني.”

هذه اللقاءات كانت أعلنت عنها الأمم المتحدة فيما بعد، وضعت الجهود في إطار تأمين مستقبل يسوده السلام والأمن والتنمية الدائمة لليمنيين، بالاضافة الى إحراز تقدم نحو التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار، وبدء حوار يمني – يمني جامع لإنهاء النزاع بشكل مستدام.

 العراق يدور الزوايا

معلومات أخرى، أشارت إلى أن رئيس مجلس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني يقوم حالياً بترتيب جدول أعمال بشأن التفاهم مع خبراء من المملكة العربية السعودية وايران في هذا الاطار.

ويرى المحلل السياسي جورج علم ، بأن الأجواء أصبحت جاهزة لبلورة اتفاق سعودي- يمني، ويرجع زيارة الامين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس الأخيرة الى العراق في اطار التشاور مع المسؤولين بشأن ذلك.

وبحسب علم، كل ذلك يترافق مع السير نحن حوار يمني- يمني سيكون محط تركيز دولي في الفترة المقبلة، بالتزامن مع الاتصالات السعودية الايرانية التي تعمل الأمم المتحدة وسلطنة عمان على إعطائها الأولوية، إذ بدأت في مسقط بعيدا من الأضواء، لوضع التسوية على النار.

الرياض جاهزة

وتسعى الرياض لبناء علاقات مع جماعة الحوثي، التي تمسك بزمام السلطة فعليا في شمال اليمن وتسيطر على مساحات شاسعة من الحدود مع السعودية. وتعمل المملكة على إنهاء الأزمة عبر تقديمات كان آخرها إيداع مليار دولار وديعة لدى البنك المركزي اليمني، إذ تُسهم هذه الوديعة في تعزيز القدرات في مجال تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادي لليمن وتعزيز جهود بناء احتياطيات لدى البنك لتمكينه من تعزيز الاستقرار الاقتصادي.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة “الإيكونوميست” في 25 شباط/فبراير” يتفاوض السعوديون على اتفاق قد يسمح لهم بالانسحاب”، ومن الممكن أن يتم التوقيع على هذا الاتفاق خلال “الأشهر المقبلة- ربما في مدينة مكة المكرمة خلال عطلة شهر رمضان”، التي تبدأ في أواخر آذار/مارس.

هذا الاتفاق في حال حصل، سيكون خطوة إيجابية نحو التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية المستمرة في اليمن، والتي تؤثر على ما يقدر بثلثي سكان البلاد البالغ عددهم 28 مليون نسمة. هذا بالاضافة الى ان الحل اذا أبصر النور سيساعد في حلحلة ملفات اقليمية كثيرة عالقة، ومنها الرئاسة اللبنانية.

رأي سياسي